راشد بن حميد الراشدي
الحمد لله حمد الحامدين الشاكرين الذاكرين لله في السراء والضراء فمع إعلان النصر ووقف الحرب بعد شلالات الدماء التي أزهقت في حرب صهيونية قذرة غير متكافئة أبادت وأفنت أممًا مجاهدة في سبيل الله وفي سبيل عزة وكرامة وطنها وأمتها حيث جاهدت حتى الشهادة أو النصر والفوز بالمجد.
صُراخات بني صهيون اليوم جاءت تتوسل وقف الحرب والخروج بماء الوجه الملطخ بدماء شعب أعزل ووجوه كُتب لها الخزي والعار ما تعاقب ليلٌ أو نهار تلاحقهم لعنة الله إلى يوم الدين.
تحقق النصر بيد الشرفاء والمقاومين الشجعان المرابطين في غزة وعموم فلسطين ورغم الألم والشهداء والتضحيات أشرق اليوم وجه الحق وخسر وخسيء وزهُق صوت الباطل وأعماله النتنة المارقة فما سطره أبطال غزة من ملاحم سيكون منهاج حياة الأمم اللاحقة التي تبحث عن عزتها والتحرر من جبروت الطغاة وأفعالهم الشنيعة.
إن العالم الذي تابع أكبر إبادة بشرية وظلم وطغيان في العالم خلال الألفية الجديدة ليدرك اليوم جرمه في التواطؤ مع شياطين الأرض في جبروتهم الذي مارسوه لمدة عامين كاملين على أرض غزة، معتقدين أن الحرب ستكون للصهاينة منتهاها ونصرها. لكن هيهات هيهات فمن عند الله باق وسيدق رقاب العدا واحدًا تلو الآخر، في ملحمة الإباء التي سطَّر أبناء فلسطين فصولها الأبدية في استرداد القدس ووطنهم المحتل، ولن تبقى لليهود قيد أنملة في فلسطين العزة- بإذن الله- فقد استعرت الحرب وحمي وطيسها فلا رجعة إلّا بتحرير القدس وفلسطين بأسرها.
العدو المغتر بقوته وأذياله من الذين شايعوه وأعانوه على الظلم، مارس أبشع وأقذر حرب عرفها التاريخ بين بني البشر، متناسين قدرة الله وقوته ورحمته التي وسعت كل شيء؛ ليحتفل العالم الحر اليوم بوقف الحرب وغدًا بإذن الله بدحر الاحتلال وعودة الأوطان إلى أصحابها.
نصر بعد إبادة ومعارك حامية الوطيس كان فيها أسود غزة يصولون ويجولون طوال سنتين في ميادين الكرامة والعزة؛ ليفتخر كل مؤمن بما تحقق من نصر مبين. وستظل غزة وفلسطين موطناً للشرفاء، فلا عهد إلّا باسترداد القدس الشريف وكامل أرض فلسطين المجيدة.
لقد رأينا خذلان الأخ والصديق والحبيب لغزة الجوعى الثكلى المجروحة بجراح السنين، واليوم نرى بوارق الأمل والنصر والفوز في وجوه كل من تشبث بالأرض والوطن، ولم يرض إلّا بطرد المحتل الغاشم من بيته ووطنه فنكصوا على أعقابهم نادمين لعنة الله عليهم.
اتفاقيات ووقف حروب ومعاهدات ومشاورات لحقن الدماء تُعلن، ولكن الحقيقة أن صناعها رجال غزة حين أذلوا المعتدي فأنقلب صاغرًا ذليلًا لإرادة أولئك الرجال.
غفر الله لشهداء غزة وفلسطين الأحرار الذين آمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الجهاد حق؛ فإمَّا شهادة أو فوز ونصر على عدو الله ورسوله والمؤمنين، فقد تحقق النصر بعد الإبادة والدمار.. فالله أكبر ولله الحمد.