الرؤية- أحمد السلماني

دخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مرحلة الإعداد الحاسمة لمواجهتي الملحق المونديالي أمام قطر والإمارات، حيث أعلن المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش قائمة ضمّت (23) لاعبًا جميعهم من عناصر دوري "جندال" لكرة القدم، ليخوض بهم معسكرًا داخليًا قصيرًا في محافظة مسقط خلال الفترة من 29 سبتمبر وحتى 1 أكتوبر 2025. ويهدف كيروش من هذا التجمع إلى استغلال فترة توقف الدوري وتجهيز اللاعبين بدنيًا وفنيًا قبل الدخول في المعسكر النهائي الذي ينطلق حتى السادس من أكتوبر موعد السفر إلى الدوحة.

وضمت القائمة: إبراهيم المخيني، بلال البلوشي، أحمد الرواحي، علي البوسعيدي، نائف بيت صبيح، مصعب الشقصي، أحمد الخميسي، محمود المشيفري، سلطان المزروقي، مصعب المعمري، أرشد العلوي، عبد الله فواز، حاتم الروشدي، جميل اليحمدي، زاهر الأغبري، أحمد الريامي، ناصر الرواحي، وصلاح اليحيائي، إلى جانب أحمد الكعبي .

ويأتي هذا المعسكر استكمالًا لبرنامج الإعداد الذي بدأ منذ مشاركة الأحمر في بطولة اتحاد وسط آسيا بالعاصمة الأوزبكية طشقند في يونيو الماضي، والتي خاض خلالها منتخبنا مواجهات قوية أمام أوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان والهند في طاجيكستان، حيث كشفت المشاركة عن الحاجة الملحّة لمزيد من العمل على الجوانب البدنية والانسجام الفني. بعدها واصل كيروش خطته عبر معسكر قصير في مسقط بداية سبتمبر الجاري، اعتمد فيه على العناصر المحلية فقط بسبب عدم إدراج التجمع ضمن أيام الفيفا.

وتتجه الأنظار إلى المعسكر القادم الذي سيبدأ مباشرة بعد انتهاء التجمع الحالي، ويستمر حتى السادس من أكتوبر، على أن تغادر البعثة إلى العاصمة القطرية الدوحة لخوض مباراتي الملحق الفاصل ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك. ويستهل منتخبنا مشواره بمواجهة المنتخب القطري يوم 8 أكتوبر على استاد جاسم بن حمد، قبل أن يلتقي المنتخب الإماراتي في 11 من الشهر ذاته على نفس الاستاد، وسط ظروف استثنائية أثارت جدلًا واسعًا حول عدالة التنظيم بعد أن احتضنت قطر مباريات مجموعتها على أرضها، في حين ستقام مباريات المجموعة الثانية بالسعودية.

وكانت الأوساط الرياضية العمانية والاماراتية قد عبّرت عن قلقها إزاء إسناد المباراتين لقطر على ملاعبها، معتبرة أن القرار يفتقد لمبدأ العدالة، لاسيما مع منح الجانب القطري أفضلية جماهيرية واضحة. وقد دعا مختصون إلى ضرورة تحرك الاتحادين العماني والإماراتي للمطالبة بجلب حكام من خارج القارة الآسيوية وتخصيص مدرجات أوسع لجماهير المنتخبين وهو مالم يحدث.

ورغم كل التحديات، يؤكد كيروش أن المنتخب يملك من الإرادة والقدرات ما يؤهله لتخطي هذا الاختبار الأصعب في تاريخه الكروي، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب التركيز والانضباط وشغف اللاعبين والعمل بروح الفريق الواحد، خصوصًا أن اللاعبين المنضمين جميعهم ينشطون في دوري "جندال"، ما يمنحه فرصة لمتابعتهم عن قرب ورفع جاهزيتهم الفنية والبدنية.

وبدأت الجماهير العمانية تعيش حالة ترقب وانتظار لهذه المواجهتين المصيريتين، حيث يُنظر إلى الملحق باعتباره "الفرصة الأخيرة" لمنتخبنا الوطني من أجل الوصول إلى المونديال العالمي للمرة الأولى في تاريخه، في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالالتفاف خلف الأحمر ودعمه بكل الإمكانات المتاحة لتحقيق الحلم الكبير.