راشد بن حميد الراشدي
مارقٌ مُحتل مُتغطرس هش البنيان بلا هوية أو عقيدة أو خُلق وبلا عهود ولا مواثيق ولا مبادئ إنسانية أو كونية يمارس جبروته وطغيانه بلا رادع أينما كان وكيفما يُريد.
وأمة مُستسلمة تُقاد بلا مقاومة أو رد عن نفسها ودينها وشرفها وكينونة بقائها وعزتها التي داسها المحتل ومرغها في التراب وهي ترقب القضاء عليها فوجًا بعد فوج ووطنًا بعد وطن وشعبًا بعد شعب؛ فهي لا تُجيد إلا الشجب والإدانة والحديث مع المحتل بكل أدب، مع منحه ثروات البلاد والعباد لكي يظل راضيًا عنها، وإن قصف المحتل بلدانها وقتل وأباد وأحرق أهلها؛ فذلك حقه في حُكم الغاب الذي نعيش فيه؛ فهي أمة بلا روح ولا حراك ولا منفعة منها.
قمة طارئة أخرى جرت على مسارح الدوحة بعد التعدي على سيادتها وقصفها بطائرات عدو اعترف بأفعاله، فكيف لا يُعاقب ذلك الكيان المتغطرس وتُدك حصونه ويُمزَّق كيانه؛ فوالله هو أهون من بيت العنكبوت.
57 دولة إسلامية يسكنهما مليارا نسمة يعيشون في قارتين من أكبر قارات العالم يمتلكون منابع الثروة والمال في العالم كما يمتلكون الجيوش الجرارة والتجهيزات العسكرية الضخمة تُعجزهم حشرة بسيطة تعيش بينهم وهم فرقاء بسببها وقد عاثت في الأرض فسادًا وغُلوًا.
بالأمس اختتمت القمة الإسلامية بالدوحة والعالم انتظر قراراتها المصيرية، قرارات نستعيد بها ماء وجوهنا ونعيد بها مجدنا المندثر منذ قرون.. كنَّا نتمنى سماع قرارات اقتصادية ودبلوماسية ورفع قضايا دولية فاعلة على الأقل وإلّا "فإن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص".
فكيف يترك معتدٍ غاشم فاجر يهيم في الأرض بفساده بفجوره دون ردع ودون حسيب أو رقيب.
إنني اليوم "أسمعُ جَعْجَعَة ولا أرى طحنًا" في الأمر وقد أوكلت أمري إلى الله فلا غالب له ولا نصير سواه فهو حسبنا ونعم الوكيل.
وللظالم يوم يعض فيه يديه بما قدم ودعاؤنا للأوطان والمسلمين وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالثبات والتمكين من رقاب هذه الحثالة الظالمة؛ فعسى أن يكون قريبًا.