بعد "قمة الدوحة".. هل تكفي الإدانة والتحذير؟

 

 

 

خرج البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة بالتأكيد على أنَّ غياب المساءلة الدولية وصمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة قد شجّع إسرائيل على التمادي في اعتداءاتها، وانتهاكها الصارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما يكرّس سياسة الإفلات من العقاب، ويُضعف منظومة العدالة الدولية؛ حيث يُمثّل هذا العدوان تهديدًا مباشرًا للأمن والسِّلم الإقليميين والدوليين.

ورغم ذلك، فلقد كانت آمال الشعوب العربية والإسلامية كبيرة تجاه هذه القمة، فبعد أن تجرأ الاحتلال الإسرائيلي على قصف عاصمة عربية تشارك في أعمال الوساطة لوقف الإبادة الجماعية في غزة، تطلعت الشعوب للخروج بقرارات عملية وحاسمة لردع هذا الاحتلال المارق الذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء.

صحيحٌ أن القمة تعد استثنائية وكانت كلمات قادة الدول العربية والإسلامية تحمل بين سطورها الكثير من الرسائل التحذيرية الواضحة لهذا الاحتلال السفَّاح، مع التأكيد على التضامن الكامل مع قطر الشقيقة، واعتبار أن التعدي على سيادة أي دولة عربية يُعد تعديًا على سيادة كُل الدول، لكن ذلك لا يكفي لأنَّ الاحتلال لن يرتدع إلّا إذا تضافرت كافة الجهود العربية والدولية لإجباره على احترام القوانين الدولية.

ومن المفارقات العجيبة، أنَّه بالتزامن مع انعقاد القمة الطارئة، عقد رئيس حكومة الاحتلال المطلوب للعدالة الدولية مجرم الحرب بنيامين نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا مع وزير الخارجية الأمريكي؛ حيث قال نتيناهو بكل غطرسة إن العدوان على قطر كان هدفه "إيصال رسالة مفادها أن مسؤولي حماس ليسوا بمنأى عن أي شيء وقد تم إيصال هذه الرسالة".

إنَّ الشعوب العربية والإسلامية، وكل الشعوب الحُرة، تريد اتخاذ موقفٍ مُوَحَّدٍ ضد المخططات الإسرائيلية الخبيثة التي تحاول فرض أمر واقع جديد في المنطقة، وتواصل تهديد أمن المنطقة، ونتمنى أن يتحقق ذلك قريبًا، وأن تكون القمَّة نقطة الانطلاق نحو الأهداف المنشودة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة