ناصر بن سلطان العموري
شهد عدد من مناطق ولايات العاصمة مسقط وبعض مناطق ولايات شمال الباطنة والداخلية بالأمس، انقطاع مفاجئًا في التيار الكهربائي، حوَّل المكان لظلام دامس، وكان لحرارة الجو كلام آخر، حين تسللت رويدًا رويدًا لتوقظ النائمين الذين كانوا يغطون في سبات عميق هادئ تحت أجهزة التكييف، لتقلق مهاجعهم، مستغربين ما هذا الظلام الدامس وما أسبابه؟!
أعتقدَ الأكثرية أن الانقطاع كان في منطقتهم بسبب مشكلة فنية، لكن علامة الاستفهام كانت أكبر حين تم اكتشاف أن الانقطاع ربما تعدى بعض مناطق محافظة مسقط؛ ليصل إلى ولايات أخرى. ونتيجة لأهمية الكهرباء في حياتنا اليومية، قد يتساءل البعض أليس هناك خطط لمواجهة مثل هذه الأزمات، خاصة وأن السلطنة قد سبق لها المرور بمثل هذه الحالة منذ سنوات مضت فأين الاستفادة هنا مما مضى من دروس؟!
هناك من البيوت من لديها عجزة بحاجة للاستعانة بأجهزة كهربائية قد تُبقيهم على قيد الحياة، وهناك من عمله يتطلب حضوره الطارئ والباب الأتوماتيكي لمنزله، لا يمكن فتحه، فكيف له أن يخرج سيارته إضافة لأماكن تخزين الطعام والتي بعضها قد يتلف مع طول الانقطاع وحرارة الجو. وجراء هذا الانقطاع أغلقت المدارس وتعطلت بعض المصالح؛ بل وحتى محطات البترول قد توقفت بالكامل عن التشغيل نتيجة انقطاع الكهرباء فلما لم تكن من ضمن اشتراطات الترخيص لها توفير مولد كهربائي احتياطي يعمل وقت انقطاع الكهرباء؛ بل إن البعض ذهب أبعد من هذا حينما اقترح الاستفادة من الطاقة الشمسية والرياح بحيث يتم ربطها بالشبكة الذكية، لمواجهة أي انقطاع أو نقص طارئ خارج عن الإرادة ولما يتم عمل مولدات احتياطية في كل منطقة ذات كثافة سكانية عالية لتغطي النقص عند الانقطاعات المفاجئة.
لقد كان من الضروري إصدار بيان توضيحي عاجل من قبل شركة نماء لتوزيع الكهرباء عن سبب الانقطاع يُبث في قنوات الإعلام ووسائل التواصل المختلفة؛ لتوضيح أماكن التأثر والأسباب والوقت المتوقع لعودة التيار، وليس الانتظار لساعات لإصدار هذا البيان. وهذا من الضروري بما كان؛ درءًا للإشاعات التي تظهر في مثل هكذا حوادث وعدم التصرف لدى البعض، وهل سيذهب الطلاب للمدارس والمرضى لمواعيدهم التي ينتظرها البعض بفارغ الصبر منذ شهور وكذلك الموظفون هل سيذهبون لمواقع علمهم ومتى سيخرجون إن كانت أماكن سكانهم بعيدة.
يا حبذا لو قامت الشركة بدراسة أسباب الانقطاع وجعله من الدروس المستفادة لعدم التكرار مرة أخرى كما نرجو إعداد خطط الطوارئ البديلة السريعة لمواجهة مثل هذه المشاكل الفنية.
وعبر هذا المقال، من الجيد التنويه لبعض الشركات التي تقدم الخدمة في قطاعات أخرى مثل المياه، واخص بالذكر هنا نماء للمياه من ضرورة إصدار بيان توضيح واعتذار بعد الانقطاع أو التنويه قبيل انقطاع خدمة المياه وهذا ما ظهر جليًا في بعض مناطق ولاية العامرات من انقطاعات مفاجئة أو ضعف ضخ للمياه، ربما لأكثر من مرة في الشهر، يدفع ثمنه المواطن من جيبه دون تعويض من قبل الشركة حينما يعبئ خزان منزله بعشرات الريالات كل مرة دون حتى صدور بيان اعتذار أو إشعار يخص الحادثة، وهذا ما يعد تقليلًا لحجم العميل الذي يدفع الأموال مقابل خدمة المياه التي من المفترض أن تكون خالية من العيوب والنواقص.