لا يُمكننا رؤية القمة الاستثنائية التي من المقرر أن تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة غدًا الإثنين، غير أنها استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ؛ فالوضع في منطقتنا العربية يشهد تحوّلات بالغة الخطورة، وباتت المنطقة على صفيح ساخن بسبب المجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، الذي دفعته غطرسته وغروره لاستهداف عاصمة عربية وهي الدوحة، بهدف اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية الذين يمثلون الوفد المفاوض.
نعم إنها قمة استثنائية ويجب أن تكون كذلك، وأن تكون علامة فارقة في تاريخ العرب والمسلمين وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فغزة الآن قاربت على عامين من الإبادة الجماعية، والآن تُستهدف إحدى عواصمنا الخليجية والعربية.
اليوم ينعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب والمسلمين، تليه قمة قادة الدول، ونحن الآن نعيش لحظات فارقة وحرجة ونأمل أن تخرج هذه القمة بقرارات عربية وإسلامية موحدة لمعاقبة الاحتلال المجرم ووقف نزيف الدم في غزة، حتى لا يستهتر الاحتلال مرة أخرى بالسيادة العربية.
إنَّ دولنا العربية والإسلامية قادرة على فعل الكثير وتغيير المشهد بالكامل، ولذلك نأمل أن تتحول نتائج القمة من بيانات الإدانة إلى القرارات المُلامِسة للواقع لردع هذا الاحتلال الغاصب، ومعاقبته سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا، كما إن أملنا كبير أن تكون هذه القمة لحظة فارقة في تاريخنا جميعًا.