قمة عربية إسلامية.. هل تصنع الفارق؟

 

 

عباس المسكري

 

في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، تتجه أنظار الشعوب العربية والإسلامية إلى الدوحة؛ حيث تنعقد قمة عربية إسلامية استثنائية، في ظل أحداث متسارعة وتحديات غير مسبوقة، إنها لحظة اختبار حقيقي بين الاكتفاء بالكلمات أو اتخاذ خطوات عملية توازي جسامة الانتهاكات القائمة.

القمة تنعقد في ظرف إقليمي شديد التعقيد، عقب تصاعد الغطرسة الصهيو-أمريكية، وما رافقها من انتهاكات صارخة للسيادة الدولية، وقصف دولة مستقلة ذات سيادة.

الآمال المعلّقة على هذه القمة كبيرة؛ إذ يرى كثيرون أن لحظة الحقيقة قد حانت، فإمّا أن تخرج هذه القمم بقرارات جريئة تعكس طموحات الشعوب وتترجم غضبها، أو أن تكتفي كعادتها ببيانات تنديد وشجب واستنكار، لا تتجاوز الحبر الذي تُكتب به.

لا يُعلم على وجه اليقين ما يدور في الكواليس قبل وخلال هذه الاجتماعات، غير أنّ بعض المؤشرات تفيد بأنّ هناك مساعٍ لدى بعض الأطراف لحصر نتائج القمة في إطار بيانات التنديد والشجب المعتادة. وفي حال صحّت هذه التوجهات، فإنّ ذلك قد يولّد حالة من الإحباط والاحتقان لدى الشارع العربي والإسلامي، الذي ينتظر خطوات عملية توازي حجم التحديات والانتهاكات القائمة.

لقد طفح الكيل؛ فما تقوم به إسرائيل، وبضوء أخضر أمريكي، يشكّل خطرًا بالغًا واعتداءً صارخًا على القانون الدولي. إنّها انتهاكات لم يعد مقبولًا السكوت عنها؛ بل لا بُد من وقفها وبأي ثمن. ومن يظن أنّ إسرائيل تتحرّك بمفردها فهو واهم؛ فهي ليست سوى الذراع الباطش للولايات المتحدة في المنطقة، وأداة لتنفيذ سياساتها على حساب شعوبها وأمنها واستقرارها.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل ستكون الدوحة محطة فارقة في تاريخ العمل العربي والإسلامي المشترك، ونقطة انطلاق لقرارات عملية تحفظ السيادة وتعيد الاعتبار للأمّة؟ أم أنّنا سنشهد مشهدًا مكرّرًا من الخطابات والبيانات التي لا تغيّر في الواقع شيئًا؟

بين الانتظار والرهان، تبقى سويعات فاصلة كفيلة بالإجابة، فإمّا أن تُكتب في هذه القمم صفحة جديدة عنوانها الإرادة والقرار، وإمّا أن تُضاف إلى سجل طويل من الفرص الضائعة، لتترك الشعوب مرة أخرى أسيرة خيبة الأمل، تنتظر يومًا تأتي فيه قرارات بمستوى التحديات التي تواجهها.

الشعوب اليوم لا تنتظر بيانات منمّقة ولا خطابات مطوّلة، بل خطوات عملية تضع حدًّا للانتهاكات وتعيد للأمّة اعتبارها، ويبقى الأمل معقودًا على أن تكون قمة الدوحة بداية لمسار جديد، لا مجرّد محطة عابرة في مسلسل البيانات والوعود.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة