الرئيس الصيني يترأس الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول المنظمة

"قمة شانغهاي" ترفض الهيمنة وأحادية الجانب والحمائية.. و"بيان تيانجين" يعتمد "الاستراتيجية العشرية"

 

◄ الرئيس الصيني: متمسكون بـ"روح شانغهاي".. ونرفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات وأعمال التنمر

◄ ضرورة رفع مستوى تسهيل التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون

◄ الطاقة والبنية التحتية والصناعات الخضراء والاقتصاد الرقمي مجالات تعاون واعدة

◄ الدول الأعضاء تشيد بأدوار الصين في دفع تطور منظمة "شانغهاي"

◄ 24 وثيقة لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتواصل الثقافي والإنساني

◄ افتتاح 4 مراكز أمنية لمواجهة التهديدات والجرائم العابرة للحدود والمخدرات

 

 

الرؤية- خاص

عُقد صباح اليوم الإثنين، في مدينة تيانجين شمالي الصين، الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في مركز ميجيانغ للمؤتمرات والمعارض، وترأس الاجتماع شي جينبينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وألقى فيه كلمة بعنوان "تذكر الغاية الأصلية والرسالة جيدا وخلق مستقبل جميل".

قمة شانغهاي (2).jpg
 

وقال الرئيس الصيني إن منظمة شانغهاي للتعاون قد مرت من ضفاف نهر هوانغبو إلى ضفاف نهر هايخه، بمسيرة حافلة بالتطور، ومنذ تأسيس المنظمة قبل 24 عامًا، تتمسك الدول الأعضاء بـ"روح شانغهاي" التي تتمثل في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي إلى التنمية المشتركة، وتعمل سويًا على تقاسم الفرص والسعي إلى التنمية، مما حقق سلسلة من النتائج الرائدة والإنجازات التاريخية، إلى جانب نصب نموذجٍ يُحتذى به لنوع جديد من العلاقات الدولية. وأوضح شي جينبينغ أن منظمة شانغهاي للتعاون أنشأت- قبل الغير- آلية الثقة في المجال العسكري بالمناطق الحدودية، واتخذت- قبل الغير- العمليات المتعددة الأطراف لمكافحة "القوى الثلاث"؛ مما حافظ على السلام والأمن والأمان في المنطقة، كما أطلقت قبل الغير التعاون في بناء "الحزام والطريق"، مما ضخ مزيدًا من القوة الدافعة لتحقيق التنمية والازدهار في المنطقة، وجعل شبكة الترابط والتواصل الشاملة الأبعاد أكثر استكمالًا. وأضاف أن دول المنظمة وقعت على معاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل؛ حيث أعلنت عن الصداقة المتوارثة جيلًا بعد جيل وعدم كون أعداء لبعضها البعض أبدا، وعزز التواصل والتقارب بين شعوب دول الأعضاء، وطرحت قبل الغير مفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والتعاون والنفع للجميع، وطبقت تعددية الأطراف الحقيقية، مما لعب دورًا إيجابيًا في تعزيز السلام والتنمية في العالم.

وأكد شي جينبينغ أن منظمة شانغهاي للتعاون قد أصبحت أكبر منظمة إقليمية في العالم، مع تنامي تأثيرها وجاذبيتها على الصعيد الدولي يوما بعد يوم. وتابع أنه استشرافًا للمستقبل، ينبغي للدول الأعضاء أن تواصل التمسك بـ"روح شانغهاي"، وتمضي قدما إلى الأمام بمعنوية عالية وبخطوات ثابتة، وتعمل على تفعيل دور المنظمة بشكل أفضل.

ودعا الرئيس الصيني إلى الالتزام بالسعي وراء الأرضية المشتركة مع ترك الاختلافات جانبًا، واحترام الاختلافات فيما بيننا والمحافظة على التواصل الاستراتيجي وبلورة التوافق الجماعي وتعزيز التضامن والتعاون، والعمل على توسيع نطاق التعاون وتوظيف مزايا دولنا على نحو جيد وتحمل المسؤولية المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة.

وحث الرئيس الصيني على الالتزام بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، من خلال تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، والتعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، ورفع مستوى تسهيل التجارة والاستثمار، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصناعات الخضراء والاقتصاد الرقمي والابتكار العلمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي، والمضي قدما سويا نحو التحديث في عملية تبادل الإنجاح وخلق المستقبل بشكل مشترك.

وأكد الرئيس الصيني ضرورة الالتزام بالانفتاح والتسامح؛ حيث "ينبغي لنا التعارف والتقارب في التبادلات الشعبية والثقافية، والتساند والتآزر في التعاون الاقتصادي، وتضافر الجهود لبناء حديقة تسعى فيها حضارات متنوعة إلى النجاح للنفس وللآخرين وتكمل بعضها البعض وتتعايش بوئام".

ودعا شي جينبيغ إلى الالتزام بالعدالة والإنصاف، من خلال تكريس المفهوم الصائب لتاريخ الحرب العالمية الثانية، ورفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات وأعمال التنمر. وحث شي جينبينغ على الحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزًا لها، ودعم منظومة التجارة المتعددة الأطراف المتمحورة حول منظمة التجارة العالمية، ودفع بناء منظومة حوكمة عالمية أكثر عدالةً وإنصافًا.

وأكد أهمية الالتزام بالعملية والفعالية، عبر مواصلة دفع إصلاح منظمة شانغهاي للتعاون وزيادة الاستثمار وتعزيز بناء القدرات؛ بما يجعل الآلية المؤسسية أكثر استكمالا والقرارات أكثر علمية والخطوات أكثر فعالية، ويقدم دعمًا أقوى للتعاون الأمني والاقتصادي بين الدول الأعضاء.

وأشار شي جينبينغ إلى أن الصين تربط دائما تنميتها الذاتية وتنمية منظمة شانغهاي للتعاون وتطلعات شعوب الدول الأعضاء للحياة الجميلة، مضيفًا أن الصين تحرص على العمل سويًا مع كافة الأطراف على تذكر الغاية الأصلية والرسالة جيدًا وتحمل المسؤولية بنشاط، والدفع بالتطور المستقر والمستدام لمنظمة شانغهاي للتعاون، والمضي قدما بثبات نحو آفاق جميلة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

الرئيس الصيني وأردوغان.jpg
 

من جهة أخرى، ألقى قادة الدول الأعضاء لمنظمة شانغهاي للتعاون ومنهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، والرئيس القيرغيزي صدير جاباروف، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، والرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيايف، والأمين العام للمنظمة نورلان يرميكباييف، ومدير اللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع للمنظمة أولاربيك شارشيئيف كلماتهم على التوالي.

وسجَّلت كافة الأطراف تقييمًا عاليًا للمساهمة التي قدمتها الصين في دفع تطور منظمة شانغهاي للتعاون والأعمال الملموسة التي قامت بها خلال رئاستها الدورية للمنظمة، وسجلت تقييمًا إيجابيًا للإنجازات التنموية التي حققتها المنظمة، وطرحت اقتراحات حول التعاون في المرحلة المقبلة. وأجمعت كافة الأطراف على أن التعاون مع الصين في بناء "الحزام والطريق" يمكن كافة الدول من تقاسم الفرص الجديدة الناجمة عن التنمية في الصين، وأتت المبادرات العالمية الثلاث المطروحة من قبل الصين بعوامل الاستقرار واليقين للعالم المضطرب.

واتفقت كافة الأطراف بالإجماع على مواصلة تطبيق "روح شانغهاي" وبلورة التوافق وتضافر الجهود للمضي قدمًا إلى الأمام يدًا بيدٍ، وتعزيز التعاون في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والتواصل الثقافي والإنساني وغيرها، وأخذ مواجهة التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية في عين الاعتبار، وضرب "القوى الثلاث" بحزم، والدفع بتحقيق التنمية بجودة أعلى لمنظمة شانغهاي للتعاون من خلال التعاون على مستوى أعلى، بغية تقديم مساهمات أكبر للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم. وأكدت كافة الأطراف أنه في ظل الأوضاع الدولية التي تتشابك فيها التغيرات والاضطرابات، ينبغي للدول الأعضاء للمنظمة تعزيز التعاون الاستراتيجي، والدفاع عن نتائج انتصار الحرب العالمية الثانية والحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ورفض الهيمنة وأحادية الجانب والحمائية، واستكمال منظومة الحوكمة العالمية وصيانة العدل والإنصاف الدوليين. يعد انتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني مساهمة جليلة قدمتها الصين لسلام البشرية، ويعكس بسالة الشعب الصيني وصلابته، ويستحق التذكر إلى الأبد.

وقد وقَّع وأصدر قادة الدول الأعضاء "بيان تيانجين لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون"، واعتمدوا "الاستراتيجية التنموية لمنظمة شانغهاي للتعاون في السنوات العشر المقبلة (2026- 2035)"، وأصدروا البيان عن انتصار الحرب العالمية الثانية والذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة والبيان عن دعم نظام التجارة المتعدد الأطراف، واعتمدوا 24 وثيقة لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتواصل الثقافي والإنساني والبناء المؤسسي وغيرها.

قمة شانغهاي (1).jpg
 

وحضر قادة الدول الأعضاء مراسم إزاحة الستار عن كل من المركز المتكامل لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية، ومركز ضرب الجرائم المنظمة العابرة للحدود ومركز أمن المعلومات ومركز مكافحة المخدرات في إطار منظمة شانغهاي للتعاون.

واتفقت الدول بالإجماع على قبول جمهورية لاوس كشريك حوار للمنظمة، وقررت تولي قيرغيزستان للرئاسة الدورية للمنظمة بين عامي 2025 و2026.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة