أضحت الطائرات بدون طيار "المسيرات" أداة فعّالة في تطوير القطاع الخدمي؛ إذ تسهم في تحسين كفاءة تقديم الخدمات وتخفيض التكاليف وتسريع الأداء؛ حيث تستخدم في مجالات متعددة مثل التوصيل، والرعاية الصحية، والتصوير، والمسح العمراني، والمياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والتخطيط العمراني مما يُعزز جودة الخدمات ويواكب متطلبات التحول الرقمي الحديث.
وتولي القطاعات الحكومية والخاصة اهتمامًا لافتًا بتقنية المسيرات للاستفادة منها في شتى المجالات الخدمية، ومن مظاهر هذا الاهتمام قيام مركز ابن فرناس للطائرات المسيرة بتنظيم ملتقى فرناس؛ وذلك في إطار تعزيز استخدام التقنيات الحديثة الطائرات المسيّرة "الدرون"، والاستفادة المُثلى منها في الخدمات التنموية المختلفة، وإيمانًا بأهمية تمكين الشركات الناشئة من الاستثمار في المجالات التقنية الواعدة.
وشهد الملتقى تدشين طائرة "ماتريس 400" التي تنتجها شركة "DJI" العالمية الرائدة في صناعة الطائرات دون طيار، في حدث يؤكد على مدى دعم السلطنة للتطور التكنولوجي واهتمامها بهذا القطاع الواعد، ومواكبتها للثورة الصناعية الرابعة والتقنيات المستقبلية، خاصة في مجال المسيرات، كما يؤكد سعي السلطنة لتصبح مركزًا إقليميًا للمعرفة والتكنولوجيا، في إطار تحقيق مطلوبات رؤية "عُمان 2040".
إنَّ الاهتمام بالتقنيات الحديثة وخاصة تقنية المسيرات يمثل استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل القطاعات الحيوية في السلطنة؛ إذ لم تعد المسيرات ترفًا تقنيًا؛ بل ضرورة عصرية لمواكبة التطور العالمي وتحقيق الاستدامة ودعم الابتكار والتنمية الشاملة.