هلال بن سالم السيابي
حياك بالرُوح والرَيحان لبنان
سَارِِ من الخلد، والألطاف ألوان
وباكرتك من الفردوس غاليةُُ
لبنان، والدهر بالأفراح جذلان
بواديك ألوانا ملونة
وترتئي منك ما لم يشهد الجان
تزل بك من أبرادها حلل
يندى بها من رباك الخضر ريَان
تلك الجنان من الفردوس، أو ألق
منها، إذا اشتبهت بالخلد بلدان
ما هب والله عرف من خمائلها
الا وحي به طاوٍ وظمآن
ولا تأرج من ابرادها أرج
إلا ورَفت له بالحور أجفان
ضاءَ الجمالُ على أفيائِها، وزهى
على الروابي، فمفتون وفتان
يكاد ينساب عرفا من مرابعها
وتنثني منه روضاتُُ ووِديان
كم جئتها والضحى من فوق مفرقها
تقول: إن جنان الخلد لبنان
رست بها شامخات المجد من قدم
فما ثبير، وما رضوى وثهلان!!
واستوطنت من ذرى التاريخ أرفعها
من عهد كنعان، والأزمان أزمان
وطال منها بعدنان طوائلها
يوم الفخار، وأرسى المجد قحطان
حتى غدت بجلال الضاد مشرقة
يزهو بها منه إنجيل وقرآن!!
إن يذكر الضاد، أو تشمخ فواتنه
فإنه بذرى لبنان مفتان
كم أصيد مدره، منها وباقعة
كأنه من جلال الضاد سلطان
وعبقري تكاد الشهب تحسده
وألمعي له من عزه شان
لله لبنان ما أسمى شمائله
لو أنصف الدهر، منه سال عقيان
تاريخه في الليالي، لا يماثله
إلا على مفرق الفيحاء سلطان
أم الشام دمشق منذ أولها
فالشام فرق له لبنان تيجان
تعاورتها الليالي في تقلبها
وجاس أرباعها ترك ورومان
حتى اطمأنت لسحر الضاد، وائتلقت
بها القوافي، فحسان ومطران
وآزرتها على الجلى غطارفة
من جلق، وازدهى لبنان حوران
من كل أبلج في عرنينه شمم
واري الزنادين مطعام ومطعان
مثل الأسود الضواري في تقحمها
إذا دعتهم إلى العلياء أوطان
لا يعبأون أجدْ الناس أم هزلوا
ولا يراعى لهم في البأس جيران
ولا يقعقع يوما بالشنان لهم
ولا يروعهم بطش وعدوان
ولا يهولهم الأعداء لو كثروا
ولا يفرقهم جور وطغيان
تلكم شمائل لبنان ونخوته
ولن يغيره طاغ وخوان
<><><>
أبناءَ لبنان.. يا أسد العرين إذا
ما جلجل الخطب، والأيام نيران
ومن هم أبدًا في كل ملحمةٍ
صيد صناديد، وثابون فرسان
مالي أراكم تناديتم لمعترك
يخطه لكم باغ وشيطان
عرفتم خطط الغاوين من قدم
فكيف يعروكم وهم ونسيان!!
بالأمس شارون قد أورى اللظى بكم
واحتل بيضتكم والغرب أعوان!!
واليوم أنتن منه في ضراوته
آت إليكم، وللعدوان طوفان!!
فكيف بالله تسليم السلاح وقد
خفت إليكم ثعابين وذؤبان
بأي منطقِ حق تسحبون إذًا
سلاحَ إخوانكم، والأمر عدوان
وما الذي بعد هذا غير قاصمة
يعيا اللبيب بها والمجد والشان
أعيذكم يا بني لبنان من شَرَكٍ
يحيكه ضدكم بغي وطغيان
فما يريد الأعادي غير قمعكم
طرًا، وقد لاح إبان وإبان
الله الله في ذاك السلاح، فإن
سلمتموه، فأنتم بعدُ قطعان!!
لسوف ترمون في سوق النخاسة يا
قومي، كأنكم للقوم عبدان
بالله شدوا الأيادي دونَ موطنكم
فإنما خدع الأعداء أدران
واستصغروا في هوى العلياء نار لظى
ولو تلظت بها بيد وخلجان!!
ولا تراعوا بتهويل العداة لكم
فإنما كل ذا التهويل خزيان
حذارِ.. أن تسحبوا منكم سلاحكم
فمالكم أبدًا من بعدِه شان
فسوف يرتكب الأعداء محرقة
بكم، وما لكم من بعدُ أوطان
في كل يوم نرى صهيون سادرةً
في غيّها، وجميع الغرب أعوان
لا يأبه الغرب إلا للقوي، ولا
يبدي احتراما لمن يعروه خذلان
سيان في الغرب -يا قومي- طوائفكم
أكان مارون أم قد كان مروان
ما فيهم أبدا رحمى لطائفة
من يوم ما جاء غازيهم ومذ كانوا
إني على ثقة منكم بوعيكم
وقد تبين برهان وبرهان
فلا تظنوا بنا إلا معزتكم
والحق يشهد، والتاريخ ديان
************
مهداة إلى كل الأشقاء في لبنان.. وإلى كل اللبنانيين.