أكدوا أنها تؤدي دورًا محوريًا في توفير وجبة غذائية صحية متكاملة للطلبة

تربويون لـ"الرؤية": إسناد إدارة المقاصف المدرسية للأسر المُنتجة يحقق عوائد صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة

...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الفارسي: الالتزام بتقديم وجبة غذائية صحية ومتكاملة شرط أساسي لعمل المقاصف

◄ الجابري: تقديم وجبات جاهزة في المقاصف ينطوي على أضرار صحية جسيمة

◄ الشحية: غياب التنوع الغذائي في المقاصف تحدٍ كبير.. والأطعمة المعلبة غير صحية

◄ الراشدية: البروتين والخضراوات والفواكه.. أصناف مطلوبة بالمقاصف

◄ البادي: أقترح إتاحة المجال للباحثين عن عمل لإدارة مقاهٍ في المدارس

 

 

 

الرؤية- ناصر العبري

 

 

أكد تربويون أن فكرة إسناد المقاصف المدرسية للأًسر المُنتجة، من شأنها أن تحقق نتائج إيجابية على مستويات عدة؛ اقتصاديًا وصحيًا واجتماعيًا، مشيرين إلى أن قيام هذه الأسر بتقديم وجبات غذائية متكاملة للطلبة تتوافق مع الثقافة المجتمعية المحلية، سيحقق العديد من المنافع.

وقالوا- في تصريحات لـ"الرؤية"- إن المقاصف المدرسية تؤدي دورًا مُهمًا في تعزيز صحة الطلاب، من خلال توفير وجبات تتضمن العناصر الغذائية التي يحتاجها الطالب خلال يومه الدراسي، داعين في الوقت نفسه إلى فتح المجال أمام الباحثين عن عمل لإدارة مقاهٍ في كل مدرسة، بما يساعد في توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب، مع الالتزام التام بالضوابط والاشتراطات الصحية في كل ذلك.

 

وقال الدكتور حكم بن سالم الفارسي المدير العام المساعد التعليمية الظاهرة إن المديرية تحرص قبل كل عام دراسي على تشكيل لجنة رئيسية وفرق عمل؛ حيث تكون معنية بالتأكد من التزام الشركات والمؤسسات التي يتم من خلالها توريد المواد الغذائية للمقاصف المدرسية مع بدء وأثناء العام الدراسي. وأضاف أن أخصائي التغذية المدرسية يقوم بمتابعة المقاصف المدرسية من مختلف الجوانب؛ بما يضمن من الالتزام بالمواد الغذائية المطابقة للمعايير والمواصفات حسب اللائحة المنظمة لعمل المقاصف المدرسية، وكذلك سالمتها وصالحيتها الغذائية.

وأكد أنه يُشترط في المقاصف المدرسية توفير الوجبة الغذائية الصحية المتكاملة للطلبة بما تحويها من مواد أساسية تُعين الطالب بدنيًا وذهنيًا في يومه الدراسي، لافتًا إلى أنه ليس من المُفضَل تقديم الوجبات الغذائية من المطاعم لأسباب صحية؛ حيث عادة ما تكون تلك الوجبات المقدمة من المطاعم تحتوي على معدلات عالية من الدهون والسكريات، والتي لا تناسب الطلبة في مختلف فئاتهم العمرية. وشدد على ضرورة الالتزام بعمليات إعداد وتحضير وتخزين المواد الغذائية بالطرق الصحية السليمة، مع التنوع في الأصناف الغذائية التي تُقدَّم للطلبة ومطابقتها للجهات الرقابية والصحية. وذكر الفارسي أنه عادةً ما يتم إسناد مناقصات ومزايدات المقاصف المدرسية للأفراد والأسر العُمانية المنتجة؛ تشجيعًا لتلك الفئات وتحفيزها على القيام بأدوارهم على مستوى أسرهم ومجتمعهم، مع أهمية الالتزام بالاشتراطات والمواصفات المطلوبة في تلك مناقصات توريد المواد الغذائية الصحية للطلبة.

اشتراطات صحية

وقال خالد بن محمد بن حارب الجابري نائب رئيس مجلس الآباء بولاية عبري إن وزارة التربية والتعليم تُحدد اشتراطات واضحة للمقاصف يجب عليها الالتزام بها، مثل توفير الحليب والتمر، والأطعمة الصحية، مع الالتزام بمعايير النظافة والسلامة، لكنه أشار إلى أن عدم التزام جميع المقاصف بهذه الشروط.

وأوضح الجابري أهمية أن تقدم المقاصف المدرسية خدمات متكاملة على مدى اليوم الدراسي الطويل، من خلال توفير وجبات صحية متنوعة وبأسعار معقولة، مع توفير قاعات مجهزة لجلوس الطلبة، بما يضمن تناولهم للوجبات في بيئة صحية ومريحة. غير أن الجابري استنكر عدم التزام الكثير من المقاصف بهذه المعايير؛ ما يدفع الطالب للاعتماد أحيانًا على وجبات غير متوازنة وغير صحية أو حتى يمتنع عن الأكل خلال اليوم الدراسي.

ويرفض نائب رئيس مجلس الآباء بولاية عبري السماح بتقديم وجبات جاهزة من المطاعم للطلبة، إلّا في حالة فرض رقابة صحية مشددة على المقاصف، مع تقديم خيارات غذائية متوازنة. وأوضح أن الهدف من توفير وجبات داخل المدرسة يجب أن يكون تلبية احتياجات الطالب الغذائية.

وحول إسناد مناقصات المقاصف المدرسية للأسر العُمانية المنتجة، أوضح نائب رئيس مجلس الاباء بولاية عبري أنه يتعين على هذه الأسر الالتزام بمعايير الجودة والضوابط الصحية وتقديم أسعار في متناول جميع الطلبة، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تدعم الأسر المنتجة وتوجد فرص عمل، شريطة وضع ضوابط صارمة حتى لا يتحول الأمر إلى مجرد تحقيق أرباح على حساب صحة الطلبة.

ويقترح الجابري أن يكون خروج الطلبة إلى الفُسحة على دفعات؛ بما يساعد على تخصيص أوقات مختلفة لكل مرحلة دراسية؛ لتفادي الازدحام أمام المقصف، وضمان حصول كل طالب على نصيبه من الغذاء دون فوضى.

غياب التنوع الغذائي

وقالت الدكتورة خديجة سليمان الشحية رئيسة لجنة الصحفيات بجمعية الصحفيين العُمانية إنه في ظل الاهتمام المتزايد بصحة الطلبة ودور التغذية السليمة في تعزيز قدرتهم على التعلم، يبرُز سؤال مهم حول واقع المقاصف المدرسية ومدى قدرتها على توفير الوجبات الأساسية التي يحتاجها الطالب يوميًا. وأضافت: "من خلال ملاحظتي كأم وامرأة مهتمة بهذا الجانب، أرى أن كثيرًا من المقاصف تفتقر إلى التنوع الغذائي الصحي؛ حيث تطغى الأطعمة السريعة والمعلبة على حساب الوجبات المتوازنة الصحية التي تمنح الطالب طاقة ونشاطًا طوال ساعات اليوم الدراسي".

وحول إدخال وجبات من المطاعم إلى البيئة المدرسية، ترى الشحية أن ذلك "حلًا غير عملي"؛ بل إنه قد يفاقم المشكلة إذا كانت تلك الوجبات تعتمد على المأكولات السريعة والمُشبَّعة بالدهون والسكريات؛ مما يضر بصحة الطلبة على المدى الطويل. وأكدت أن البيئة المدرسية يجب أن تكون نموذجًا للتغذية السليمة؛ حيث تبني بنية الطلبة بالغذاء السليم المتكامل، لا لأن تكون بوابة لتسويق المنتجات التجارية غير الصحية على حساب صحتهم.

وتؤيد الشحية فكرة منح مناقصات المقاصف المدرسية للأسر العُمانية المنتجة؛ حيث تعتبرها خطوة إيجابية ومجدية لعدة أسباب؛ منها: أنها تدعم الاقتصاد المحلي وتفتح باب رزق كريم لهذه الأُسر، كما تتيح تقديم وجبات محلية طازجة، نابعة من ثقافتنا الغذائية، وبمكونات طبيعية أكثر أمانًا وجودة، كما إن الأسر المنتجة غالبًا ما تكون أكثر حرصًا على السمعة والجودة، وهو ما ينعكس إيجابًا على صحة الطلبة ورضا أولياء الأمور.

وأكدت الشحية أن تطوير المقاصف المدرسية لا يجب أن يهدف إلى تحقيق عوائد تجارية أو أرباح؛ بل الحفاظ على صحة الطلبة وضمان توفير وجبات غذائية صحية متوازنة ومتكاملة لهم.

وقالت ثريا بنت حمود بن سليمان الراشدية، (محررة أخبار) إن المقاصف المدرسية توفر بعض المأكولات، لكن أغلبها لا يرقى لأن يُسمّى "وجبات أساسية" بالمعنى الصحي المتكامل؛ حيث إن كثيرًا من هذه المأكولات عبارة عن وجبات مُغلَّفة أو خفيفة مثل البسكويت أو العصائر الجاهزة أو السندويشات سريعة التحضير، وهي قد تسد الجوع مؤقتًا، لكنها لا تمنح الطالب العناصر الغذائية التي يحتاجها لبناء جسمه ودعم نشاطه الذهني طوال اليوم الدراسي. وترى الراشدية أن المقصف المدرسي يجب أن يؤدي دورًا أكبر في تعزيز الثقافة الغذائية الصحيحة من خلال توفير خيارات متوازنة تحتوي على البروتين، الخضراوات، الفواكه، والحبوب الكاملة.

وأضافت الراشدية أن الهدف من المقصف المدرسي يجب أن يتجاوز مجرد البيع؛ ليصبح وسيلة لتثقيف الطلبة غذائيًا عبر توفير وجبات متوازنة. وحول التعاقد مع المطاعم، قالت: "لا أمانع الفكرة من حيث المبدأ، لكني لا أشجعها إذا كانت بلا ضوابط؛ فالمطاعم قد تُقدِّم وجبات مُغرية للطلبة، لكنها في كثير من الأحيان مشبعة بالدهون أو السكريات، وهذا يؤثر سلبًا على صحة الأطفال على المدى البعيد". وتقترح الراشدية التعاون مع مطاعم مُلتزمة بتقديم وجبات صحية ومتوازنة وبأسعار مناسبة، مع وجود رقابة دائمة من الجهات المختصة. وناشدت الراشدية وزارة التربية والتعليم ضرورة عدم السماح ببيع المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة أو العصائر الجاهزة المُحلاة، لأثرها السلبي على صحة الطلبة.

وتؤيد الراشدية إسناد مناقصات المقاصف إلى الأسر المُنتجة، بما يضمن دعم الاقتصاد المحلي وتمكين هذه الأسر من تحسين دخلها.

وجبات أساسية

فيما يقول عصام بن محمود الرئيسي إن المقاصف المدرسية في كثير من الأحيان تركز على الوجبات الخفيفة أكثر من الوجبات الأساسية المتكاملة، مما قد لا يلبي الاحتياجات الغذائية للطلبة، مشيرًا إلى رفضه تقديم وجبات جاهزة من المطاعم دون رقابة على الجودة ومأمونيتها صحيًا. ويدعم الرئيسي فكرة إسناد مناقصات المقاصف على الأسر المنتجة؛ حيث إن هذه الخطوة سوف تساعد في توفير وجبات طازجة وصحية بأسعار مناسبة، مع مراعاة معايير السلامة الغذائية.

ويقترح الرئيسي عدة نقاط لتحسين جودة المقاصف المدرسية؛ منها: وضع معايير غذائية إلزامية تضمن وجبات متوازنة وصحية، وتطبيق برنامج وجبة مدرسية مدعومة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، وتنفيذ أنشطة تثقيف غذائي لتعريف الطلبة باختيار الطعام الصحي، وتوفير الفواكه والخضراوات يوميًا بأسعار رمزية، ومنح إدارة المقاصف للأسر المنتجة أو شركات متخصصة في الأغذية الصحية، وإجراء رقابة وفحوص دورية على جودة الطعام ونظافة المقاصف.

من جهته، يقول مصبح بن محمد بن عبدالله الكعبي من المديرية العامة للتربية والتعليم في محافظة البريمي إن الوجبات الغذائية في المقاصف المدرسية لم تعد في كثير منها صحية، داعيًا إلى ضرورة تدخل إدارات المدارس في تحديد نوعية الوجبات المقدمة للطلبة، لما لها من أثر في زيادة تركيزهم وتقليل السمنة وبعض الأمراض الأخرى المرتبطة بالطعام. وأضاف: "إذا تقيدت المطاعم والمقاهي بتوفير أكل صحي بتكلفة معقولة، فليس هناك مانع من التعاقد معها وفق شروط واضحة للطرفين؛ بما يضمن حقوق جميع الأطراف ولو تطلب الموضوع دعم حكومي فالاستثمار في صحة الطلبة له إيجابيات بعيدة المدى لا تقارن مع قيمة الدعم إن وجد".

ويُشجِّع الرئيسي فكرة التعاقد مع الأسر العُمانية المنتجة لإدارة المقاصف المدرسية، بشرط توفُّر الاشتراطات الصحية وفق القوانين واللوائح المُنظِّمة لعمل هذه الأسر، وبما يضمن صحة الطلبة، وتقديم الوجبات بأسعار غير مبالغ فيها.

وقال سالم بن نجيم البادي (الكاتب بجريدة الرؤية) إن المقاصف المدرسية لا توفر الوجبات الاساسية للطلبة، مشيرًا إلى ضرورة تغيير الأصناف التي تلزم وزارة التربية والتعليم المقاصف المدرسية بها، واضافة أصناف أخرى من الطعام تُراعي حاجات جسم الطالب وتوفر له جميع العناصر الغذائية الضرورية الصحية. ويرفض البادي فكرة تقديم وجبات غذائية جاهزة من المطاعم، لعدم توافر المعايير الصحية اللازمة والمناسبة مع الطلبة في هذه المرحلة العُمرية.

ويؤيد البادي فكرة إسناد مناقصات المقاصف المدرسية على الأسر المنتجة؛ حيث ستحرص هذه الأسر على تقديم وجبات غذائية تتناسب مع الثقافة المجتمعية المحلية، علاوة على بيعها بأسعار مقبولة بلا مبالغة.

وأوضح البادي أن هناك عزوفًا عن التنافس على مناقصات المقاصف المدرسية، حيث إن البعض يخشى وقوع مشكلات مع الطلبة وأولياء أمورهم، علاوة على التبعات المالية في ظل غلاء أسعار المواد الغذائية. ويقترح البادي في المقابل، افتتاح مقاهٍ في كل مدرسة مدعومة من الحكومة، يملكها ويديرها مواطن من الباحثين عن عمل، وذلك تحت رقابة وإشراف وزارة التربية والتعليم.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة