سارة البريكية
كما هو عنوان مقالي بأنني سأخسر سيارتي التي تُعد أهم مقتنياتي فهي تقف منذ أكثر من شهر في الصناعية وبصريح العبارة أنا لا أستطيع إصلاحها فأغراضها غالية الثمن وأنا لا أملك دخلًا ولا معونة ولا مالًا أستطيع من خلاله ترتيب أموري فسيارتي التي تعد بالنسبة لي إرثا أحافظ عليه أراها ولا أستطيع فعل شيء! فالأمر كله بيد الله ولأنني باحثة عن عمل فلا أستطيع الذهاب للبنك للحصول على قرض، ولا أحد يستطيع إقراضي مبلغاً لأنني لا أتمكن من إعادته في الوقت القريب فأنا لا أعمل ولا دخل لي؟!
هذا هو حال أغلب الباحثين عن عمل، وهذا هو الأمر الذي طال الحديث عنه، ورغم أنني لم أفهم كيف يمكن لي أن استمر في هذا الحال، إلا أنني أحاول أن أرضى، وكما قيل "العوض في الجنة".
كثير من الباحثين عن عمل يحلمون باقتناء سيارة جديدة أو حتى مُستعملة لقضاء أمورهم عليها، ولكي تكفيهم سؤال الناس أعطوه أو منعوه لكنهم متعففون وإذا تحدث أحدهم سيقال له إنك تطلب مالا وإنك لا تستحي... إذن كيف سيمضي في حياته مادامت نظرة الناس للباحث بهذه الطريقة هو أيضًا بحاجة لأن يعيش حياة كريمة ومادام لم تقدم له وظيفة وجب تعويضه تعويضاً مناسباً ونحن إذ نطالب الحكومة بأن تنظر بعين الشفقة والمساواة إلى هذه الفئة من خريجي الجامعات والكليات الباحثين عن عمل ولا أتكلم عن ما دون ذلك فهذه الفئة تستحق التقدير فمنهم من درس على حسابه أو حساب أهله ومنهم من اقترض ليكمل تعليمه ومنهم من لايزال لم يستلم إفادة التخرج لأنه بالمختصر لا يملك مالا للسداد لتلك الكلية التي درس فيها سنوات كانت مليئة بالكثير من الصعوبات والتفاؤل ولكن صدم أغلب الطلاب بعدم توظيفهم فمنهم من أصيب باكتئاب شديد بسبب هذا الوضع ومنهم من يتعالج ومنهم من انعزل عن أهله وذويه بسبب تفكيره الذي يقول له إنك أصبحت شخصًا يجب أن تستقل ماديًا إلا أنك لازلت تأخذ معونتك من والديك ولكن هذه هي الظروف.
إن الكثيرين من هؤلاء الباحثين يعيشون معاناة نفسية قد تلحق بهم أضرارا على المستوى النفسي والمعنوي والاجتماعي والعقلي أيضًا فليس جميع الباحثين عن عمل يملكون قوت يومهم أو حتى مصروفهم اليومي أو ربما فاتورة هاتفهم الخاص أو مبلغا للتاكسي كي يقلهم من وإلى فإلى متى سوف تحتمل هذه الفئة هذا الوضع المؤذي نفسياً لهم.
وعندما تطالب بأقل تقدير فإنَّ الرد الذي يأتيك حتى الجمعية الخيرية ليست مسؤولة عنك؛ بل هي مسؤولة عن الأيتام والمطلقات والمتقاعدين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، أما أنت أيها الباحث ما دمت قادرا على العمل فلن يكون لك الحق في طلب المساعدة التي يجب أن توفر لك وأيضا انتظر حتى تضحك لك السماء أو تكون في عداد الموتى.
من فترة رأيت منشورًا لأحد الباحثين عن عمل تعطلت سيارته جراء حادث مروري فلم يتمكن من إصلاحها لأنَّه لا يملك ذلك المال الذي يدفعه لتلك الورشة، تماما كحالتي فقد تعطلت سيارتي ولا أستطيع إصلاحها حتى تتحسن الظروف، ولا أدري متى يمكن أن تتحسن، فقد طالت الأمنيات، وتعبنا من طرق الأبواب المغلقة باحثون عن عمل يسترنا عن طلب المساعدة من الذين لا يريدون مساعدة الآخرين رغم اقتدارهم.
لنقف يدًا بيد لنصرة الباحثين عن عمل وتوظيفهم توظيفًا مباشرًا، فقد طارت الطيور من أعشاشها، وكبرت الأماني إلى أن وصلت لمرحلة صعبة، وحل بذلك الوجه الجميل الخيبة، ونأمل أن يحِن وقت الفرح!