◄ التأكيد على أهمية توحيد الجهود وتكامل الرؤى للوصول إلى الأهداف المنشودة
مسقط - الرؤية
رعى معالي الأستاذ الدكتور محاد باعوين وزير العمل، افتتاح "ملتقى العمل 2025"، الأحد، والذي تنظمه الوزارة، بهدف إيجاد منصة وطنية للحوار البنّاء حول مُستقبل العمل في سلطنة عُمان، بمشاركة أكثر من 1000 مشارك من داخل سلطنة عُمان وخارجها، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين الدوليين والمحليين، وكبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الأعمال والمستثمرين. وسيتم خلال الملتقى عرض ومناقشة 33 ورقة عمل تتناول أبرز التحديات والفرص في سوق العمل، وتستعرض التجارب والممارسات الرائدة محليًا وإقليميًا ودوليًا.
جاء تنظيم هذا الملتقى ضمن جهود الوزارة لمواجهة التحديات الراهنة في سوق العمل العُماني، واستكشاف الفرص المستقبلية بما ينسجم مع رؤية "عُمان 2040"، وذلك من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الإقليمية والدولية، بهدف توحيد الجهود وتكامل الرؤى نحو تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة.
ويهدف الملتقى إلى تحفيز الابتكار والتنمية المهنية من خلال استعراض أحدث التقنيات والابتكارات في سوق العمل لزيادة الإنتاجية وفتح آفاق جديدة، كما يعمل على تعزيز الحوار الاجتماعي والتواصل المهني لبناء بيئة عمل لائقة، إلى جانب تحسين السياسات العمالية والتنظيمية بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية، وكذلك تعزيز التعاون الدولي والإقليمي عبر تبادل الخبرات والمعارف مع الشركاء الدوليين والإقليميين.
وفي كلمته خلال افتتاح الملتقى، قال ناصر بن سالم الحضرمي مدير عام العمل بمُحافظة ظفار: "إننا نشهد اليوم تقدمًا مبهرًا في أسواق العمل حول العالم، وقد بات واضحًا أن التحديات المتجددة، كالفجوات المهارية، تتطلب منا تضافر الجهود الدولية لا العمل بمعزل عن الآخرين، لذا فإنَّ سلطنة عُمان، وبإدراكها الكامل لديناميكية المشهد العالمي، تولي أهمية قصوى لمواكبة هذه التوجهات لخدمة أجندة العمل ومستقبله، لقد تجلى ذلك في خطى حثيثة وملموسة، أبرزها إصدار قانون العمل الجديد وقانون الحماية الاجتماعية، اللذين ينسجمان تمامًا مع التحديات الراهنة ويتوافقان مع معايير العمل الدولية، ولم نقف عند هذا الحد، بل تم اتخاذ خطوات متقدمة نحو المستقبل، واضعين رؤى واستراتيجيات اقتصادية وتعليمية وتدريبية وتشغيلية متكاملة، ومصدرين تشريعات حديثة لتنظيم أنماط العمل الجديدة".
من جانبه، أشار سعادة محمد بن حسن العبيدلي، مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية، في كلمته التي ألقاها في افتتاح الملتقى: "إن التحولات الاقتصادية وآثارها المتسارعة على أسواق العمل باتت تشكل تحدياً بحاجة إلى تظافر كافة الجهود من أجل مواجهتها وتعزيز قدرة القوى العاملة وأسواق العمل وكذلك القدرات المؤسسية الرسمية على التكيف والصمود، فلا يخفى عليكم المتغيرات الكبيرة في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي والتحول نحو صناعات وخدمات تُراعي البُعد البيئي وتقلل نسبة الانبعاثات الكربونية، وكل ذلك يُعيد تشكيل ملامح العمل كما نعرفه، وتفرض علينا – حكومات، وشركاء اجتماعيين، ومؤسسات – مسؤولية إعادة التفكير في سياسات التشغيل، وبناء نماذج جديدة للتدريب، والمهارات، والحماية الاجتماعية، تتسم بالاستباقية والعدالة والمرونة".
وذكر سعادة السيد أزار بيراموف، مدير عام مركز العمل التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمته أثناء الافتتاح: "إن رسالة مركز العمل لمنظمة التعاون الإسلامي هي بناء الجسور بين الحكومات والعمال وأصحاب العمل، وبناء جسور بين السياسات الوطنية والتضامن الإقليمي، والتي من شأنها أن تأخذنا نحو العمل اللائق للجميع، ومن خلال وضع هذه الرسالة في صميم استراتيجياتنا، أطلقنا أنشطة بناء قدرات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، سيتم تنفيذ إحدى هذه المبادرات، وهي دورة تدريبية حول القيادة الفعالة للسلامة والصحة المهنية، مباشرة بعد هذا الملتقى لأصحاب المصلحة الرئيسيين في عُمان".
ويحظى الملتقى بشراكة استراتيجية مع عدد من الجهات المحلية أبرزها غرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان، والاتحاد العام لعمال سلطنة عمان، والمؤسسات التعليمية، والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، كما يشارك فيه عدد من الشركاء الدوليين مثل منظمة العمل العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويُعد الملتقى تجسيدًا لحرص سلطنة عُمان على تمكين رأس المال البشري، وتعزيز ريادة الأعمال، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تطوير بيئة عمل تنافسية ومستدامة تتماشى مع طموحات المرحلة القادمة.
وتستمر فعاليات الملتقى حتى 14 من أغسطس الجاري حيث يتضمن معرضا للمشاريع الطلابية من الكليات المهنية ولقاء معالي الأستاذ الدكتور وزير العمل مع أصحاب الأعمال ومنتدى مُستقبل عالم العمل بالإضافة إلى مؤتمر التحول الحكومي والقيادة المستدامة، ختاماً ببرنامج تدريب المدربين حول القيادة الفعالة في الصحة والسلامة المهنية.