السفير الفرنسي: مسقط وباريس تربطهما رؤية وطموح مشترك

مسقط- الرؤية

أعرب سعادة نبيل حجلاوي سفير فرنسا لدى سلطنة عُمان، عن امتنانه لحفاوة استقبال السلطات العمانية والشعب العماني، مضيفا: "لقد توليت مهامي منذ عام في هذا البلد الصديق والجميل، ومنذ ذلك الحين أشعر كل يوم بالصداقة التي تربط بين فرنسا والسلطنة، وبين الفرنسيين والعمانيين".

وأشار إلى أنه في أغسطس 2024، وبعد وصوله مباشرة إلى السلطنة، تقدم بأوراق اعتماده إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقدمًا الشكر لجلالته- أعزه الله- على حرصه على تعميق العلاقات الثنائية التاريخية والأخوية بين البلدين.

وتابع سعادة السفير الفرنسي قائلا: "كما أود أن أعرب عن خالص شكري لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، على دعمه المستمر وصداقته، وكذلك إلى جميع ممثلي الحكومة والإدارة في سلطنة عُمان، الذين لا يدخرون جهداً في الارتقاء بالعلاقة الممتازة بين فرنسا والسلطنة إلى أعلى المستويات".

وبمناسبة العيد الوطني الفرنسي، قال: "أود أن أعرب عن امتناني للجالية الفرنسية وجميع أصدقاء فرنسا في عمان، إن فرنسا شأنها شأن سلطنة عمان، تظل ملتزمة بحل النزاعات عن طريق التفاوض، وهو موقف كرره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سواء فيما يتعلق بأوكرانيا أو إيران أو غزة، وفي هذا الإطار، تواصل في الفترة الأخيرة الرئيس الفرنسي هاتفياً مرتين مع جلالة السلطان، لا سيما لتقديم الشكر له على الدور الذي لعبته السلطنة في الإفراج عن مواطن فرنسي كان محتجزًا في إيران".

وأوضح حجلاوي: "إن القانون الدولي يبقى البوصلة الوحيدة التي نهتدي بها، لهذا السبب كنت قد أعربتُ عن دعم فرنسا الكامل لعملية المفاوضات التي قادتها السلطات العمانية تحت رعاية معالي السيد بدر البوسعيدي بين إيران والولايات المتحدة، وأود أيضًا أن أكرر دعوة فرنسا إلى إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني في غزة، وإلى الاستئناف الفوري لتوزيع المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع الرهائن، ويتعيّن علينا أن نقدم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء رؤية سياسية تسمح بالتعايش السلمي والأمن للجميع، ومن هذا المنطلق سيعقد في نيويورك مؤتمر أممي بمبادرة من فرنسا وبدعم من شركائها العرب والدوليين حول حل الدولتين".

ولفت إلى أنَّ وفدا برلمانيا رفيع المستوى من مجموعة الصداقة الفرنسية – الخليجية، عبَّر عن هذه المواقف الفرنسية خلال زيارته لمسقط للقاء كبار الشخصيات في المجال التشريعي العماني في إبريل الماضي.

وذكر سعادة السفير الفرنسي: "كان العام الماضي حافلاً كذلك بالأنشطة المثمرة التي ساهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين فرنسا وسلطنة عمان، والتعاون الاستراتيجي، والعلمي والثقافي، وفي السنة المنصرمة بلغت استثمارات الشركات الفرنسية في السلطنة مثل TotalEnergies و EDF Power Solutions ملياري يورو في قطاعات الطاقة الرئيسية، دعماً لرؤية عمان 2040، وفي مايو 2025، تم افتتاح مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال في صحار، وهو يمثل أكبر استثمار أجنبي في عمان خلال هذا العام. فضلا عن ذلك، تنشط أكثر من أربعين شركة فرنسية في جميع القطاعات الهامة في سلطنة عمان، وتستثمر فيها وتساهم في تعزيز اقتصاد السلطنة وخلق فرص عمل للعمانيين في إطار سياسة التعمين التي تعتمدها السلطنة".

وأردف قائلا: "أتيحت لنا الفرصة أن نستقبل في أكتوبر 2024 بعثة رفيعة المستوى من   MEDEF International، أكبر جمعية رجال أعمال في فرنسا، تتألف من العديد من الشركات الفرنسية المهتمة بالفرص التي يوفرها الاقتصاد العماني، والذي يشهد تنويعاً غير مسبوق، بفضل خطة رؤية 2040، وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، قد شرفتنا في أوائل 2025 زيارة وفد من منطقة نورماندي إلى سلطنة عُمان، بقيادة رئيس هذا الإقليم ومشاركة العديد من ممثلي الشركات، الذين بنوا علاقات واعدة مع الشركات العامة والخاصة في السلطنة وعززوا التعاون في مجال الفروسية بين فرنسا وسلطنة عُمان، وهو مجال يبرع فيه كلا البلدين، كما أن تعاوننا الاستراتيجي والدفاعي مكثف للغاية، فقد كانت زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الذي التقى نظيره العماني في مطلع عام 2025، فرصة لتعزيز علاقتنا المتميزة القائمة على الثقة وتجديد الالتزام الفرنسي فيما يتعلق بالتدريب المتبادل والتعاون العملياتي على حد سواء".

وأكد السفير الفرنسي أن التعاون بين فرنسا وعمان يتعزز عاما بعد عام في عدة مجالات أخرى كالتعليم، حيث تم استئناف منح دراسية للدراسات العليا في فرنسا، بتمويل مشترك من البلدين؛ والطب من خلال إرسال أطباء عمانيين إلى فرنسا لتلقي التخصصات الطبية؛ والقضاء مع زيادة التعاون بشكل كبير بين السلطات القضائية، لا سيما في قطاعات التدريب وتبادل الخبرات؛ والصحة إذ تمَّ التوقيع مؤخرًا على مذكرة تفاهم بين المؤسسات الفرنسية والعمانية في مجال علاج السرطان؛ والفضاء مع تقديم عروض فرنسية ذات تقنية عالية في قطاع الأقمار الصناعية، وهو مجال واعد جداً في سلطنة عُمان.

وأشار إلى أنَّ فرنسا تعتمد في سلطنة عمان بشكل كبير على فريقها الدبلوماسي وكذلك على المركز العماني الفرنسي، والمدرسة الفرنسية الدولية في مسقط، وجمعية الصداقة العمانية الفرنسية ولجنة التجارة الخارجية الفرنسية ومجلس الأعمال المشترك العماني الفرنسي، من أجل الارتقاء بطموحاتنا وقيمنا المشتركة إلى أعلى المستويات.

وتابع: "من دواعي سروري وفخري أن أتوجه إلى جميع أصدقائنا العمانيين، والمواطنين الفرنسيين المقيمين في السلطنة، وكذلك إلى جميع أصدقاء فرنسا الذين يتبنون قيمنا المتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة، بأصدق تمنياتي بالنجاح والرخاء".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة