أيها الصهاينة.. ارحلوا

سالم بن نجيم البادي

 

أيُّها الصهاينة، لقد حان الوقت لرحيلكم. ألم تسأموا من خوض كل هذه الحروب؟ ومنذ قدومكم إلى فلسطين وأنتم من حرب إلى أخرى، ومن مجزرة إلى مجزرة أخرى. لقد أوغلتم في سفك الدماء عبر مجازر مريعة، وسجونكم مكتظة بالسجناء العرب، وأخلَيتم قرى وبلدات من سكانها العرب بالتهجير والقتل وسلب الممتلكات وسرقة الأراضي، وأخرجتم أهل فلسطين إلى مخيمات الشتات داخل فلسطين وخارجها، وعمليات الاغتيال تلاحق الإنسان الفلسطيني في كل مكان، وقمتم ببناء المستوطنات، وجلبتم اليهود من كل أصقاع الأرض لزيادة عددكم بعد أن طردتم أصحاب الأرض. وتعتمدون على المساعدات الخارجية والتبرعات من بني جلدتكم ومن أصحاب المصالح المختلفة. والآن أنتم تمارسون حرب الإبادة والتجويع والتهجير في غزة، وتعلنون الحرب على إيران ولبنان وسوريا واليمن.

إلى متى سوف تستمرون في شن الحروب؟ إلى متى سيظل جيشكم ويده على الزناد، والأجهزة الأمنية وعناصر الشرطة عندكم في وضع الاستعداد دائمًا؟ ألم تسأموا من اقتحامات المدن الفلسطينية، ومن هدم البيوت والاعتقالات؟ إلى متى ورائحة الدم والبارود تزكم أنوفكم؟ إلى متى والخوف يلاحقكم في الحافلات والأسواق والبيوت وأماكن العمل؟ كيف تستطيعون العيش والوضع الأمني عندكم غير مستقر على الدوام؟

من أجل راحتكم: ارحلوا.

وتحيط بكم شعوب تكره أفعالكم، حتى أولئك الجيران الذين أبرموا معكم اتفاقيات سلام لا يحبونكم إطلاقًا.

أنتم تعيشون في وسط يعتقد أنكم غرباء، والغرباء يرحلون مهما طال الزمن، وجيرانكم العرب يعتقدون اعتقادًا راسخًا أن كل احتلال مصيره الزوال، وأن الحق سوف يعود يومًا ما إلى أصحابه، وأن عدالة السماء هي الغالبة.

أنتم لا تريدون السلام، ولم تلتزموا بكامب ديفيد، ولا بوادي عربة، ورفضتم مبادرة السلام العربية، وسلبتم السلطة من السلطة الفلسطينية، حتى صارت هذه السلطة بلا سلطة، ولا حول لها ولا قوة، واليد الطولى لكم في القدس والضفة الغربية، تفعلون ما تريدون.

لقد قمتم ببناء قوة عسكرية هائلة، ولديكم القنابل النووية، والأسلحة المحرمة، ولديكم تفوق عسكري وتقني وتكنولوجي واستخباراتي، وقمتم ببناء الحواجز الأمنية في كل مكان، والجدران الفاصلة تحيط بكم، لكن كل ذلك لم ينفعكم، ولم يجلب لكم الأمن، والخوف يسكن قلوبكم، والهاجس الأمني يقض مضاجعكم في كل الوقت، والعمليات الفدائية ضدكم لا تتوقف، وتسيل دماؤكم أحيانًا، وتكاد تنخلع قلوبكم من الرعب إذا رأيتم شبلًا فلسطينيًا يعتمر الكوفية الفلسطينية ويحمل حجرًا.

وتقتلون الرجال والنساء والأطفال لمجرد الاشتباه، فلماذا تعيشون في خوف وقلق؟ ارحلوا.

إن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه، برغم مرور الوقت الطويل على احتلالكم لأرضه، ومتمسك بهويته الفلسطينية، ويرفض الذوبان في مجتمعكم العنصري والهش، الذي يتكون من توليفة غريبة وغير منسجمة، ولا تجمعها روابط متينة، ولا عقيدة واحدة راسخة، ولا هوية مشتركة؛ فكيف لنا أن نتصور حدوث انسجام بين أشخاص قدموا من اليمن مثلًا أو العراق أو المغرب وتونس، مع من قدموا من روسيا وأفريقيا ودول أوروبا؟

وإن الاعتقاد بأن تمسك كل أطياف المجتمع الإسرائيلي بالدين اليهودي هو اعتقاد غير صحيح.

لقد سرقتم الأرض، وزورتم التاريخ، وحتى التراث الفلسطيني سرقتموه، وقمتم بمحاولة طمس كل ما يثبت أن أرض فلسطين ليست لكم، وأن كل تاريخكم قائم على الكذب والتزوير والسرقة.

أيها الصهاينة، عودوا إلى أوطانكم من أجل أن تعيشوا في سلام وأمن واستقرار، بعيدًا عن الخوف والحروب والقتل والدم والعداء والكراهية.

واعلموا، أيها الصهاينة، أن الفلسطيني باقٍ في أرضه إلى يوم القيامة، وأن مقاومة احتلالكم سوف تستمر، تتوارثها الأجيال المتعاقبة في فلسطين. ونريد لكم وللشعب الفلسطيني الخير والمحبة والسلام، ومن أجل ذلك: ارحلوا.

الأكثر قراءة