◄ المواجهات الإسرائيلية الإيرانية تدخل مرحلة جديدة وخطيرة
◄ نتنياهو يفتح جبهات قتالية جديدة لضمان بقائه في السلطة
◄ تل أبيب تعمل على توريط الإدارة الأمريكية في حرب شاملة
◄ إسرائيل تسعى لإسقاط نظام طهران.. والشعب الإيراني يطالب حكومته بالانتقام
◄ إيران قد تلجأ لقلب الطاولة بامتلاك القنبلة النووية
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ السابع من أكتوبر، كانت سياسات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ترمي إلى إشعال المنطقة بأكملها، وفتح جبهات قتالية جديدة تضمن بقاءه في السلطة، إلى جانب محاولة توريط الإدارة الأمريكية في حرب شاملة على مختلف الجبهات سواء في غزة أو لبنان أو اليمن وأخيرا إيران.
وترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لوجودها، وقالت إن حملة القصف تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي.
كما إن نتنياهو دائماً ما يكرر في خطاباته أن إيران تشكل خطرا على الأمريكيين أيضا، إذ إنه بعد التطورات التي وقعت في الساعات الماضية، قال نتنياهو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "ما نقوم به في طهران هدفه وقف تهديد سيطالنا جميعا، لقد حاولت إيران اغتيالك مرتين".
وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، والرد الإيراني الضخم بقصف عدة مواقع إسرائيلية، وما تبع ذلك من عمليات قصف متبادلة، دخلت المواجهة الإسرائيلية الإيرانية مرحلة جديدة وخطيرة، قد تصل آثارها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
ولقد جاءت هذه التطورات في الوقت الذي تجري فيه إيران مباحثات مع أمريكا حول البرنامج النووي، والتي أكدت خلالها طهران رفضها للتنازل عن البرنامج النووي مؤكدة أنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، وأنها ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وأن البرنامج النووي الإيراني يخضع لأكثر عمليات التفتيش تشددا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى الرغم من ذلك، أرادت إسرائيل بهذه الهجمات تعطيل مسار المفاوضات النووية، وتعطيل التقدم الذي أحرزته إيران في مجال تخصيب اليورانيوم.
وفي المقابل وفي ظل النفي الأمريكي للمشاركة في العمليات الإسرائيلية العسكرية ضد إيران، إلا أن دونالد ترامب أشاد بالضربات الإسرائيلية وحذر من أن ما هو أسوأ بكثير سيحدث ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف اليوم الأحد.
كما أن مسؤولين أمريكيين قالا إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية.
ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحثها الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية. كما خرجت عدة مظاهرات في إيران ورفعت لافتات تُطالب بالانتقام من إسرائيل.
قلب الطاولة
وفي ظل القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، يرى محللون أن طهران قد تلجأ إلى سيناريو آخر وهو التشدد بصورة أكثر حسمًا في البرنامج النووي والانتقال السريع -سرا أو علانية- لامتلاك القنبلة النووية، بوصفها أداة ردع أخيرة وحاسمة.
وفي هذا السيناريو، قد تقرر طهران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي "إن بي تي" (NPT) وطرد مفتشي الوكالة الدولية، والإعلان عن رفع مستوى التخصيب إلى درجة تصنيع سلاح نووي، وهذه الخطوة قد تكون استعراضية، أو مقدمة لمسار فعلي نحو القنبلة.
ويمنح هذا السيناريو إيران قوة ردع رمزية كبرى، ويعزز صورتها بوصفها قوة إقليمية لا تُبتز عسكريًا. لكنه يحمل أيضًا مخاطر هائلة: فمجرد التلويح بالخروج من المعاهدة سيستفز الغرب، وقد يدفع الولايات المتحدة إلى تحرك عسكري لوقف وصول إيران لهذه النتيجة.
ولذلك، قد يكون هذا السيناريو أداة ضغط تفاوضية أكثر منه خطة فعلية في المدى القريب. ولكن إذا ما شعرت إيران أن الردود الأخرى لم تحقق الردع أو تحفظ هيبتها، فقد يصبح هذا الخيار مطروحًا فعليًا في صلب حساباتها ليصبح جوهريا في صلب وجودها.