بلال موسى
في عيد الأضحى المبارك، سنحت لي الفرصة لقضاء إجازة مميزة برفقة عائلتي في أحد أجمل الأماكن الطبيعية في سلطنة عُمان، الجبل الأخضر. كانت الرحلة تجربة فريدة ومليئة بالدهشة والانبهار، فقد أسرني جمال الطبيعة الأخّاذ، حيث تمتزج الخضرة بالمرتفعات، والطقس المعتدل يُضفي على الأجواء لمسة من السكينة والصفاء.
مشاهد التدرجات الجبلية، والبيوت الريفية المتناثرة بين الأشجار، والهواء النقي الذي ينعش الروح قبل الجسد، كلها مشاهد تُخلَّد في الذاكرة. لا شك أن الجبل الأخضر يُعد من أبرز الكنوز الطبيعية التي تتميز بها عُمان، ويستحق أن يُصان كأحد رموز الجمال البيئي في المنطقة.
ولكن، وعلى الرغم من هذه الروعة، لم أستطع أن أتجاهل ما لاحظته من توسّع عمراني غير منظم في بعض مناطق الجبل. مبانٍ تُشيَّد بلا نمط معماري واضح، وتخطيط يبدو عشوائيًا في بعض المواقع، ما يثير القلق من أن يستمر هذا التوسع حتى يلتهم جمال الطبيعة ويشوّه طابع المكان الفريد.
من هذا المنطلق، أوجه ندائي إلى الجهات المعنية والقائمين على تطوير الجبل الأخضر، للالتفات إلى أهمية وضع خطة شاملة للتنمية العمرانية في الجبل. خطة تراعي خصوصية المكان وطبيعته البيئية، وتُحافظ على الهوية البصرية والتراث المعماري للمنطقة.
كما أقترح اعتماد نمط عمراني موحد في البناء، يجمع بين الحداثة والهوية المحلية، بما يضمن الحفاظ على الطابع الجمالي العام، ويمنع انتشار العشوائيات؛ حيث إن التخطيط المدروس اليوم هو الضمان لاستدامة هذا الموقع الفريد للأجيال القادمة.
في الختام، أكرر امتناني لما شاهدته من جمال وهدوء في الجبل الأخضر، وأُعبّر عن أملي الصادق بأن تتكاتف الجهود للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي الفريد، عبر توازن حكيم بين التنمية والحفاظ على البيئة.