تجييش السلوكيات المادية

 

 

عائض الأحمد

 

لكل مجتمع صبغته، شاء من شاء وأبى من لم يملك تلك النظرة التي ترسم معالمه. السباق لم يعد أخلاقيًا، ولم تعد القيم في كثير من المجتمعات ذات أهمية في منتج نهائي يخلو من ملامح إنسانية أو اجتماعية. الموروثات "الأخلاقية" تنهار اقتصاديًا أمام أي مُقارنة مادية ملموسة في مظاهر نحن من زينها بعقول بلغت المادة فيها أثرًا، لم يشفع لنا الوقت لنقول: أين اختفى هذا السلوك ومكتسباته المَعيشة في مظاهر التواد والتراحم والمحافظة على بناء أجيال تحمل أفكار ماديات عصرها استجابة لقدرها، وسلوكيات مجتمعاتها بصفتها الأخلاقية وأعرافها المتفق عليها؟ وكأننا ننشد "تأنسنا"، لا أعلم عن صحة هذه العبارة، ولكنها أتت في طور حاجتنا إلى العودة لتلك النظرة "القديمة"، كما يُردد الأنصار: "أين أنتم؟ لم نعد نستطيع التقاط أنفاسنا"، وكأنَّ حلقته المفرغة دوامة تبتلع كل شيء.

فكم مكسبك اليوم؟ وما هي نظرتك غدًا؟ وهل أرباحك أقل أم أكثر؟ وفي كلتا الحالتين، أنت من يخسر أمام هذا "الغول" المُتوحش الذي سلب منَّا أبسط مبادئنا. فإن لم تدخل السباق، فأنت "رجعي، بليد"، لا تملك الشجاعة وستعيش بقية عمرك خلف الصفوف. 

فإن كانت الجهات التي نعقد عليها آمال الأدب والتاريخ وصور الماضي بكل أوجهه لا ترى بأسًا في إغلاق أقسامها وتحويلها إلى "اشترى سعيد بخمسين وصرف مثلها لسعد"، فمن السعيد الآن؟ 

إن برعت، فأنت بالتأكيد تملك الجواب الكافي في عد المال الكافي. 

تغريب أجيال وسحق كل هذه الروابط، وترسيخ معنى التفوق والنهضة بما يزينه حاضرنا من شواهق دون جذور يتكئ عليها حينما تدق ساعة الإنسان الحقيقية للحفاظ على ثوابته وقيمه المجتمعية دون إفراط أو تفريط. أجمع بين الحسنيين ولا تنسَ أحدهما فيغلب ظنك حقيقتك. 

المال أحد عناصر "السعادة"، فلا تجعلوه حياتكم ومصدر إلهامكم. 

إن كنت تظنه نداءً عاجلًا، فاسأل أصدقاءنا المقربين، ودعك من الشرق والغرب، فهبوبك ليست كلها غنائم. 

لها: كنت أظنها سحابة، فإذا بها أحوال مستقرة، ممطرة في غير أوقاتها، تجلب معها البرد في فصل الربيع. 

شيء من ذاته: سأظل إنسانًا يتملكه الخطأ والصواب معًا، فترقب أيهما سيأتي، نحن نعيش على الأرض، وأقدامنا تلامس الثرى، فماذا تظن؟ 

نقد: نكرهه ونبحث عنه في الغرف المغلقة!

الأكثر قراءة