عائض الأحمد
البساطة والتعايش مع محيطك بلهجته وطباعه وثقافته وكل مكوناته، تُسهِّل عليك وعليهم التواصل، فلا تكن كعقدة الخشب تصيب النجار بالحيرة وتبعثر عمله وتجعل لوحته الخشبية مليئة بالندبات والعقد، فيعمل جاهدا على إخفائها، وينسى ما هو أهم.
"صديقي" تستطيع القول إن بساطتك هي من أوصلتك وليس حديثك بلغة قوم وتقمص شخصياتهم وممارسه أفعالهم وسط "أمة" أنجبتك وصقلت مواهبك وتبنَّت قدراتك قبل أفكارك؛ فكنت سفيرًا مؤقتًا لتعود بما تعلمت، وليس بما تعودت أن تُشاهده وتراه بعيون الدهشة؛ فهذه لهم ولخصوصيتهم، فلا تتشدق بحديثهم ثم تنعتنا بالمتخلفين لعدم مسايرتك وتصحيح مقاصدك والعمل على طاولتك المستديرة كمترجمين للغة أهل بلدك وإن لم يحدث فسلِّم على "أهل الصين" وعدي على "اليابان" وقص علينا آثار "هيروشيما" واقصفنا بآخر "قنابل" فقاعات الصابون التي تحملها فوق كتفيك.
تعوَّد أن تجلس في مكان يليق بك، وابتعد عن إحساس امتلاك الزمان والمكان، واعلم أنك ستغادر يومًا ما، وعليك أن تقبل كما قبل غيرك قبل أن تأتي. لم تخلق لك وحدك ولن تكون لك إلى الأبد؛ فهي لم تخلق لتدوم أو لم تسمع بأنها "لو دامت لما أتتك".
يقولون "لن تموت بسبب الرصاصة، ستموت بسبب من يُطلقها"، فكم رصاصة اعتدت أن تطلقها لتؤذي بها نفسك وتجرح بها مكانتك وتحفر أثرًا في مسيرتك، يتعثر فيه مزيد من البشر. هناك من يخلق سعادته ويُبشِّر بها كل من يقترب منه، وهناك من ينسف كل من خلف الباب قبل أن يدخل عليه، فشتّان بين الورد وشوكه، وحامله وزارعه، وإن كانت السلعة واحدة، فالمشترون كُثُر.
ختامًا: السر ليس حصرًا بين اثنين، فكم من أسرار كتمتها أمم وعمَّ نفعها أجيال، ليس لأنها حُفظت فقط، ولكنها استدامت وأصبحت كالماء والهواء، ولم تجد من يُثير جدلًا حولها.
شيء من ذاته: كريم بلغ به البخل حد أن يُمسك على يديك ويمنعك أن تنفق إلّا من هبته.
نقد: مهما بلغت ستظل صغيرًا أمام نداء إنسانيتك.
ولو علمت من أنت حقًا، وما مبلغ علمك في هذه الدنيا لتواريت خجلًا.