صالح الحارثي
نعم الأمة ليست بخير، وهي تذبح من الوريد إلى الوريد.. ليست بخير والخلافات تدب في جسدها والصراعات تنهش في أوصالها..
ليست بخير وهي تعيش الهزائم واحدة تلو الأخرى وتتجرع الآلام كأساً بعد كأس.. ليست بخير والمسجد الأقصى الذي تتبادل حوله التهاني، أسير كسير.. ليست بخير والمسلمون في ديارهم يذلون ويهانون ويذبحون.
ليست بخير أمة تستورد الخيط والمخيَط والغذاء والدواء.. ليست بخير أمة تقتل ولا تقاتل.. تضرب ولا تدافع، تُندد ولا تتوعد.
ليست بخير، أمة تتنازعها الأهواء والتحزبات وتعصف بها الفتن والمذهبيات وتفتك بها الأحقاد والصراعات.
ليست بخير، أمة توَلِّي وجهها شطر الغرب وتسلِّم رقبتها للغرب ويسحق كرامتها صبي الغرب.
نعم سنكون بخير عندما تتحرر فلسطين ولا يدنس المسجد الأقصى ويعيش المسلمون فيه في عز وكرامة.
سنكون بخير عندما تصان الحقوق وتهاب الأمة، ويحسب لها ألف حساب.
سنكون بخير عندما تصفّى الخلافات وتحل المشكلات وتنتهي الأوجاع وتنحسر المعضلات.
سنكون بخير عندما تقود الأمة ولا تقاد، تتقدم ولا تتراجع، تصنع ولا يُصنع لها، تخترع ولا يخترع لها تزرع ولا يزرع لها.
الإسلام ليس عبادة فقط؛ بل هو عقيدة وعمل.. عزيمة وهمة.. والدين ليس خطباً ومواعظ وصلوات فحسب، بل أمانة وإخلاص ومسؤوليات.. وهو ليس فقط في المساجد والجوامع بقدر ما هو في قلوب المكسورين، ودموع المقهورين، وأنين المرضى والمحتاجين.
إذن.. الأمة ليست بخير وهي تحتفل بالعُطل والمناسبات ولا تحتفي بالعمل والإنجازات.
** سفير سابق