عائض الأحمد
اختلاف المعايير وتعدد وجهات النَّظر وإسقاط ظنونك على يقين الآخرين نتيجته الحتمية صدام وعراك، الكاسب فيه أكثرهم جرأة على الاستخفاف بأفكار النَّاس ومصادرة حقوقهم والعبث بإنسانيتهم، ليس لشيء، وإنما لاختلاف طريقة تعاطي الآخرين معه، فيما يقبل النقاش والأخذ والرد.
الأحكام المسبقة وإنزالها على كل الحالات اليومية المُعاشة خطأ نرتكبه دون وعي، والغريب هو استماتتنا في أخذ "الثأر" من كل مخالفينا ونعتهم بالسلبية والبرود وادعاء المثالية وركوب موجة قراء الكتب ومتابعي قصاصات "منحرفي" العالم. هكذا يرون للوقوف في وجه عادات وتقاليد أسر بالية فرض عليها شكل آمنت به وسنته وتريد من أمم تعيش عصرًا لا يشبههم في شيء على السير على خطاهم شاءوا أم أبوا.
حق الأسرة شيء مقدس لا يتعارض مع حرية أفرادها دون المساس بالمعتقدات والثوابت، فحق الوالدين لا خلاف عليه في كل الأديان، ولكن هناك تلك الشعرة التي تفصل بينهما، فلم يعد من الممكن ان تأخذ كل الأدوار والخيارات وتقلب الصفحات، ثم تختار دون ان تسمع رأى ابنائك او تستأنس بما يريدون، وليس بما تقرر أنت وتلزمهم به، وكأنك تدعوا الفشل وتثابر على سنه ومحاسبة كل المقصرين، ونعت كل من يأكل من زادك ويتنفس هواءك بالحمقى عديمي الفائدة إن لم يحفظو المنهج ويرددوه قسوة تلهج بها ألسنتهم وتتلقفها عقولهم في ريبةٍ وشك وحزن عميق يفتر منه السامع ويمقته الناظر بعين السماحة وحقوق الإنسان، وإن كانوا الوالدين أو أقرب الناس له.
ما تراه سلبيًا قد يكون الدواء الشافي لمرض عضال، والقناعة وحدها ليست الطريقة المثلي للتعامل مع البشر هناك من تتخطفهم الظروف في وقت ما فإن لم نمد لهم يد العون والدعم؛ فالصمت وإيثار الحكمة أبلغ.
ولعل من اعتقد بأن الأكثرية حاسمة لمعتقدات البشر وضرورة انصياعهم لرأي هذه الجموع هو الصواب وعينه، فقد سحق تلك العقول وسفه معنى مقاصد روح الجماعة، وستخلف المنطق بما يشبهه، "الملائكة في السماء" ومن هم أدني يسرحون ويمرحون على هذه البسيطة سواسية لا فرق ولا تفرقة.
ختامًا: المكان الذي لا يُشبهك غادره فورًا دون أن تترك خلفك ما يستحق العودة.
شيء من ذاته: الكلمات تنحني وتُقبِّل أقدامك، قُل ما شئت ثم توقف واعقد لسانك حينما يأتي اسم "أمي".
نقد: تستطيع الكتابة في صفحات سوداء بقلم أبيض، دون أن تدير ظهرك خوفًا من فقدان عزيز.