صحار- خالد بن علي الخوالدي
احتفلت شركة تنمية معادن عمان بتصدير 900 طن من مركزات النحاس، كأول شحنة تصدر من منجم الأسيل بولاية صُحار عن طريق ميناء صحار. رعى الاحتفالية سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، إذ يُمثل هذا الإنجاز نقطة تحول تُعيد إحياء تعدين النحاس في عُمان بعد توقف دام لنحو 30 عاما، مما يُجسد الالتزام بتنويع الاقتصاد وتعزيز استدامته.
وقال سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، إن قطاع التعدين يعد أحد أهم القطاعات التي ترتكز عليها الحكومة في تنويع مصادر الدخل، وشركة تنمية معادن عمان قامت بالكثير من المسوحات والاكتشافات في هذا المجال بالعديد من المواقع المختلفة في محافظات سلطنة عمان وفي محافظة شمال الباطنة على وجه الخصوص.
وأضاف: "كما هو معلوم فإن خام النحاس مطلوب في مختلف الأسواق الكبيرة العالمية، وهناك تنوع في الخامات بالمحافظة وهو ما يعزز الاستمثار في هذا قطاع التعدين والتنقيب".
وبهذه المناسبة، أوضح المهندس مطر بن سالم البادي الرئيس التنفيذي لشركة تنمية معادن عمان: "شهد قطاع التعدين تطورًا ملحوظًا في مجالات الاستكشاف والاستخراج، مما أتاح لنا فتح المناجم مرة أخرى وتعزيز القيمة المضافة من هذه المناجم، بما يساهم في استدامة القطاع ويزيد من أثره الاقتصادي والاجتماعي".
وأضاف: "تصدير أول شحنة من منجم الأسيل يمثل خطوة هامة تُظهر قدرتنا على تحويل التحديات إلى فرص ملموسة للنمو، كما نتطلع إلى بدء العمليات في منجم البيضاء قريبًا، مما يُضيف قيمة أكبر للمشروع ويعزز استدامة قطاع التعدين في عُمان".
ويقع منجم الأسيل في منطقة الامتياز 11B بولاية صحار ويتم تطويره من قبل شركة عُمان للتعدين، المملوكة لشركة تنمية معادن عمان، وتتم معالجة الخام لإنتاج مركزات نحاس عالية الجودة بنسب تركيز تتراوح بين 18% – 22%، ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي من المنجم حوالي 500 ألف طن من خام النحاس.
وتخطط الشركة لبدء العمليات في منجم البيضاء الواقع في ولاية لوى خلال الأعوام 2025-2026، ضمن خطة متكاملة لإعادة تطوير المنجمين وذلك باحتياطيات تقدر بحوالي 2.78 مليون طن من خام النحاس. وبحسب الاحتياطيات الحالية يُتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من المشروع لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات، في الوقت ذاته، تُواصل الشركة أعمال الاستكشاف والتنقيب في المناطق المحيطة، بهدف زيادة الاحتياطيات وضمان استمرارية الإنتاج.
ومن خلال هذا الإنجاز، تؤكد سلطنة عمان حضورها في السوق العالمي لمركزات النحاس، وهو معدن يُعد أساسيًا في التحول نحو الطاقة النظيفة وتقنيات المستقبل مثل السيارات الكهربائية والبطاريات، ويتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النحاس، مما يجعل هذا المشروع استثمارًا استراتيجيًا.