◄ الطبيب حسام أبوصفية يجسد أسمى معاني الصمود أمام آلة القتل الإسرائيلية
◄ اعتقلته إسرائيل أول مرة في أكتوبر مع مئات من المصابين والطواقم الطبية
◄ استشهد ابنه إلياس في غارة إسرائيلية نهاية أكتوبر الماضي
◄ استهدفته مسيرة في نوفمبر الماضي أثناء خروجه من غرفة العمليات وأصيب بـ6 شظايا
◄تضامن عربي واسع مع مُدير مستشفى كمال عدوان بعد اعتقاله
◄ القدرة: نودع العام بصورة للاعتقال المخزي لرجل لم تُخِفه دبابات الاحتلال
◄ البرش: صور اعتقال أبو صفية تجسد وضع غزة المأساوي
الرؤية- غرفة الأخبار
خرج الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان من المستشفى التي حاصرها الاحتلال في شمال غزة، مرتدياً معطفه الأبيض ويسير وحيدا نحو دبابات الاحتلال التي دمرت المستشفى وأحرقته واعتقلت العشرات منه وأجبرت المرضى على النزوح سيرا على الأقدام، وذلك بعدما تمَّت مناداته عبر مكبرات الصوت من قبل الجنود الإسرائيليين.
يرى الفلسطينيون والمتضامنون مع القضية الفلسطينية أن أبا صفية بطلا من نوع خاص، رغم أنه لم يخض حربا ضد الاحتلال ولم يحمل السلاح للدفاع عن أرضه، لكن حمل أمانة وشرف مهنة الطب على عاتقه، وصمد صمودا أسطوريا في مقر عمله رغم التهديدات والقصف والمصير المجهول الذي ينتظره.
ووصف الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة، مشهد خروج أبو صفية من المستشفى سيرا وسط الركام في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية قائلا: "بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: الطبيب الذي يقدم الخدمة الطبية الإنسانية لأبناء شعبه ولا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير والاحتلال".
لقد دفع مدير مستشفى كمال عدوان ثمن صموده في شمال قطاع غزة لتقديم خدمات الرعاية الصحية للفلسطينيين هناك، بأن استشهد ابنه وعدد من زملائه وأصيب في قصف استهدف أجزاء من المستشفى الذي أحرقوه في نهاية المطاف، ليجسد بذلك أسمى معاني العزة والكرامة والإصرار على القيام بواجبه المهني والوطني.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، السبت، أن قوات الاحتلال اعتقلت مدير مستشفى كمال عدوان، بالإضافة إلى العشرات من أفراد الطواقم الطبية بالمستشفى إلى مراكز التحقيق، لتكون هذه هي المرة الثانية لاعتقال أبو صفية. وفي الخامس والعشرين من أكتوبر 2024، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان، واعتقلت مديره مع مئات المصابين والطواقم الطبية، ثم بعد الإفراج عنه تلقى نبأ استشهاد ابنه إلياس خلال غارة إسرائيلية، في السادس والعشرين من أكتوبر 2024.
وفي 24 نوفمبر استهدفته مسيَّرة تابعة للاحتلال في أثناء خروجه من غرفة العمليات، مما أدى إلى إصابته بـ6 شظايا اخترقت منطقة الفخذ، وتسببت في تمزق الأوردة والشرايين.
وعلى مدار الأيام الماضية، دائما ما ناشد مدير مستشفى كمال عدوان المجتمع الدولي للتدخل الفوري والعاجل لحماية الجرحى والمصابين والكوادر الطبية في المستشفى الذي تعرض لاستهدافات مباشرة لعدة أيام متواصلة، بالإضافة إلى مطالبات الاحتلال بإخلائه رغم أنه آخر المؤسسات الصحية المتبقية في شمال قطاع غزة والتي تقدم الخدمات الإنسانية والعلاجية للفلسطينيين المحاصرين في الشمال.
ولم تجد مناشدات أبي صفية نفعاً إذ لم تتدخل المنظمات الدولية لفك الحصار عن المستشفى وحماية كوادره الطبية والإدارية، ليعرض جيش الاحتلال صورا لاعتقال العشرات وإجبارهم على خلع ملابسهم، في انتهاك صارخ لقيم الإنسانية والمواثيق الدولية.
وتعليقاً على اعتقال أبي صفية، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في بيان: "نودّع العام بصورة رجل ما هزّته دولة نووية، ولا أخافته دبابات فولاذية، يضطر إلى الذهاب نحو مصيره بقدميه الحافيتين، وكل حبة تراب تحتها تقبل ملامسه".
وأضاف واصفاً الصورة التي وثّقت الاعتقال المخزي لجيش إسرائيل بحق طبيب سلاحه أدوات إنقاذ حياة الآخرين: "صورة خذلان ملياري مُسلم، صورة هوان 450 مليون عربي، صورة تآمر كوكب كامل على بقعة صغيرة اسمها غزة".
وتابع القدرة: "ننهي عاماً من الحزن، ونفتتح عاماً من القهر، هذا لسان حال طبيب الإنسانية حسام أبي صفية".