الحادي عشر من ديسمبر يوم ماجد في تاريخ العسكرية العُمانية

يوم قوات السلطان المسلحة.. مسيرة من التطوير والتحديث للدفاع عن الوطن وضمان استقراره وحماية منجزاته

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ تكامل المنظومة العسكرية بشقيها البشري والمعنوي لأداء الواجب الوطني المقدس

◄ مواصلة التطوير والتسليح والتدريب للوصول إلى أقصى درجات الجاهزية القتالية

◄ حضور مُتميز في المناسبات الوطنية والمشاركات الدولية

◄ إنجازات عديدة في العدة والعتاد وتطور ملموس في التنظيم والتخطيط والتدريب

◄ سلاح الجو السلطاني العُماني يحظى بنصيب وافر من التنمية

◄ البحرية السلطانية تمتلك أسطولا بحرياً حديثاً مزوداً بالقطع البحرية المتطورة

◄ الحرس السلطاني قوة عسكرية متكاملة رفيعة الإعداد والجاهزية القتالية

◄ المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية صرح طبي شامخ ومنارة مضيئة في مسيرة النهضة

◄ التوجيه المعنوي يضطلع بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني لقوات السلطان المسلحة

مسقط- الرؤية

تحتفل قوات السلطان المسلحة في الحادي عشر من ديسمبر كل عام بيوم قوات السلطان المسلحة، وهي ذكرى تحمل في طياتها معاني الفخر والاعتزاز، فمنذ عام 1975م وهذا اليوم يمثل نقلة نوعية تاريخية في سلطنة عُمان، ويُعد تتويجًا للتضحيات الجسام التي بذلها بواسل قوات السلطان المسلحة، فكانوا خير شاهد على صدق العمل والإخلاص والتفاني في الذود عن حياضه الطاهرة والدفاع عن مكتسباته وصون منجزاته.

ولقد حظيت قوات السلطان المسلحة على مدى 54 عامًا من مسيرة النهضة المباركة بالعديد من أوجه التطوير والتحديث ومظاهر التقدم والازدهار في ظل الاهتمام السامي والرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- انطلاقاً من واجباتها الوطنية الجسيمة، وصون منجزات مسيرة النهضة المباركة والمحافظة على مكتسباتها الطاهرة، وهي بكافة أسلحتها وألويتها وقواعدها لتؤكد جاهزيتها التامة للقيام بأدوارها الجليلة، وأداء رسالتها النبيلة في حماية الوطن، والذود عن حياضه، لتبقى راية عُمان دائما عالية خفاقة في سماء المجد والسؤدد.

وتعد قوات السلطان المسلحة إحدى الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة التي أرسى دعائمها المغفور له- بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وترسّم نهجه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - حفظه الله - الذي أكد رعايته واهتمامه بها في خطابه السامي في 23/2/2020م والذي جاء فيه: "نود أن نسجل بكل فخر واعتزاز كلمة ثناء وعرفان لجميع العاملين بقواتنا المسلحة الباسلة في القطاعات العسكرية والأمنية، القائمين على حماية هذا الوطن العزيز، والذود عن حياضه، والدفاع عن مكتسباته، مؤكدين على رعايتنا لهم، واهتمامنا بهم، لتبقى هذه القطاعات الحصن الحصين، والدرع المكين في الذود عن كل شبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه".

ويأتي ذلك انطلاقاً من دور قوات السلطان المسلحة الجسيم الذي تضطلع به، وستبقى دائماً متمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن، وتذود عن منجزاته، حيث تخطو بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان تشمل جودة الأداء والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، واقتناء الأسلحة والمعدات وفق المخطط المدروس، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل منتسبيها، لتكون دائماً وأبداً الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، والحامي العتيد لمكتسبات نهضتها الشامخة.

ويشكل العنصر البشري في قوات السلطان المسلحة دوما موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من جلالة القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - باعتباره الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، هذا إلى جانب الحرس السلطاني العُماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.

ولقد حرصت سلطنة عُمان على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت سلطنة عُمان خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية  وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على الوجه الأكمل، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العُماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان.

الجيش السلطاني العُماني

حقق الجيش السلطاني العُماني على مدى أعوام مسيرة النهضة المباركة العديد من الإنجازات في التطوير والتحديث، وهو ما جعله محل اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا، حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي، والمدرعات، وسلاح الإشارة، ووسائط النقل، وورش الصيانة، فأصبحت هذه الألوية والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية، كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم، وبما زودت به من منشآت ومرافق خدمية ووسائل الاتصالات المتطورة، ويجري باستمرار  اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العُماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العملياتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العُمانية  المتكاملة سواء من خلال إجراء التحديثات لنمط الوحدات وتطويرها أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن وصون منجزات النهضة العُمانية الحديثة.

سلاح الجو السلطاني العُماني

شهد سلاح الجو السلطاني العُماني نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العُمانية الشاملة  وفق منهج مخطط مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين اللتين يتمتع بهما منتسبوه، فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتنوعة منها المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية، كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه، إلى جانب ما يملكه  السلاح من القواعد الجوية  المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث مرفقات السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهام  سلاح الجو السلطاني العُماني وأدواره الوطنية في حفظ سماء عُمان مصونة عزيزة، وإسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى في مختلف المهام والواجبات.

إن هذا التحديث الذي شهده السلاح صاحبه تطوير في الموارد البشرية لتكون مؤهلة للتعامل مع هذه الطائرات والأجهزة والمعدات وتحقيقا لتوجهات النهضة المباركة التي جعلت من الإنسان هدفا للتنمية وركيزة أساسية من ركائزها، فقد عُني السلاح بتأهيل منتسبيه فكريا وبدنيا من خلال الدورات المختلفة والتحفيز المستمر للارتقاء بقدراتهم وليكونوا قادرين على مواكبة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة.

وفي إطار التحديث والتطوير انضمت إلى السلاح مجموعة من الطائرات (الهوك التدريبية والتايفون المقاتلة) والتي تتميز باحتوائها على العديد من الأنظمة المتطورة التي تمنحها قدرات عالية، هذا بالإضافة إلى ما جُهزت به هذه الطائرات من أنظمة التسليح المتطورة التي تؤهلها للتعامل مع مختلف الظروف والأحوال، ومن المخطط له انضمام طائرات أخرى لاحقا إلى قواعد السلاح المنتشرة في ربوع الوطن، ولتعمل على أداء مهامها الوطنية إلى جانب الطائرات الحديثة الأخرى كطائرات (F16).

البحرية السلطانية العُمانية

تمتلك سلطنة عُمان قوة بحرية حديثة ممثلة بالبحرية السلطانية العمانية، ويزخر أسطولها البحري بالعديد من السفن المتطورة والمتنوعة بالمهام والواجبات، والتي تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحار العمانية، حيث تضم أسطولاً مزوداً بأجهزة ومعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العُمانية، وتأمين مياهها ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي، وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل سلطنة عُمان ، وإسنادها للعمليات الدفاعية، وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحري، فضلاً عن تمتع عناصرها بتأهيل عالٍ ليكونوا قادرين وبكفاءة على التعامل مع التحديات التي تواجههم أثناء أداء مهامهم الوطنية.

الحرس السلطاني العُماني

الحرس السلطاني العُماني يعد أحد الأسلحة في المنظومة العسكرية العُمانية الحديثة، والذي يحظى كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه - حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية. وقد أولى الحرس السلطاني العُماني أهمية كبيرة لعمليات التأهيل والتدريب، حيث تم وضع خطط التدريب اللازمة بما يتواكب مع متطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.

وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العُماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكفاءات المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي، فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بالمواهب العُمانية الشابة المدربة، ويضم الحرس فرقاً موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات العسكرية والوطنية والمشاركات الدولية، وتقدم خيالة الحرس السلطاني العُماني عروضاً متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.

وتنفذ وحدات الحرس السلطاني العُماني عدداً من التمارين التعبوية على مدار العام إضافة إلى المشاركة في مسابقات الرماية السنوية، كما يشارك الحرس السلطاني العُماني في التمارين العسكرية المشتركة مع أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى، إلى جانب مشاركة فريق القفز الحر بالحرس السلطاني العُماني في العديد من المحافل الإقليمية والدولية.

المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية

تُعَدُّ المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية صرحًا طبيًا شامخًا ومنارةً مضيئة في مسيرة النهضة العُمانية المتجددة، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- الذي تفضل بإصدار المرسوم السلطاني رقم (95/2022) بإنشاء المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية وإصدار نظامها؛ لتلبي احتياجات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسهم في تعزيز مستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة لمنتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية وأسرهم.

وتقدم المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية جميع الخدمات الطبية لمنتسبي كلٍّ من: المكتب السلطاني، ووزارة الدفاع، ورئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، والجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، والحرس السلطاني العُماني، وقوة السلطان الخاصة، وشرطة عُمان السلطانية، وجهاز الأمن الداخلي، وشؤون البلاط السلطاني.

   وقد تشرفت المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية بزيارة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - رعاه الله – فشمل برعايته السامية افتتاح مستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية – مسقط وذلك يوم 11/11/2024م.

  

التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية

يعد التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية مرآة قوات السلطان المسلحة والإدارات  الأخرى بوزارة الدفاع والناطق الرسمي باسمها، وهو يجسد وظائف الإعلام العسكري المتمثلة في (الأخبار العسكرية، والتوعية والتثقيف بمختلف أنواعه وأشكاله، والتحصين المعنوي والنفسي، ودعم العمليات العسكرية)، ويضطلع التوجيه المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها البواسل وما بلغته من مستويات عالية في جميع المجالات من خلال تنفيذ واجباته الإعلامية العسكرية المختلفة، والتغطية الإعلامية للأنشطة والفعاليات العسكرية والاجتماعية والثقافية والرياضية في مختلف وسائل الإعلام، المقروءة، والمسموعة، والمرئية، والإلكترونية، ويضطلع بسلسلة من الإصدارات والمطبوعات المتنوعة الهادفة إلى رفع المستوى الثقافي والمعرفي للضباط والأفراد، وإعداد الأعمال البرامجية التلفزيونية والإذاعية، وتقديم التقارير والبرامج العسكرية بالتعاون مع وزارة الإعلام، كما يقوم بإحياء المناسبات الدينية، هذا إلى جانب مهامه وواجباته التوجيهية والإرشادية والتثقيفية، وإعداد وإصدار المفكرات السنوية الخاصة بقوات السلطان المسلحة، ويقوم بدور مهم في مجال العمليات الإعلامية، ويعمل باستمرار على الأخذ بالمستجدات الحديثة في هذا المجال.

استيعاب الشباب في قوات السلطان المسلحة

إنجازات وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني في خدمة الوطن والمواطن خلال مسيرة النهضة المظفرة عديدة ومتنوعة وفي كافة المجالات، وتأتي عملية التجنيد والتوظيف في أولويات اهتماماتها، حيث يتم باستمرار استيعاب أعداد كبيرة من الشباب العُماني في صفوفها، ويأتي تخريج الدفعات المتتالية من الضباط والجنود بصورة مستمرة اهتماما بالقوة البشرية والاستفادة من مخرجات الدبلوم العام والجامعي والدراسات العليا لينضموا إلى من سبقوهم في ميادين الواجب الوطني.

سفينة شباب عُمان الثانية

تواصل سفينة البحرية السلطانية العُمانية (شباب عُمان الثانية) الدور التاريخي الذي قامت به السفينة (شباب عُمان) السابقة، والمتمثل في مد جسور التواصل والصداقة بين سلطنة عُمان والدول الشقيقة والصديقة في شتى أنحاء العالم، وتقوم السفينة بزيارات إلى موانئ الدول الشقيقة والصديقة للتواصل الثقافي مع شعوب العالم من جهة، والتعريف بسلطنة عُمان حضارة وشعبا من جهة أخرى، حاملة إرثا حضاريا وثقافيا إلى قارات العالم وعلى متنها عدد من أبناء هذا الوطن، حيث حصلت السفينة على العديد من الجوائز الدولية وخاصة جائزة الصداقة الدولية التي اقترنت بهذه السفينة وباتت مشهورة على الصعيد الدولي، لاسيما أنها حققت جائزة الصداقة لسباق البحار التاريخية باليونان، وجائزة الصداقة الدولية لسباق السفن الشراعية الطويلة للمرة السابعة بالمملكة المتحدة، وجائزة الصداقة الدولية لسباق بحر الشمال بمملكة هولندا، وللسفينة (شباب عُمان) إنجازات على الصعيد الدولي لم تحققها أي سفينة غيرها في تاريخ سباقات السفن الشراعية.

المساهمة في جهود التنمية

تتفاعل قوات السلطان المسلحة مع مختلف الجهات الحكومية في جهود التنمية بالبلاد، باعتبار أن التنمية تمثل تحديًا حضاريًا وإنجازًا عصريًا تتضافر فيه جهود مختلف أجهزة الدولة لتحقيق معدلات التقدم والرقي، ومن هذا المنطلق تسهم قوات السلطان المسلحة في مجالات التنمية الشاملة، يتمثل أهمها في السهر على حراسة منجزات مسيرة الخير الظافرة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مما يهيئ مناخًا للازدهار، ويحقق الأمن والاستقرار للمواطن ليقوم بدوره الكامل في الإسهام والبناء، وتهيئة المناخ الاستثماري الأجنبي من خلال ثقته في الاستقرار والوضع الآمن في البلاد، وقد جاءت قوات السلطان المسلحة في طليعة تلك المؤسسات الحكومية التي تشارك بفعالية في مسيرة التحديث والتطوير والتعمير.

وتسهم قوات السلطان المسلحة في تدريب بعض الأفراد المدنيين في الملاحة والاتصالات والإدارة وغيرها، كما أسهمت في تنفيذ برنامج التربية العسكرية، استنادًا إلى تربية النشء والأجيال الصاعدة باعتبار أن الشباب عماد الأمة ومستقبلها، حيث يتم تزويدهم بمبادئ وأسس وقيم الحياة العسكرية وغرس القيم العسكرية والوطنية في نفوسهم ليكونوا على قدر تحمل المسؤولية وأداء الواجب تجاه وطنهم، ومن ضمن المشاركات التنموية الأخرى تسهم قوات السلطان المسلحة في أعمال شق الطرق في المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية، ونقل المواطنين واحتياجاتهم من مواد البناء والمؤن والمياه من وإلى المناطق التي يصعب الوصول إليها بوسائل النقل الاعتيادية، وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين في المناطق البعيدة ذات التضاريس الصعبة بالتعاون مع الجهات المختصة الأخرى، فيما يقدم مستشفى القوات المسلحة خدماته الطبية للحالات الطارئة للمصابين جراء الحوادث المرورية.

وتسهم قوات السلطان المسلحة في مهام (البحث والإنقاذ والإخلاء) في حالة حدوث الكوارث الطبيعية وإنقاذ الصيادين وتقديم الإسناد للسفن المنكوبة، والمحافظة على البيئة ونشر المسطحات الخضراء من خلال إمدادات المياه المعالجة من المعسكرات بمحافظة مسقط، ولقد أسهمت قوات السلطان المسلحة بجهود حثيثة في محافظتي ظفار والوسطى جراء تعرضها للإعصار المداري (مكونو) عام 2018م ،وقد سخرت كافة إمكاناتها وقدراتها المادية والبشرية في التعامل مع الأزمة والعمل على إعادة البناء، وإزالة الأضرار التي خلفتها الحالة المدارية (مكونو) وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وبالسرعة الممكنة، فقامت بالعديد من الأعمال كإخلاء السكان، وإنقاذ الأرواح، وإيصال المواد التموينية الضرورية والمتنوعة والمعدات الطبية، ودعم قطاع الاتصالات، وإصلاح وترميم الجسور، وشق الطرق لتسهيل عبور وتنقل المواطنين، وانسياب الحركة المرورية وغيرها، كما سخرت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة كافة جهودها وإمكاناتها من القوى البشرية والمعدات والآليات في الحالة المدارية (لبان) التي تعرضت لها محافظتا ظفار والوسطى عام 2018م، كما قدمت قوات السلطان المسلحة والدوائر الأخرى بوزارة الدفاع واجباتها وجهودها الوطنية وخدماتها الإنسانية للمواطنين والمقيمين جراء الحالة المدارية التي تعرضت لها محافظة ظفار خلال الفترة (29/5 – 3/6/2020م)، كما سخرت قوات السلطان المسلحة كافة إمكاناتها ومقدراتها في التعامل مع الحالة المدارية (شاهين) التي تعرضت لها سلطنة عُمان في 2/10/2021م وقد كثفت جهودها في محافظتي شمال وجنوب الباطنة وركزت على المواقع والجهات والمواطنين والمقيمين الأكثر تضررًا. كما تقوم قوات السلطان المسلحة بدور كبير وفاعل في القبض على المتسللين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير مشروعة. وقامت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة بتسخير كافة جهودها وقدراتها المادية والبشرية للتعامل مع الحالة المدارية (تيج) التي مرت بها سلطنة عُمان خلال الفترة (22-25/10/2023م)، وكانت على أهبة الاستعداد منذ الإعلان الأولي عن الحالة، وذلك من خلال تفعيل خططها الموضوعة في هذا الشأن والانعقاد المستمر للجان المختصة لتقديم ما يلزم وما يتطلبه الموقف، كما سخرت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة كافة إمكاناتها للتعامل مع الحالة الجوية الاستثنائية (منخفض المطير) والتي شهدتها البلاد خلال الفترة (13-18/4/2024م).

كما سخرت قوات السلطان المسلحة إمكاناتها وقدراتها في كل ما من شأنه مكافحة جائحة كورونا وبما يسند كافة القطاعات الأخرى الحكومية منها والخاصة، ودعم القرارات والإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).

كما يتجلى أيضاً دور قوات السلطان المسلحة في التنمية من خلال منتسبيها المتقاعدين الذين انتقلوا إلى ميدان الحياة المدنية، حيث إن عطاء هذه الفئة لم ينقطع وإسهاماتهم الوطنية ما زالت مستمرة ومتواصلة، ويسهم كثير منهم في العمل بالقطاع الخاص أو مزاولة الأعمال الحرة أو الانضمام للِّجان والمجالس التنموية، متسلحين بالخبرات والمهارات التي اكتسبوها خلال خدمتهم العسكرية .وتقديرا لهذا الدور فقد خصص يوم السابع من ديسمبر من كل عام ليكون يوما للمتقاعدين من قوات السلطان المسلحة، حيث تقام احتفالات متعددة على مستوى وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني، بهدف إضفاء أجواء ترفيهية لهم، والتواصل مع زملائهم في السلاح، والاطلاع على أحوالهم الاجتماعية وغيرها.

وستبقى قوات السلطان المسلحة مستمرة في عمليات التطوير والتحديث وستظل دائما وأبدًا السياج المنيع للوطن العزيز، مسخرة جميع الوسائل والقدرات المادية والبشرية من أجل استمرارية التطوير والتأهيل لمنتسبيها، لتبقى حاملة شرف أمانة الدفاع عنه وضمان استقراره، وحماية منجزاته، وصون مكتسباته، وتحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم، منتهجة الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- ويعاهد جميع منتسبيها البواسل الله تعالى وجلالة القائد المفدى أن يكونوا الجند الأوفياء للوطن، وأن تكون قوات جلالته الباسلة الحارس الأمين والحامي اليقظ لمنجزات هذا العهد الزاهر بقيادة جلالته الحكيمة، ومعه جنوده الأوفياء يسطرون في سجل المجد العُماني صفحات مضيئة من التضحية والفداء والتفاني من أجل بناء هذا الوطن العزيز، والسهر على أمنه ورخائه واستقراره، شعارهم الأبدي: (الإيمان بالله، الولاء للسلطان، الذود عن الوطن). 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة