سارة بنت علي البريكية
عُمان قِبلة السلام، بلدٌ تحفه البركة، حاضره المشرق يستنير بماضيه التليد، الذي يجمع بين التراث والثقافة والعادات والتقاليد الأصيلة والإرث التاريخيّ والحضاري الذي يعيشه الإنسان العربي منذ القدم وحتى يومنا هذا.
نحن الآن نعيش أياماً مباركة وأيامًا مجيدة وأيامًا تغمرها بشارات السعد بدخول شهر نوفمبر المجيد حيث إنَّ هذا الشهر المهم في تاريخ مسيرة النهضة الحديثة يُعد نقطة تحول كبيرة ونقطة تاريخية مهمة بالنسبة لكل أبناء عُمان الأوفياء.
ومنذ بزوغ فجر النهضة ومع تولي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد طيب الله ثراه – مقاليد الحكم في سلطنة عُمان أصبحت عُمان من أهم الدول العربية وأبرزها وساهمت بشكل رئيسي في مسيرة السلام في المنطقة العربية والعالم أجمع فكانت قبلة معروفة ووجهة منشودة ورمزا فاخرا من الطراز الأصيل.
ولما كانت دولتنا الحبيبة تشكل بقعة ضوء ومحطة وئام بين الشعوب كان حريًا بنا أن نفخر بعُمانيتنا ونتباهى بين الدول.
ومع بزوغ الحادي عشر من يناير وتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد في عام 2020، وعُمان من تطور إلى تطور ومن تقدم إلى ازدهار ومن شموخ وتفانٍ إلى عمل محقق ورؤية واضحة تسمو وتعلو على مدار الوقت كونها رؤية سديدة ثاقبة كانت مرسومة بدقة تامة على مستوى عالٍ من الرقي والتميز؛ حيث كانت الرؤية تعزز وتشيد بالمواطن العُماني وتباهي به وتطمح لرقيه ولاستقراره ولنيله جميع حقوقه الوطنية وها هو الوطن محققا ما رسمه في رؤية "عُمان 2040"؛ حيث كانت الرؤية واضحة.
عُمان وهي تعبر العالم العربي والإسلامي والعالمي لم يكن ذلك العبور محظ الصدفة انما بعمل دؤوب وبعمل مستمر من أجل تحقيق مكانة مرموقة لعُمان بين دول العالم أجمع، كان هناك رجالٌ مخلصون ونساء مخلصات يعملون بجد واجتهاد وإخلاص تام واضعين نصب أعينهم هذا الوطن راسمين خارطة بلدهم في جميع المحافل الدولية وفي جميع الميادين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ونساء قياديات نفتخر بما حققنه في خدمة سلطنة عُمان وخدمة أبناء الوطن فكانوا جميعا قادرين على تحقيق مسار التنمية والازدهار ورسم مستقبل واعد للأجيال القادمة يشار إليه بفخر واعتزاز وتقدير كبير.
والمتتبع لمسيرة التنمية الاقتصادية والتنموية يجد أن هناك تقدما وتطورا كبيرا وملحوظا وجانبا مشرقا ومشرفا جدا في كل المجالات الاقتصادية والاستثماريّة التي تشهدها السلطنة والتي تعد أحد أبرز النقاط التي ساهمت في تعزيز مكانة السلطنة بين الدول المتقدمة، فأصبحت من تقدم إلى تقدم ومن تطور إلى ريادة أعمال عالمية حققت إنجازات كبيرة وحققت نجاحات متقدمة بفضل الجهود المبذولة في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها السلطنة إلى جانب العديد من المشاريع الاقتصادية والاستثماريّة والتي تعزز من دور المجال الاقتصادي والتجاري والتنموي ويساهم بشكل مباشر في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني ويسعى إلى تعزيز علاقات التعاون بين مختلف دول المنطقة لما في ذلك من أهمية كبرى بالنسبة للدول التي تمتلك مقومات اقتصادية جيدة وقادرة على مواكبة التطور التكنولوجي الكبير الذي شهدته المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية وكان لعُمان مكانتها الرائدة ضمن دول العالم في كافة مجالات التنمية المستدامة.
إننا ونحن نستعد لاستقبال شهر نوفمبر المجيد، نشكر أولئك المخلصين الذين قضوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن العظيم نصفق لهم ونشير لهم بالبنان ونفتخر بهم فهم أشعلوا شموع الحب والعطاء والصدق وكانوا لسان عُمان ووجهها المنير بين الناس في مختلف المجالات ومختلف الثقافات والحضارات.
فشكرًا كثيرًا لمن أعطى، وكل التقدير والتحية لكافة أبناء الوطن المُخلِصِين.