الإجرام الإسرائيلي تجاه المستشفيات

لا يُمكن وصف تعمُّد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستشفيات في قطاع غزة إلّا أنه دليل على وحشية هذا الكيان الغاصب الذي لا يريد لأحد أن يحيا على الأرض الفلسطينية، حتى إنه يطارد المصابين وجثث الشهداء في المستشفيات ويأمر بإخلائها، ثم يقوم بحرقها وتدميرها، واعتقال وقتل العشرات فيها، وتحويلها إلى مقابر جماعية كما حدث في مستشفى الشفاء.

ولعل ما يحدث في شمال غزة، وتحديدًا بمستشفى كمال عدوان المُحاصَر دليل آخر على خسّة ودناءة هذا الاحتلال؛ إذ أعلن المسؤولون أن المستشفى محاصر بالدبابات الإسرائيلية، كما إن قوات الاحتلال أرسلت طائرة "كواد كابتر" لتنادي بضرورة إخلاء المستشفى على الفور. ولقد أفاد شهود عيان أن العديد من المصابين استشهدوا نتيجة لعدم توفر الأدوات الطبية اللازمة ومنع الاحتلال دخول أي مساعدات غذائية أو طبية، ليتحول الوضع الإنساني إلى وضع كارثي ينذر بفاجعة كبرى أسوأ مما حدث من قبل طيلة ما يزيد عن عام منصرم.

لقد ملأت صرخات الأطفال والمصابين في المستشفيات أسماع العالم، لكن العالم بات أصمًّا وعاجزًا عن  اتخاذ أي رد فعل أمام هذه الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 382 يومًا.

إنَّ الاحتلال لا يُحارب الفلسطينيين فقط؛ بل يُحارب الإنسانية جمعاء، يُحارب القوانين الدولية والمواثيق الأممية، يُحارب القيم والمبادئ؛ ليزيد التأكيد على إجرامه الذي يُشاهده العالم الصامت ليل نهار على الهواء مباشرةً!

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة