تحقيق: ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(وَمَلَكَ مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَبُوضِيّ، وَكَانَ القَائِمَ بِأَمْرِ دَوْلَةِ الْمنْجَوِيّ وَالْوَزِيْرَ لَهُ. فَلَمْ تَزَلْ (ظَفارِ) فِي أَيْدِي الحَبُوضِيين حَتَّى مَلَكَ مِنْهُمْ سَالِمٌ بنُ إِدْرِيْسَ الحَبُوضِيُّ، وَكَانَ مَلِكًا عَالِيَ النَّفْسِ كَبِيْرَهَا، سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ الاِسْتِيْلَاءَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ فِي خَبَرٍ طَويْلٍ، فَتَجَهَّزَ لَهُ مَلِكُ الْيَمَنِ السُّلْطَانُ الْمُظَفَرُ شَمْسُ الدِّيْنِ مِنْ قِبَلِهِ، فَنَزَلَ بِجُنُودِهِ فِي (عوْقَد)؛ وهُوَ مَوْضِعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ (ظَفارِ)، فَخَرَجَ سَالِمٌ بنُ إِدْريْسَ لِقِتَالِهِ بَأَهْلِ ظَفارِ فَوَقَعَ الْقِتَالُ وَالنِّزَالُ، فَقُتِلَ سَالِمٌ بٍنُ إِدْرِيْسَ الحَبوضِيَّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنُودِ، وَاسْتَوْلَى شَمْسُ الدِّيْنِ الغَسَّانِيُّ عَلَى ظَفَارِ فَصَارَتْ فِي مُلْكِهِ وَحَمَلَ ذُرِّيَّةَ سَالِمٍ بنِ إِدرْيِسَ وَجَمِيْعَ أَقَارِبِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَاِسْتَوْلَى عَلَى قَصْرِ الإِمَارَةِ وَمَا فِيْهِ مِنَ الذَّخَائِرِ، وَلَعَلَّ الْحِصْنَ - الَّذِي بَقِيَتْ أَنْقَاضُهُ وَرُسُوْمُهُ الْآنَ - بِالبِلَيْدِ ظَفَارِ الْقَدِيْمَة)].
*****
الوزير التاجر صار سُلطانًا
- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَمَلَكَ مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحبُوضِيّ وَكَانَ القَائِمَ بِأَمْرِ دَوْلَةِ الْمنْجَوِيّ وَالْوَزِيْرَ لَهُ)]
-[(الحَبُوضِيّ)] نسبةً إلى قرية (حَبُوضَة)، وقال الزبيدي:كـ(سَبُوحَة)، وهي قرية قريبة من (شبام) و(تريم)، من أعمال حضرموت"(01)، وتقع (حَبُوضة) شمال غرب مدينة سيئون، و"لعلّ (الهمدانيّ) المؤرخ الوحيد الذي أورد نُطقها صحيحًا في الجزء الثاني من كتابه (الإكليل)، وقد جاء في ملاحظات (بامطرف) على الهمدانيّ: أنّه ذكر (حَبُوضَة) بفتح الحاء وضم الباء بعدها واو وفتح الضاد المعجمة؛ لكننا نجد بالطبعة الثالثة من الكتاب، ص: 47، ذكرها هكذا:(حَبُّوضة) بضم الباء المشددة، وقال المحقق الأكوع الحولي بهامش نفس الصفحة: وينطقونها اليوم مخفَّفة، وهو هكذا في واقع الأمر. وقبيلة (الحَبُوضيّ) فرعٌ من (كِنْدَة)، وقِيلَ فرعٌ من (حِمْيَر)، وقامت دولة باسم (الحَبُوضيين) في منطقة النخيل الكثيفة الواقعة بين مَصَبّ (وادي ابن عليّ) في الغرب وبين مَصَبّ (وادي الشحوح) في شرق (وادي حضرموت)"(02) على يد السلطان محمد بن أحمد الحَبُوضيّ (الأب المؤسِّس) في بدايات القرن السابع الهجريّ.
- [(مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحبُوضِيّ)] كان وزيرًا للسلطان محمد بن محمد بن أحمد المنجوي الملقّب بالملك الأكحل الذي لم يُعقّب ذريّة أو ولدًا يصير المُلْك له من بعده. وكان مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحبُوضِيّ يومئذٍ "يتاجر للسلطان الأكحل، ويلقّب بـ(النُّوخَذة)، أسّس الدولة (الحبُوضِيّة) في مطلع القرن السابع الهجريّ(بدايات الثالث عشر الميلاديّ) على أنقاض الدولة المنجويّة، ثم "استولى على حضرموت سنة 643هـ، وله بها آثار ومنازل كثيرة للضيفان، وصدقات جمّة في (وادي عمد) بأعالي (حضرموت)، وله مسجد بـ(تريم)(03)، ثم وَرَّثَ حكم ظَفار من بعده لولديه (أحمد وإدريس)، اللذين نَقَلا عاصمة دولتهم (الحَبُوضيّة) من (مِرباط) إلى (البليد – صلالة)، واستمر حكمها إلى أن سقطت سنة 1279م، على يد الحفيد (سالم بن إدريس بن محمد الحبُوضِيّ) الذي طغى وتجبّر وأظهر الفساد في الأرض.
توسيع الدولة بالسَّيف والدينار
- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ:-[(فَلَمْ تَزَلْ (ظَفارِ) فِي أَيْدِي الحَبُوضِيين حَتَّى مَلَكَ مِنْهُمْ سَالِمٌ بنُ إِدْرِيْسَ الحَبُوضِيُّ)]
ذكرنا سابقًا أنه بوفاة السلطان محمد بن محمد بن أحمد الأكحل المنجويّ (الأكحل) "في 596هـ، بدأت الاضطرابات السياسيّة والصراعات الداخلية على السُّلطة؛ لأنه لم يُعَقِّبْ ذُريّة تخْلفُه في حكم (ظَفار)، و"هذا ما دفع قبيلة (العُمر) للوفود على السلطان عبدالله بن راشد بن شجعنة القحطانيّ مستصرخين إيّاه من أهل (ظَفار) فجهَّز لهم العساكر من حضرموت، وفي سنة 597هـ سار بعسكره إلى (ظَفار)، وحاصروها خمسين يومًا، وفي سنة 598هـ خالفت ظَفار واُخْرِجَ فهدٌ منها"(04)
- [(سَالِمٌ بنُ إِدْرِيْسَ الحبُوضِيُّ)]، واسمه"سالم بن إدريس بن أحمد بن محمد الحبوضي، أبو محمد: صاحب ظفار (في اليمن) وهو آخر من مَلَكَها من الحَبُوضيين"(05)، و"كان جمَّ المطامع عاليَ الهِمّة كالكثير من أضرابه من السياسيين الطامحين إلى توسيع مُلكهم بالسيف تارةً وبالدينار تارةً أخرى، فاستولى على أكثر مدن حضرموت من سنة 673هـ إلى سنة 677هـ؛ إذ بدأ ذلك بشراء مدينة (شبام) سنة 673هـ، وهاجم منها المدن والقرى الحضرميّة في الداخل واسْتَصْعَبتْ عليه (تريم)، فلم يَفُز منها بطائلٍ سوى ترويع أهلها فضرب الحصار عليهم لمدة تسعة أشهر، ثم هاجم (الشِّحر)، وبها (الغز عسكر الدولة الأيوبيّة) فدحروه منها بالرغم من استعداده لهم بقوات بحريّة وبريّة"(06)
البليد والأحمدية والمنصورة في ظَفار
يذكر المؤرخون أنّ (الحَبُوضيين) أسّسوا (مدينة البليد) جنوب شرق ظَفار القديمة والتي تُدعَى (الرباط) كعاصمة لدولتهم، وتمّ الفراغ من بنائها في أواخر العقد الثاني من القرن السابع الهجريّ، ما بين (616هـ - 619هـ) في عهد السلطان أحمد بن محمد الحبوضي، وأسماها (الأحمديّة). ثمَّ خرَّبّ أحمد بن مزروع الحبوضيّ ظَفَار سنة ثمان عشرة وستمائة، وبنى مدينة (المنصورة)، وسُكِنَتْ سنة عشرين وستمائة، وقد أُدِيرَ عليها سورٌ من الحجر والجصّ، ورتَّبَ عليه أربعة أبواب: باب البحر ينفذ إلى البحر ويسمى (باب الساحل)، وبابين مما يلي البرّ وهما على الاسم لأبواب ظفار المهدومة أحدهما في المَشرق يسمى (باب حرقة) وينفذ إلى (عين فرض)، والثاني مما يلي المغرب، ويسمى (باب الحرجاء)، وينفذ إلى الحرجاء، و(الحرجاء) مدينة لطيفة وُضِعَت على ساحل البحر بالقرب من (البليد)، وما يلي (المنصورة) إلا لإحكام البلاد خوفًا من العِبَاد"(07)
فرعون الدولة الحَبُوضيّة
- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [وَكَانَ (سَالِمٌ بنُ إِدْرِيْسَ الحَبُوضِيُّ) مَلِكًا عَالِيَ النَّفْسِ كَبِيْرَهَا، سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ الاِسْتِيْلَاءَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ فِي خَبَرٍ طَويْلٍ].
- [(عَالِيَ النَّفْسِ كَبِيْرَهَا)] العالي من الأشخاص: الطَّاغية المتكبِّر، ووَصَفَ الشيخِ عيسى الطائيّ شخصية السلطان سالم بن إدريس الحَبُوضيَ بقوله: (عَالِيَ النَّفْسِ كَبِيْرَهَا) مُستعينًا باسم الفاعل (عَالٍ) الدال على الاستمرار، وقصد به أن الاستكبار والتعالي كانت صفة ملازمة للسلطان الحَبوضيّ، وشاهد هذا المعنى من القرآن الكريم في قوله تعالى:{فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَـ(عَالٍ) فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ}(08). و(العالي) بمعنى:(القاهر المُتَفَاقِم)، وشاهده نقرأه في شعر أُمَيَّة بنِ أبي عَائِذٍ الهُذَليّ: [هُوَ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا أَتَى// مِنَ النَّائِبَاتِ بِعَافٍ و(عالي)(09)]
|
|
|
وتُجمع كلمة (العالي) على (عَوَالي)، وشاهدها نقرأه في شعر عَدِيّ بنِ زيدٍ العِبَادِيّ: [فَلَمْ يَلِثْ مُلْكُهُ؛ إِذْ رَاشَ سَهْمُكُمُ// وَحَلَّ عَنْكُمْ (عَوَالِي) فَضْلِهِ الْعَارَا(10)]
-[(سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ)](سَوَّلَتْ)،أي:حدَّثته نفسه بأمر الاستيلاء على حضرموت،وهذه المفردة هنا في مكانها الأصوب من كلمة (طوّعت)؛ لأنَّ (التسويل) لايحتاج جُهدًا ومشقة، ودلّت لنا كيف زيّنت نَفْسُ (سَالِمٌ بنُ إِدْرِيْسَ الحَبُوضِيُّ) الأمّارة بالسوء له احتلال (حضرموت)، ووجد في إقدامه على هذه الجريرة سهولة ويُسرا. وشاهدُ هذه المفردة من القرآن الكريم نقرأه في قوله تعالى:{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ (سَوَّلَتْ) لِي نَفْسِي}(11)
-[(الاِسْتِيْلَاءَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ)]، والاستيلاء معناه يأتي على صورتين؛ فأمّا الصورة الأولى: فهي من فعلٍ (مُتَعَدٍ)بالحرف، ومعنى:(استولى على الشيء): أخذه بالقهر والغَلَبة. وشاهدُه من الحديث النبوي: عن عبادة بن الصامت، قال:«خرج رسول الله ﷺ إلى بدرٍ فلقي بها العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفةٌ من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت طائفةٌ برسول الله ﷺ، و(استولت) طائفة على النَّهب والعسكر..» (12)، وأمَّا الصورة الثانية للفعل (استولى): فقد يأتي فعل لازمًا يكتفي برفع فاعله ولا يحتاج إلى مفعول به، والمعنى في: (استولى الشخص)، أيْ: سَادَ وحَكَمَ، وشاهده الشعريّ في قول صَعْصَعةَ بنِ صُوحان العِجْليّ العَبْدِيَ الرَّبَعِيّ، يُخاطب معاويةَ بن أبي سُفيان: «تَكَلَّمْتَ يَا ابْنَ أبِي سُفيَانَ، فَأَبْلَغْتَ، وَلَمْ تُقَصِّرْ عَمَّا أَرَدْتَ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْتَ. أَنَّى يَكُونُ الخَلِيْفَةَ مَنْ مَلَكَ النَّاسَ قَهْرَا، وَدَانَهُم كِبْرَا، وَاِسْتَوْلَى بِأَسْبَابِ الْبَاطِلِ كَذِبًا وَمَكْرَا»(13)
-[(فِي خَبَرٍ طَويْلٍ)]، يقصد الشيخ عيسى الطائيّ هنا بـ(الخبر الطويل) ما أخبرت به كتُبُ المؤرخين السابقين على زمانه، وتداولته ألسنة المتكلمين عن السلطان سالم بن إدريس الحَبُوضيّ، ومنها ما حكاه محمد بن حاتم الهمدانيّ في كتابه (العقد الثمين في أخبار ملوك اليمن المتأخرين)؛ حيث قال:(حدثت مجاعة شديدةٌ وقحطٌ عظيم بحضرموت، فأقبل أهلها إلى سالم بن إدريس الحبوضيّ، وطلبوا منه ما يدفعون به تلك الشِّدَّة ويسلّمون إليه مصانع حضرموت!! فأجابهم إلى ذلك وخرج معهم إلى حضرموت، وتسلّم منهم الحصون، وسلَّم إليهم المال، وعاد إلى ظَفار. فلمّا رجع إلى ظفار مالوا إلى حصونهم مَيْلَةً واحدة وأخذوها طوعًا وكرهًا، فأصبح لامالَ ولابلاد"(14)، أمّا عن قصة صراع سالم الحَبوضيّ مع الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر الرسوليّ الغسانيّ ملك اليمن. فهذا خبر طويل؛ ففيما يُروى أنّه في سنة 647هـ تولّى الملك المظفر يوسف بن عمر الحُكم بعد اغتيال والده، ولمّا استقرّ له الأمر "أرسل بهدية عظيمة إلى ملوك فارس بصحبة جماعة من التجار فرمت بهم الريح إلى ساحل ظفار فقبضهم سالم بن إدريس وقبض ما معهم من الهدية والأموال ورأى أنّ هذا جبران ما فات عليه بحضرموت"(15)
ولمّا بلغ الملكَ المظفرَ شمس الدين الرسوليّ أنّ السلطان سالم الحَبُوضيّ صاحب ظَفار، تعرّض للسفينة التي تحمل هديته إلى ملوك فارس ليعوِّض بها ما فاته من أموال كان قد أنفقها على أهل حضرموت. فكتب إليه رسالة يَنْهاهُ فيها عن ذلك مخاطبًا إيَّاه:"لم تَجْرِ بهذا عَادةٌ ونحن نُحاشيك من قَطع السُّبل، وأنتَ تعلمُ ما بيننا وبينكم، والمكافآت بيننا، غير أنَّا نتأدبُ بآداب القرآن؛ فإن الله تعالى يقول:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}[سورة الإسراء:15]، فازدادَ سالمُ الحَبُوضيُّ شِدَّةً وغِلْظةً، وكتب للملك المظفر جوابا قال فيه: (إنّ الرسولَ وَصَلَ. فأينَ العذابُ؟)، ثم مال إلى صاحب الشِّحر راشد بن بن شجعنة القحطانيّ وحمله على عِصيان الملك المظفر الرسوليّ والخروج عن طاعته"(16). فأوعز المظفر والي عدن(الشِّهَاب غازي بن المعمار) أن يُجْهِزَ على ظَفار، فسار بعسكره من (لَحْج) و(عَدن) و(أَبْين) في طريق البحر إلى ظَفار، وقاتل أهلها، ثم رجع خائبًا إلى عَدَن فتبِعَه السلطان سالم الحَبُوضيّ إلى ساحل عدن بعسكره، وقصد أن يستولي على (عدن)"(17)
-[(خَبَر)] ومعنى (الخَبَر): الأمرُ المُخْبَرُ عنه. وجمعُه على صيغتين اثنتين: (أخبار) و(أخابير)، وشاهده نقرأه في بيت منسوب إلى كَعْبٍ بنِ لُؤَيْ بنِ غَالِبٍ الْقَرَشِيّ. قال يُبَشِّرُ بالنبيٍّ الصَادِقِ مُحَمَّد: [عَلَى غَفْلَةٍ يَأْتِي النَّبِيُّ مُحَمَّدٍ// فَيُخْبِرُ (أَخْبَارًا) صَدُوقًا خَبِيْرُهَا(18)]، أمّا جمعه الآخر فهو (أخَابِير)، وشاهده الشعريّ في قول عبد الله بن عُمَر العَرْجَيّ: [وَمَا خَبَرْتُ الَّذِي فِيْهَا فَأَذْكُرُهُ// لَكِنْ أَتَتْنِي بَمَا فِيْهِ (الْأَخَابِيْرُ)(19)]
سقوط الدولة الحبوضيّة
- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(فَتَجَهَّزَ لَهُ مَلِكُ الْيَمَنِ السُّلْطَانُ الْمُظَفَرُ شَمْسُ الدِّيْنِ مِنْ قِبَلِهِ، فَنَزَلَ بِجُنُودِهِ فِي (عُوْقَد)؛ وهُوَ مَوْضِعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ (ظَفارِ)، فَخَرَجَ سَالِمٌ بنُ إِدْريْسَ لِقِتَالِهِ بَأَهْلِ ظَفارِ فَوَقَعَ الْقِتَالُ وَالنِّزَالُ، فَقُتِلَ سَالِمٌ بٍنُ إِدْرِيْسَ الحَبوضِيَّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنُودِ، عَلَى ظَفَارِ)].
يقول صاحب كتاب هديّة الزمن:" فلمّا هَزَمَ السلطان سالم بن إدريس الحَبُوضي، جيوش (والي عدن) واسمه (الشهاب غازي بن المعمار) في الجولة الأولى عندما أغارت على (ظفار) بأمر من الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر الرسوليّ ملك اليمن ، وطارد فلولهم بعسكره إلى حدود عدن، فطمع وقصد أن يستولي عليها، وبلغ الملك المظفر الرسوليّ الغسانيّ ذلك فاستشاط غيظًا، فنزل من الجند بنفسه إلى عدن وجهزّ الجيوش من البر والبحر وأرسلها تحت قيادة شمس الدين أزدمر أستاذ دار السلطان، فاستولى على ظفار سنة 678هـ وقَتَلَ سالم بن إدريس الحَبُوضيّ"(20)
- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَاسْتَوْلَى شَمْسُ الدِّيْنِ الغَسَّانِيُّ عَلَى ظَفَارِ فَصَارَتْ فِي مُلْكِهِ وَحَمَلَ ذُرِّيَّةَ سَالِمٍ بنِ إِدرْيِسَ وَجَمِيْعَ أَقَارِبِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَاِسْتَوْلَى عَلَى قَصْرِ الإِمَارَةِ وَمَا فِيْهِ مِنَ الذَّخَائِرِ، وَلَعَلَّ الْحِصْنَ - الَّذِي بَقِيَتْ أَنْقَاضُهُ وَرُسُوْمُهُ الْآنَ - بِالبِلَيْدِ ظَفَارِ الْقَدِيْمَة)].
الملك الرسوليّ الحاكم العالم
- [(وَاسْتَوْلَى شَمْسُ الدِّيْنِ الغَسَّانِيُّ عَلَى ظَفَارِ فَصَارَتْ فِي مُلْكِهِ)]، واسمه يوسف ويُلقّب بـ(المظفر) بن عمر (المنصور نور الدين) بن علي بن رسول التُّركمانيّ اليمنيّ، شَمْس الدِّين (619- 694 هـ = 1222- 1295م)، وأورد له خير الدين الزركلي في كتابه (الأعلام) ترجمةً كثيفة ذكر لنا فيها: أنّه (ثاني ملوك الدولة الرسولية في اليمن. وقاعدتها صنعاء. وُلِد بمكة. ووَلِيَ بعد مقتل أبيه (سنة 647 هـ بصنعاء. وأحسن صيانة الملك وسياسته. وقامت في أيامه فتن وحروب، فخرج منها ظافرا. وكانوا يشبهونه بـ(مُعاوية بن أبي سفيان)، في حزمه وتدبيره. وطالت مدته. واستمر إلى أن توفي بقلعة تعز. قال ابن الفرات: "كان جوادا عفيفا عن أموال الرعايا، حسن السيرة فيهم"، وهو أول من كسا الكعبة من داخلها وخارجها (سنة 659) بعد انقطاع ورودها من بغداد (سنة 655) بسبب دخول المغول بغداد. وبقيت كسوته الداخلية إلى سنة 761هـ، ولا يزال على أحد الألواح الرُّخاميّة في داخل الكعبة إلى اليوم، النصُّ الآتي: (أمر بتجديد رُخام هذا البيت المعظَّم، العبد الفقير إلى رحمة ربه وأَنْعُمِه، يوسف بن عمر بن علي بن رسول. اللَّهمّ أيَّده بعزيز نصرك واغفر له ذنُوبه برحمتك ياكريم يا غفَّار، بتاريخ سنة ثمانين وستمائة)، وكانت له عِنَاية بالاطلاع على كُتب الطب والفنون، ومعرفة بالحديث)، وجمع لنفسه "أربعين حديثاُ" كما يقول ابن كثير. وفي أنباء الزمن: " قال الإمام المطهر ابن يحيى، حين بلغه خبر وفاته: مات التُّبَّع الأكبر، مات معاوية الزمان، مات من كانت أقلامه تكسر رماحنا وسيوفنا!"
أمّا عن سبب تسميته بـ[(الغَسَّانِيُّ)]؛فنجد ذلك في شرح حديث نبويٍّ شريف ورواه بُريدة وفيه "أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عمرو بن لحي هو أبو خزاعة، وسبب تسميتهم خزاعة: أن أهل سبأ لما تفرَّقوا بسبب سيل العرم، نزل بنو مازن على ماء يُقال له: غسَّان، فمن أقام به فهو غَسَّانِيُّ، وانخزعت منهم بنو عمرو بن لحي عن قومهم، فنزلوا مكَّة، وما حولها، فسموا خزاعة، وتفرق سائر الأزد"، ونصُّ الحديث: {مات رجُلٌ مِن خُزاعةَ، فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بميراثِه، فقال: الْتمِسوا له وارثًا، أو ذا رَحِمٍ، فلم يجِدوا له وارثًا ولا ذا رحمٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعطُوهُ الكُبْرَ مِن خُزاعةَ، قال يحيى: قد سَمِعتُه مرَّةً يقولُ في هذا الحديثِ: انظُروا أكبَرَ رجُلٍ مِن خُزاعةَ. }(21)
ظفار بين الحَبُوضيّ والرسوليّ
وتفاصيل المعركة الفاصلة بين الحبوضيّ والرسوليّ والتأريخ لها يومًا بيوم نجدها في كتاب (تاريخ الدولة الرسولية في اليمن) فقد توجَّهت عسكر الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر الرسوليّ من صنعاء إلى ظَفار على طريق حضرموت بصحبة الشيخ بدر الدين والأمير الأجل سنقر البرنجليّ، والشيخ شمس الدين عبد الله بن عمرو بن الجند، وذلك في شهر ربيع الأول سنة 678هـ، وكان وصوله إلى (ريسوت) مرسى (ظفار) في 16 من رجب سنة 678هـ، فكانت (الفتنة/المعركة) الفاصلة والأخيرة بين عسكر الملك المظفر وسالم بن إدريس الحبوضيّ صاحب ظفار وقُتِل فيها سالم مع ثلاثمائة رجلٍ من جيشه، وأُسِر منهم خلق كثير يزيدون على ألف رجل وذلك في نهار السبت 27من شهر رجب سنة 678هـ، ودخول أعلام الملك المظفر إلى مدينة ظفار يوم الأحد 18 من رجب سنة 678هـ، واستيلاء عساكره تحت قيادة (الشيخ شمس الدين عبد الله بن عمر والأمير شمس الدين) الملقّب بـ[أزدمر]، واستيلائهم على مدينة ظفار في (سلخ= أواخر) شهر رجب الفرد سنة 678هـ، ولهج الخطباء للملك المظفر بالدعاء على المنابر يوم الجمعة 3 من شهر شعبان الكريم سنة 678هـ، ووصول البشائر ورأس سالم الحَبُوضي ورؤوس أصحابه وقوَّاد جيشه إلى (ثغر عدن) في شهر شعبان سنة 678هـ، وتسلمّ عسكر الملك المظفر مدينة سالم الحبوضي في حضرموت في رمضان سنة 678هـ"(22).
البليد في المصادر العربيّة القديمة
- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ:-[(وَلَعَلَّ الْحِصْنَ - الَّذِي بَقِيَتْ أَنْقَاضُهُ وَرُسُوْمُهُ الْآنَ - بِالبِلَيْدِ ظَفَارِ الْقَدِيْمَة)].
- [(ظَفَارِ الْقَدِيْمَة)] يتردّد في المراجع العربيّة القديمة اسم (شِحْر عُمان) في المصادر القديمة عَلَمًا على (إقليم ظفار القديمة)، وتحديدا في المنطقة الجغرافية ما بين (عُمان واليمن)، و"أقدم إشارة تؤكِّد تبعيتها لـ(عُمان) تعود إلى النصف الأول من القرن العاشر الميلاديّ(23) ذكرها الاصطخري(24) وتَابَعَهُ ابن حوقل"(25)، ويدلِّل (الباحث د.خالد الوهيبيّ) على عُمَانِيَّتها بالإشارة إلى قِيام حاكم عُمان بتحصيل (ضريبة العُشُور) على النشاط التجاريّ فيها مستشهدا بما أورده الرمهرمزي(26)، وتَتَبَّعَ (الوهيبيّ) في بحثه أسماء القُرى والمُدن التابعة لـ(إقليم ظَفار العُمانيّ) نقلًا عن المصادر القديمة؛ فذكر أنّ (ريسوت)(27)، و(مدينة ظَفار)، و(مرباط)(28)، و(جزيرة خرتان) و(جزيرة مرتان/الحلانِّيات)(29) ، و(النَّجْد)(30)، و(حَاسِك)(31)
ولم يظهر اسم (ظَفار) إلا بعد إنشاء السلطان أحمد بن محمد الحَبُوضيّ مدينة ظَفار ما بين 616هـ 619هـ /1219م- 1220م)، ومن ذلك الحين أصبح يُقْرنُ اسم المدينة الحَبُوضية بكلمة (ظَفار)، وقد عُمِّمَ هذا الاسم فأصبح يُطلَق عليها اسم (ظَفار الحَبُوضيّ)؛ حيث استمر ذلك حتى النصف الأول من القرن الثامن الهجريّ/النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلاديّ، ثم أخذ اسم (ظَفار الحَبُوضيّ) في التلاشي في زمن (الدولة الرسوليّة) منذ النصف الثاني من القرن الثامن الهجريّ/النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلاديّ، ثم انتُسِيَتْ (ظَفار الحَبُوضيّ) نهائيًا في عهد (الدولة الكُثيريّة) منذ القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلاديّ، وبقي اسم (ظَفار) وَحْدَه، واستمر كاسمٍ للإقليم في العصر الحاضر(32)
- [(البِلَيْدِ)] هذا الاسم يُطلق على مركز الحُكم والسُّلْطة في (ظَفار)، ومازالت تتواصل الدراسات المسحية والحفريات الأثريّة التي تقوم بها العديد من البعثات الآثارية التابعة لمراكز دراسات وجامعات غربيّة وعربيّة متخصصة في المجمع الكبير بموقع (البليد)، بمدينة صلالة، وكشفت عن أهمية موقع [البليد] باعتباره مركزا تِجاريا نشطا للصادر والوارد، كما عثرت بعض البعثات الكشفيّة على العديد من العملات والأواني المصنوعة من السيراميك التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر الميلادي. وأيضًا فإن موقع البليد من المواقع التي ترجع إلى العصور الإسلامية المبكرة، وقد تعرَّضت للدَّمار وأعيد بناؤها في عام 1221م، وفقدت أهميتها بالتدريج خلال القرن السادس عشر للميلاد، وذلك عندما انهارت تجارتها واقتصادها بسبب سيطرة البرتغاليين على الكثير من صادراتها المصدرة إلى الهند. وبالنسبة لتخطيط هذه المدينة فقد كان مستطيل الشكل يطل على البحر ويحيط به سور له ثلاث بوابات استخدمت كمداخل للمدينة، كما تم الكشف عن أطلال مسجد كبير المساحة مستطيل الشكل، وهو عبارة عن مبنى مرتفع تحيط به الشرفات من جميع الجهات، وهذا الطراز من الشرفات استُخدم في جميع مساجد ظفار، كما كان للمسجد فناء صغير المساحة بالمقارنة مع حجم المساحة المسقوفة، وقد عُثِر أيضا على حائط القبلة والمحراب والمنبر. أما بالنسبة لطراز الأعمدة المستخدمة في رفع السقف فقد كانت ثمانية الأضلاع، ومن خلال المعثورات الأثرية اتضح أن المدينة نعمت بالاستقرار والرخاء وكانت ميناء لتصدير الخيول وزيت السمك واللبان إلى الهند التي تستورد منها عُمَانُ القطنَ والأرز، كما لوحظ بأن المدينة كانت تنتج المنسوجات من الحرير والتيل والقطنيات وكانت لها صلات تجارية مع شرق أفريقيا ومصر نتيجة لإحياء الطريق التجاري التاريخيّ عبر البحر الأحمر"(33)
يتبع...
المراجع والمصادر:
(01) التاج في أخلاق الملوك، الجاحظ، تحقيق: دار الفكر ودار البحار، بيروت، 1955م، ج 5: 18
(02) (حبوضة، وشرمة، ودخ حساي) عبد الله بن صالح حداد، مجلة العرب، العدد: 7/8، 1 من يوليو، 1997م، ص:755- 758- محمد عبدالقادر بامطرف، ملاحظات على ما ذكره الهمدانيّ عن جغرافية حضرموت، سلسلة آفاق المعرفة، دار الهمدانيّ عدن، ط1، 1984م.
(03) إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، السيد عبد الرحمن السقاف، ط1، دار المنهاج للنشر والتوزيع، السعودية والإمارات، 2005م، ص: 670
(04) تاريخ حضرموت المسمّى بتأريخ شنبل، أحمد عبدالله شنبل، طباعة عبد الله حسن العيدروس، 1986م، ص: 24
(05) الأعلام لخير الدين الزركليّ، مجلد 3، ص: 71
(06) أدوار التاريخ الحضرميّ، محمد عمر الشاطريّ، ج1، ط2، دار المهاجر، المدينة المنورة، 1983م، ص ص: 181، 182
(07) تأريخ المستبصر، ابن المجاور، ط2، دار التنوير، بيروت، 1986م، ص ص: 260- 262، وانظر: هوامش كتاب تاريخ ظفار التجاري، حسين باعمر، ص ص: 9، 10
(08) سورة يونس، الآية: 83
(09) كتاب الجيم، أبو عمرو الشيبانيّ(ت،206ه)، تحقيق: إبراهيم الأبياريّ وآخرين، مراجعة: محمد خلف الله وآخرين، مجمع اللغة العربية، القاهرة، ط1، 1983م، 2/283
(10) ديوان عَديّ بن زيد العِباديّ، جمع وتحقيق: محمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية، بغداد، 1965م، ص: 54
(11) سورة طه، الآية: 96
(12) صُبح الأعشى، أبو العباس القلقشنديّ(ت،821هـ)، المطبعة الأميريّة، مطبعة دار الكتب المصريّة، القاهرة، 1922م، 1/212
(13) جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة، أحمد زكي صفوت، المكتبة العلمية، بيروت، ط1، 1934م، 2/147
(14) تاريخ ثغر عدن، أبو محمد عبد الله الطيب بن عبد الله بن أحمد أبو مخرمة من نُخَبٍ من تواريخ ابن المجاور والجندى والأهدل، الناشر مكتبة مدبولي، القاهرة، ط2، 1411هـ - 1991م، ج1 ص: 83
(15) المرجع نفسه، ج1 ص: 83
(16) المرجع نفسه، ج1 ص: 84
(17) هدية الزمن في أخبارملوك لحج وعدن، أحمد فضل بن علي محسن العبدليّ، المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة، ط1، 1351هـ، ص: 76/أدوار التاريخ الحضرمي للشاطري مج1، ص: 177، مج2، ص: 225
(18) ديوان العرجيّ، رواية أبي الفتح بن جِنّيّ (ت، 392هـ)، تحقيق وشرح: خضر الطائيّ ورشيد العبيدي، الشركة الإسلامية، بغداد، ط1، 156م، ص: 107
(19) هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن، ص: 77
(20) المرجع نفسه، ص: 78
(21) رواه بُريدة، تخريج سُنن أبي داود، المحدث: شعيب الأرناؤوط، رقم: 2904، وإسناده ضعيف
(22) تاريخ الدولة الرسولية في اليمن، مؤلف مجهول من القرن التاسع الهجريّ، تحقيق: عبدالله محمد الحبشيّ، مكتبة الجيل الجديد، الجمهورية اليمنية، صنعاء 1984م – 1405هـ، ص: 42، 43
(23) التقسيمات والإدارية في شبه جزيرة عُمان في العصر الإصلاميّ الوسيط، خالد بن خلفان الوهيبيّ، مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية، مج10،ع: 1، إبريل 2019م، ص: 98
(24) المسالك والممالك، إبراهيم الكرخي الاصطخري، تحقيق: محمد صابر عبد العالي الحيني، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، ص: 27
(25) صورة الأرض، أبو القاسم النصيبي ابن حوقل، تحقيق: كراموس، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1979م، ص: 44
(26) عجائب الهند بره وبحره وجزايره، الرامهرمزي، تحقيق: ليث، فان دير، بريل، ليدن، ص: 130
(27) صفة جزيرة العرب، الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانيّ، (ت، 344هـ 955م)، تحقيق: محمد بن علي الأكوع، مركز الدراسات والبحوث اليمنيّ، 1983،بيروت، ص: 91، 92
(28) معجم البلدان، ياقوت الحمويّ، 1984 ج4، ص: 60
(29) نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، أبو عبدالله محمد الشريف الإدريسيّ(ت،560ه)، تحقيق: مجموعة من المحققين، ج2، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ص: 52
(30) معجم البلدان، ج5، ص: 261
(31) كتاب الجغرافيا، أبو الحسن علي بن موسى ابن المجاور(ت، 685هـ)، تحقيق: إسماعيل العربي، المكتب التجاري العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط1، 1970م، ص: 271
(32) خالد الوهيبي، نقلا عن سالم بن عامر الحوقاني في رسالته للماجستير(إقليم ظفار العماني في ظل حكم الحَبُوضيين والرسوليين، 2012م، ص: 34-64/79-98