أنت لست ما تظهر عليه في المرآة!

 

محمد بن أنور البلوشي

في الواقع، أنت أكثر مما تظن وتؤمن به عن نفسك، لذا لا تضع ثقتك في المرآة، لأنها غالبًا ما تشوه حقيقتك وتخفي فرديتك وخصائصك. لقد حان الوقت لتقول للمرآة بشجاعة: "أنا لست ما تصوّريني به، أنا لست ما تظنينه عني". كلما سمحت للمرآة بأن تمثلك، كلما زاد إحباطك لأنها ستقتل طاقتك كل يوم.

إذن، ماذا ترى عندما تنظر في المرآة؟ جسمك المادي وشكلك؟ صحيح؟ ليس جسمك أو مجرد شكلك هو الذي يحددك. هناك دائمًا "أنت" آخر في داخلك، ولا يجب أن تتجاهله، لأنه هو الحقيقة التي تمثلك. في الواقع، المرايا لا تكشف هويتك الحقيقية، ولا ينبغي الوثوق بهذه المرايا الزائفة.

كيف يمكن للإنسان أن يفهم العلاقة بينه وبين الآخرين؟ من المهم أن تحتفظ بهذا في ذهنك أثناء الوقوف أمام المرآة. من خلال قراءة نموذج ونظرية "نافذة جوهاري"، ستكتسب فهمًا أعمق لنفسك وللآخرين لأنها تقدم تقنية لفهم أفضل لعلاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أنفسنا.

طور هذا النموذج عالما النفس الأمريكيان "جوزيف لوفت" و"هاري إنجهام" في خمسينيات القرن الماضي، أثناء بحثهما في ديناميات المجموعة.

العالم السام اليوم يهزم ويظهر الأشخاص الضعفاء، وهذا خطأ، لأنه لا أحد يعلم أن هؤلاء الأشخاص قد يصبحون وحوشًا يومًا ما. في الكتاب المكتوب جيدًا "اثنا عشر قاعدة للحياة" ل "جوردن بيترسون"، ألم تقرأ القاعدة الأولى للحياة؟ يجب أن تقرأها الآن، وتقول القاعدة الأولى أن تقف منتصبًا بكتفك إلى الوراء إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل.

إذا لم يكن هناك أحد ليرفعك من التراب، فاستعد قوتك الضائعة وقاتل بنفسك من أجل البقاء والكرامة. لا تدع صمتك يكون ضدك ويكون السبب في "اختفائك".

 ليس من الضروري أن تكون حكيمًا لقيادة الآخرين أو أن تكون حكيمًا لتتبع الآخرين. من المهم ألا تنظر إلى نفسك كشخص مهزوم وضعيف، ولا تسمح للآخرين بأن يقرروا ما سيكون مصيرك.

النمو والتطور يبدان وينشران من الداخل، من فهمك العميق لنفسك وقدراتك. لا تجعل المرآة تتحكم في تصورك لنفسك، بل انظر إلى ما هو أبعد من الانعكاس السطحي.

 احتضن ذاتك الحقيقية، كن واثقًا، وابدأ رحلتك نحو تحقيق إمكانياتك الكاملة. فقط عندما تتخلص من قيود المرايا الزائفة، ستكتشف القوة الحقيقية التي تكمن في داخلك.

فكر وأنم كإنسان منزل من السماء السابعة.

تعليق عبر الفيس بوك