سارة البريكية
بعد أيام قليلة جداً تبدأ الحياة المدرسية في سنتها الجديدة ويستكمل الطلاب مشوارهم الدراسي بعد انتهاء العطلة الصيفية في إجازة قضوها بحب وجددوا فيها الدماء ورسموا خطا جديدا وخطة دراسية جديدة لهم ليدخلوا بتفاؤل وبعزيمة قوية وصبر وجد وكفاح ليمضون في تحقيق أحلامهم التي ترجى.
في وقت ما زلنا نعيش فيه أيام الحرب على غزة وأطفال غزة الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال والفقر والجوع وتأخر في حياتهم الدراسية والتعليمية بسبب الحرب وانعدام الأمان وموت أغلبية الطلاب يومياً فهذا أمر وجب الوقوف عنده قليلاً وكثيرا لأنهم منَّا وفينا لهم أحلامهم وطموحاتهم كأطفالنا تماما ولكن ما باليد حيلة هكذا نبقى نردد في خجل واستحياء.
نحن في نعمة ونعم كثيرة لا تحصى ولا تقدر بثمن فالصحة من أكبر النعم والأمن والأمان الذي تحتاجه كل دولة لتمضي حياتها بدون منغصات والمأكل والملبس وكل احتياجات الحياة اليومية ويتم توفيرها هي نعمة كبيرة نحظى بها في هذا الوقت الذي نعيش فيه فكل طلباتنا مجابة وكل أمنياتنا على طريق التحقق والأكثر أننا في دولة تقف معنا وتنصرنا وتستمع لشكوانا وتهتم بنا للدرجة التي يغبطنا الآخرون من الدول الأخرى عليها.
عمان كانت ولازالت تعيش حالة استثنائية من خلال تكاتف الجميع وتعاضد جميع المواطنين والمقيمين لجعلها قبلة ومنارة ومرآة لمن يتمنى العيش الكريم بأمن وأمان وهدوء واستقرار.
الحمدلله أننا في دولة عصرية فعندما نمرض نجد الخيارات الكثيرة محاطين بحب الوطن والناس جميعًا ونختار حسب إمكانياتنا فهناك المستشفيات والعيادات الحكومية وهناك الكثير من المستشفيات والعيادات الخاصة والتي تعيش حالة من التطور السريع في تقديم خدماتها الطبية والعلاجية الحديثة وهذا بفضل أننا دولة عصرية تسمح للجميع بالعيش الكريم وبتوفير الخدمات اللازمة للمواطن والمقيم والزائر أيضا.
إن المساهمة السريعة في إنجاز الأعمال المنوطة لكل فرد تجعل من بلدنا دولة قوية ومترابطة والتسريع في تنفيذ تلك الأعمال يجعلنا قادرين على تلبية متطلبات المجتمع على أكمل وجه وهذا يتطلب الكثير والكثير من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لخلق مجتمع آمن وسعيد ومتعاون ومعطاء.
من هنا أوجه رسالة واضحة للجميع في فهم ما لهم وما عليهم وعدم ركن الطلبات غير المستحقة على أدراج الحظ لا بل الوقوف وقفة جادة مع أولئك الذين يريدون البقاء والعمل لكسب الرزق الحلال والدولة قادرة على المساهمة في الحد من البطالة التي بدت تؤرق المجتمع والعمل على تقديم الوظائف واستحداث البدائل المتاحة وغير المتاحة وخلق الفرص الوظيفية للشباب ونحن قادرون.
إن عمان من أقصاها إلى أقصاها دولة مرحبة ومتعاونة مع الجميع، وتوافد كثير من الجنسيات أمر يجب دراسته دراسة مطولة وعدم ترك المجال مفتوحًا أمام من تسول لهم أنفسهم المساس بأمن الدولة واستقرارها والتدخل في شؤونها الداخلية والخارجية. وما شاهدناه في الفترة الأخيرة من تطاول إن كان ذبابا إلكترونيا أو كانوا شبكات فاسدة تنشر الفساد وتدس السم في أفكار الأطفال والشباب والنساء اللاتي يُعانين كثيرا من النقص في عدم الثقة بالنفس لذلك تجدها مقلدة لعادات الآخرين غير مبالية بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف غير مربية لنفسها أولاً وثانياً من هم على شاكلتها والقائمة طويلة فنحن قدوة لكثير من الشباب والفتيات ووجب علينا عدم الانجراف بأخلاقيات لا تمثل مجتمعنا العماني وديننا الإسلامي وكل هذا يندرج تحت تلك الشبكات الاجتماعية التي تنشر الفتنة والفساد وتعلم الجيل القادم ما من شأنه المساس بالدين والمجتمع والأخلاق العمانية الفاضلة.