وداد الإسطنبولي
مضت الأيام تِباعًا، ولكنها تتكرر كعجلة سريعة تمر. ها قد بدأت الشمس تستفيق من سباتها، فتحجبها ضبابة الغيوم وتقول لها: انتظري لم يحن دورك بعد فلا زلت في علاقة مع موسمي، ولا زلت أطفو في سماء غروبي أعانق السماء.
خريفنا ما زال في أَوَجه، مُختلفا في كل شيء، ولا أشير إلى الجمال الرباني الذي حباه الله هذه الأرض الطيبة، وطبيعة تضاريس موقعها المؤهل لهذا الجمال، والكثافة السكانية التي عهدناها في هذا الموسم حين تحتضن السلطنة أشقاءها من كل أقطار العالم، وظفار ليست إلا صدرًا رحبًا لموسم الخريف؛ وإنما أقصد مناشطه وفعالياته والشراكة التعاونية بين الجهات التي كان لها دور فاعل في إسعاد زُوَّار أرض الجنوب؛ فهذه الخطوات سعت إلى إنماء مسيرة مليئة بالإنجاز؛ فكل فرد أخذ حقه من الرفاهية؛ الصغير والكبير، ولا ننسَ الجهود المبذولة من الجهات المعنية بالثقافة والأدب، ودور الإعلام المرئي والإذاعي المستمر، وغيرها من الجهات، فالجميع شارك في رحلة العطاء لوطننا الحبيب، وهذا يجعلنا في رحابة العمل الجماعي.
بتحقق ثنائية الأمانة والمسؤولية من قِبل الجميع، والمساهمة المُناطة بالوعي والحكمة، إضافةً إلى الامتثال للأوامر والنواهي، نجد أن حملا ثقيلا قد أُزيح عن كاهل الجهات المسؤولة عن اللوائح والإرشاد والتوجيه، وبذلك تحققت غايتنا وآتت ثمارها الناجحة في هذه الشراكة التعاونية، فكلنا نجتمع ونشد أزر بعضنا.
حمل هذا الموسم تجربة سياحية فريدة، وعملًا دؤوبًا مُثمرًا في الفعاليات، وبرزت الهوية الوطنية في المؤتمرات، وورش العمل التعريفية، والعروض المسرحية، وأهازيج الأغاني الشعبية، والتراث والجمعيات، وقف الجميع يدًا بيد لرسم لوحة تعكس ظفار في كل أقطار الوطن العربي وخارجه.
وما زال طيف الأفكار البهيجة في جعبة الجميع، تحملها الأذهان، ثم تطرحها للتفاعل وإعطاء المزيد.