أبناء الشمس (9)

 

مُزنة المسافر

 

 

غييرمو: طائرة ورقية تحوم في أفق خيالي.

وأخرى في سماوات قلبي الزاهية.

القائلة بالوحدة.

 

أين أنتِ يا سيلفانا؟

هل غادرت في أقرب عربة؟

تقودك إلى أنوارٍ مضيئة.

لتكوني بين الساهرين في شارع مدينة.

أم أنت هناك بين الخميلة.

تتوسدين عشباً رطباً.

وتنامين على وسائد روحي.

 

قولي يا سيلفانا.

إن كان خيالك الجامح.

قد يسامح أفعالي.

إنني أتبعك ليل نهار.

 

وأتركك وسط الأحلام.

التي لا تنتهي.

وشرائط ذكريات كثيرة.

مثيرة للتساؤل.

 

أين العمر سيمضي بنا؟

جميعاً، معاً.

 

ارصدي عتباتك هذه المرة.

فوق سلالم طويلة.

فأنتِ الجميلة بيننا.

 

وأنت الحكيمة.

الطافية في برك الطيور.

الحائمة بمهل شديد.

والنائمة أسفل ظل شجر الحياة.

 

هل ستذهبين للمدينة المضيئة؟

الممتلئة بالحيرة؟

وكيف ستكون أنوارها هذه المرة.

وامضة، لامعة.

ساطعة، وهل ستكونين بينها ضائعة؟

 

هل ستتذكرين غييرمو؟

أم ستنسيك المدينة.

وأزقتها، وشوارعها الضيقة.

 

حلماً جميلاً.

بلون الشمس.

وبرائحة الأرض.

 

تذكري الحقل و السهل.

والتل، وتذكري الأقحوان.

وعنفوان الشباب.

 

واركضي ركضاً عظيماً،

وانحتي في التراب.

 

آثر أقدامك، وآمالك.

وانفضي عن فستانك غبار ماضي.

وقولي بالطفولة، والذكرى.

 

الجميلة، الحليمة.

بنا أنا وأنتِ.

 

تذكري غييرمو.

فوق جذع الشجر.

المنتظر في مهل.

أن ترينه.

 

وأن تلوحي بيديك له.

وأن تسلمي، وترحبي.

بكلمات اللطف المدغدغة لقلبه.

وكيف يمكن لغييرمو أن ينسى؟

تعليق عبر الفيس بوك