المعتصم البوسعيدي
انتهت الأولمبياد "وانفض السامر" في العاصمة الفرنسية باريس، وطارت الطيور بأرزاقها، وعدنا كما نحن منذ المهد الأول لمشاركتنا الأولى خالي الوفاض، وما بين صناعة الأبطال والأداء العالي "لا شيء جديد تحت الشمس" أرض قاحلة وطموحات تلهث خلف سراب، وعناوين متكررة "لا تسمن ولا تغني من جوع".
ومن باريس؛ حيث هالة الضوء الكبيرة، أيقنا في مسقط أن "حيلنا بينا"، فلم العناء والتعب والإنفاق على عالمية لن تأتي؟ فاخترعنا من الهواية هواة؛ فجددنا "شجع فريقك" وأقمنا عرسه السعيد، فكان الحفل منسجمًا مع موسم "القيظ" برائحة التمر المجفف، استثمارًا للموارد ودعماً للاكتفاء الذاتي من الغذاء، وليتنا سدينا الرمق قبل أن نفكر في الشبع!
في أولمبياد باريس اشتكى الناس من التنظيم وحال المدينة- آسرة القلوب- التي باتت غير نظيفة، وتنتشر بين جنباتها الفئران والجرذان، أما معنا فبعد ترقب بزوغ نجم "فأر" الملاعب، ظهر القط الكبير، وما أن حاول الفأر الخروج حتى ألتهمه، ليعيد التوازن لطبيعتنا قبل أن تتلوث بتقنيات العالم وثورته الصناعية!
في باريس.. سقط قناع العالم، رأينا كم هي الرياضة متخمة بالسياسة والعنصرية فيما يتعلق بالغرب وهواه الضال، وفي مسقط ليس ثمَّة قناع يسقط؛ فرياضتنا حالها معروف، وواقعها موصوف، ولا ندري إلى أي أمد ستظل هكذا؟ حتى إذا ما فكرنا خارج الصندوق؛ أعلن عن أول بطولة لدينا للمصارعة النسائية، ربما رأى القائمون عليها في نساء عُمان "إيمان" الجزائر، أو ربما لاحتواء طاقة حواء فيما بينها على حلبات المصارعة، لا في آدم- معاذ الله- على حلبات الحياة!
بين باريس ومسقط، حكايات سيطويها الزمن، تتفتح جراحها من تكرار المحن، ما لم نعي قصصها، سنظل في دائرة لا قرار لها، وحتى نخرج منها يجب الاعتراف أولاً بالفشل أو المشكلة، ثم تحديد الحلول وتنفيذها بشكل آني معززًا بالتقييم والرقابة والمحاسبة إيجابًا وسلبًا، مدعوماً كل ذلك بتوجه حكومي يضع الرياضة في سلم الأولويات كصناعة أكد عليها سيد عُمان وقائد نهضتها المتجددة.