صيف الحقيقة!

المعتصم البوسعيدي
(1)
افتتاحُ الأولمبياد؛ سقوط القيم، تلوين الحقيقة، ومواصلة ازدواجية المعايير، وكحالِ العالم اليوم انحدارٌ إنساني سريع للهاوية.

(2)
ليس هناك هروب من الحقيقة، وحقيقة مشاركة سلطنة عُمان في الأولمبياد مختصرة من أهلاً بكم "وقبل أن يرتد إليك طرفك" إلى رافقتكم السلامة، غرقٌ، وطلقاتٌ طائشة، ومضمارٌ سريع مرتقبٌ منه الخروج "بخفي حنين".

(3)
جعجعةٌ تُفقد السمع، وطحن لا يلوذُ على شيء، الجمعيات العمومية للاتحادات؛ "قميص قُدَّ من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ"، والقضاةُ في حيرة، ولا حقيقة إلا "يا ليل ما أطولك".

(4)
الحلمُ يبدأ بالخيالات، وينتهي بالتحقيق على أرضِ الواقع، إلا حلم رياضتنا العزيزة، خاضعٌ لحقيقةِ الاستسلام لفراشِ النوم، يُرددُ والعيون كسلى: كأسٌ بكأس؛ جمع غفير للهواةِ "على اليد" ولا احتراف طريقه معاناة "على الشجرة".
 
(5)
في حقيقةِ الإدارة والمال نحن تائهون، أقمنا الندوات، عقدنا الجلسات، نظمنا المؤتمرات، طبخنا ألذ الرؤى والإستراتيجيات، جمعنا أقطاب الرياضة، واستقطبنا عرَّابي التغيير والتطوير، ولكن "تنشد عن الحال، هذا هو الحال"، لماذا؟ لأننا -فقط- نسينا التنفيذ.
 
(6)
كلُّ مواسمنا الكروية تتشابه حقيقتها الغريبة، غروبٌ لا شروق، وبردُ صيفٍ يُجمِّدُ العروق، ومحاكمُ التفتيش المتأخرة، وأين اللاعبون؟ وما لكم كيف تحكمون؟ وقطارُ الوقت لا يقفُ في المحطات الخالية، والصندوق الكبير لا يقبل التغيير، غدًا سنعيش فيه، وإياكم إياكم والتفكير، "فاليد قصيرة والعين بصيرة" وكما يقول الأخوة المصريين "أهو إحنا كده كده مكملين".

(7)
لغزة ملعبٌ واحد يقعُ في أرضِ الأقصى المبارك بفلسطين، لكنَّ لاعبيها كُثر، تركَ أغلبهم ساحة العشب للفئةِ القليلةِ التي حملت على كتِفها كرامةُ رفاقِ الدمِ والدينِ والعروبة، واكتفوا بالتصفيقِ بين الجماهير، ولا تهم النتيجة "دام سلمت ناقتي"، ونسوا أن التصفيق وحده لا يصنع الفوز؛ بل قاتل، قاوم، قاطع، والشهادةُ حياةٌ بالممات.