بالفيديو.. أخر ظهور لترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري

ميلووكي-رويترز

ظهر دونالد ترامب في الليلة الأولى للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري وسط تصفيق حار من أنصار الحزب بعد يومين من إصابته في أذنه اليمنى برصاصة قاتل محتمل.

ودخل ترامب مقر المؤتمر في وسط مدينة ميلووكي وهو يضع ضمادة سميكة على أذنه بينما هتف الحشد "كفاح! كفاح! كفاح" ورفعوا قبضات أيديهم، محاكين رد فعله في اللحظات التي أعقبت إصابته.

ووجه لهم الرئيس السابق الشكر وجلس بجانب بعض أبنائه والسناتور جيه.دي فانس، الذي اختاره ترامب لمنصب نائب الرئيس في وقت سابق من أمس الاثنين.

ومن المقرر أن يقبل ترامب رسميا ترشيح الحزب في خطاب يلقيه في توقيت يحظي بأعلى نسبة مشاهدة تلفزيونية يوم الخميس وسيواجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

بدأ المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام بعد أقل من 48 ساعة من إطلاق مسلح النار على تجمع انتخابي لترامب في بتلر بولاية بنسلفانيا، مما تسبب في مقتل أحد مؤيديه. وقُتل المسلح بالرصاص ولا تزال دوافعه غير واضحة.

خلال جلسة أمس الاثنين، أعطى الحزب فترات للتحدث لستة مواطنين أمريكيين سلطوا الضوء على تأثير التضخم على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بينما هاجم القادة الجمهوريون إدارة بايدن باعتبارها منفصلة عن الواقع.

وقال السيناتور تيم سكوت، الذي نافس ترامب لفترة وجيزة للفوز بترشيح الحزب، إن التدخل الإلهي أنقذ حياة الرئيس السابق.

وكان فانس (39 عاما) من أشد منتقدي ترامب في 2016، قبل أن يصبح منذ ذلك الحين أحد أقوى المدافعين عنه، إذ تبنى ادعاءاته الكاذبة بأن انتخابات 2020 شابها تزوير واسع النطاق.

ويتمتع فانس بشعبية كبيرة بين مؤيدي ترامب الأساسيين، لكن لم يتبين بعد ما إذا كان بمقدوره زيادة فرص الجمهوريين في الفوز. وهو يشارك ترامب في نهجه الحازم في السياسة، كما أن تصريحاته المحافظة بشأن قضايا مثل الإجهاض يمكن أن تنفر الناخبين المعتدلين.

ومن المقرر أن يلقي فانس كلمة أمام المؤتمر غدا الأربعاء.

* احتدام التنافس

وتظهر استطلاعات الرأي تنافسا متقاربا بين ترامب (78 عاما) وبايدن (81 عاما)، على الرغم من تقدم ترامب في عدة ولايات متأرجحة من المرجح أن تحسم نتيجة الانتخابات. ولم يلتزم ترامب بقبول نتائج الانتخابات في حال خسارته.

وقال تايلور بودويتش رئيس لجنة العمل السياسي الرئيسية لجمع التبرعات التي تدعم حملة ترامب على موقع إكس إن الحملة التي ترفع شعار (اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى) جمعت أكثر من 50 مليون دولار أمس الاثنين.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن أشخاص مطلعين أن الملياردير إيلون ماسك يخطط للتبرع بنحو 45 مليون دولار شهريا للجنة العمل السياسي الجديدة المؤيدة لترامب. وأيد ماسك ترامب بعد محاولة الاغتيال يوم السبت.

وبعد إطلاق النار، قال ترامب إنه كان يراجع خطاب قبوله الترشح للتأكيد على الوحدة الوطنية، بدلا من تسليط الضوء على خلافاته مع بايدن.

وأضاف ترامب لصحيفة واشنطن إكزامينر "الخطاب سيكون مختلفا كثيرا، مختلفا كثيرا عما كان عليه قبل يومين".

بدأ اليوم بسلسلة أخرى من الانتصارات القانونية لترامب، عندما أسقطت قاضية المحكمة الجزئية إيلين كانون تهما اتحادية له بالاحتفاظ بوثائق سرية بعد مغادرة البيت الأبيض.

ومن المنتظر أن يصدر الحكم على ترامب في نيويورك في سبتمبر أيلول المقبل لمحاولته التستر على دفع أموال للنجمة الإباحية ستورمي دانييلز في الأسابيع التي سبقت فوزه في انتخابات 2016.

* لا مكان للعنف

وقد غيرت محاولة اغتيال ترامب توجه الحملة الرئاسية، التي ركزت على ما إذا كان ينبغي لبايدن أن ينسحب من الانتخابات بسبب مخاوف بشأن عمره ولياقته الذهنية بعد تعثره في المناظرة في 27 يونيو حزيران.

وقد دعاه ما يقرب من عشرين من رفاقه الديمقراطيين في الكونجرس إلى التخلي عن ترشحه والسماح للحزب باختيار آخر.

غير أن التركيز سيتحول هذا الأسبوع إلى ترامب.

فبعد ترسيخ سيطرته على الحزب، يستطيع ترامب أن يغتنم الفرصة لإيصال رسالة موحدة أو رسم صورة قاتمة لأمة تحت حصار من يسميهم نخبة يسارية فاسدة، مثلما فعل في بعض الأحيان خلال حملته الانتخابية.

وكثيرا ما لجأ ترامب إلى اللهجة الحادة في خطاباته الانتخابية، واصفا أعداءه المتصورين بأنهم "حشرات" و"فاشيون".

أما بايدن فقد وصف ترامب بأنه تهديد للديمقراطية الأمريكية، وهي تعليقات يقول بعض الجمهوريين إنها ساعدت في تعزيز الأجواء التي أدت إلى إطلاق النار على الرغم من أن السلطات لم تحدد بعد الدافع وراء محاولة الاغتيال.

وفي أعقاب إطلاق النار يوم السبت، سعى بايدن إلى خفض حدة التوتر بعد خطاب سياسي ساخن على مدى أشهر.

وقال بايدن في خطاب ألقاه من البيت الأبيض يوم الأحد "لا يوجد مكان في الولايات المتحدة لهذا النوع من العنف".

وفي مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي نيوز) أمس الاثنين، قال بايدن إنه كان من "الخطأ" استخدامه مصطلح "بؤرة الهدف" في الإشارة إلى ترامب في حديثه إلى مانحين الأسبوع الماضي، لكنه ذكر أن ترامب كثيرا ما يستخدم كلمات تحريضية.

وأمر بايدن بإجراء مراجعة مستقلة لواقعة الهجوم على ترامب. كما يسعى محققو الكونجرس إلى استجواب رئيسة جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الرئيس السابق.

تعليق عبر الفيس بوك