"وين نروح"؟!

صرخات 2 مليون نازح في غزة تقشعر لها الأبدان

◄ عشرات الشهداء في مذابح دموية مع تعمّد الاحتلال قصف المناطق المكتظة بالسكان

◄ الدماء تختلط بالخبز المتناثر على الأرض إثر قصف مدفعي في شارع بحي الزيتون

◄ مئات الآلاف نزحوا تحت جنح الظلام بعد قصف بري وجوي عنيف

◄ النزوح السادس.. معاناة تتكرر دون نهاية في الأفق

◄ المقاومة تواصل إطلاق الصواريخ ردًا على "الجرائم الصهيونية"

◄ الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي الأكبر في غزة منذ 7 أكتوبر

◄ مسؤول أممي: الناس في غزة أمام "خيار مستحيل" بعد أمر الإخلاء الإسرائيلي

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

 

 

قصفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق في جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم فيما قد يكون جزءا من الفصل الأخير من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة أمس إن ثمانية فلسطينيين استُشهِدُوا وأصيب العشرات، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من جنوده قُتلا في اشتباك أمس الأول. وزعم قادة في إسرائيل أن القوات على وشك إنهاء عمليات القتال العنيف مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، وستتحول قريبًا إلى عمليات أكثر استهدافًا. وقال مسعفون إن 17 فلسطينيا استشهدوا أمس عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعًا في حي الزيتون المكتظ بالسكان بمدينة غزة في شمال القطاع.

وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهدًا في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الأول الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 عاما نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر "وين نروح؟" وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل "كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخًا أمس الاثنين. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.

وزعم جيش الاحتلال أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.

وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

وقالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إنها ربطت خط كهرباء بمحطة لتحلية المياه في القطاع لتوفير المزيد من مياه الشرب. وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إنتاج مياه الشرب سيقفز بأربعة أمثاله ليصل إلى 20 ألف متر مكعب يوميًا. ورغم أن هذه الكمية ليست كافية لتزويد سكان غزة بالمياه، يصف مسؤولون إسرائيليون بأنها "كمية كبيرة".

وأسفر العدوان الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن استشهاد نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقًا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن الأمر الذي أصدرته إسرائيل للفلسطينيين بإخلاء مناطق في خان يونس ورفح هو الأكبر من نوعه في قطاع غزة منذ أن أمرت 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في أكتوبر. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن أمر الإخلاء الذي صدر أمس الأول الاثنين ينطبق على نحو ثلث قطاع غزة، وأظهرت تقديرات أولية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 250 ألف شخص ربما يعيشون حاليا في هذه المنطقة. وأضاف دوجاريك "إخلاء بهذا الحجم الهائل لن يؤدي إلّا إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة أكبر في الاحتياجات الإنسانية". ومضى يقول "أمام الناس خيار مستحيل، وهو الاضطرار إلى الانتقال، بعضهم على الأرجح ينتقل للمرة الثانية أو الثالثة، إلى مناطق ليس بها تقريبًا أي أماكن أو خدمات، أو البقاء في مناطق يعلمون أنها ستشهد قتالًا شديدًا".

وكشفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، أمس الثلاثاء عن أن 1.9 مليون شخص هم اليوم نازحون في القطاع، مضيفة أنها «تشعر بقلق عميق» إزاء التقارير التي صدرت عن أوامر إخلاء جديدة في خان يونس. وقالت سيجريد كاج أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: «لقد تم تهجير أكثر من مليون شخص مرة أخرى، وهم يبحثون يائسين عن المأوى والأمان».

وتعثرت جهود مصرية وقطرية، تدعمها الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف مؤقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على حماس.

 

تعليق عبر الفيس بوك