كمائن الموت

 

محمد رامس الرواس

 

"ستستمر ضرباتنا الموجعة للعدو في كل مكان يتواجد فيه، ولن يجد جيش الاحتلال سوى كمائن الموت في أي بقعة من أرضنا بعون الله" أبوعبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب القسام.

*********

عندما يكون هناك تكتيك عسكري وتخطيط محكم أثناء المعارك من أجل استهداف قوات العدو بهدف تحقيق عمليات نوعية مركزه لأجل القضاء على جنود أو آليات فإن المهمة هنا تحتاج الى أكثر من مجموعة للتنفيذ تتميز بفاعلية وقدرات على جعل العدو يرتبك أثناء وبعد تنفيذ العملية.

وفي معركه طوفان الأقصى فإن كمائن الموت هي ذلك النموذج من العمليات العسكرية الدقيقة متعددة الأساليب التي تتم من خلال الرصد والمتابعة والتسلل التي تنفذها كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس على أرض المعركة بغزة وتستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي ويتم تنفيذها من أقرب نقطة للعدو وبدقة عالية، أحيانا بقنابل تم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي مما حصلت عليه المقاومة وأحيانا بعبوة برميلية كما تم في كمين حي تل السلطان الذي ذهب ضحيته ثمانية جنود إسرائيليين وتفجير مركبة من نوع نمر والتي تعد فخر الدبابات الإسرائيلية بما تملكه من قدرات عسكرية، وأحيانًا عندما تضغط الآلية على اللغم، ومن ثم تبدأ الدائرة الكهربائية بالعمل فيحدث الانفجار الكبير، أو ربما يتم التفجير عن طريق سلك يربط باللغم أمام فوهات الأنفاق ثم يسحبه مقاتلو القسام قد تم إعدادها مسبقاً وكان آخرها بالأمس القريب في حي الشجاعية على العدو فتم قتل أربعة جنود إسرائيليين على إثره.

إن كمائن الموت هي ذلك النوع شديد الإحكام من العمليات العسكرية النوعية توقع بالعدو أشد الخسائر في الأرواح والمعدات، ويأتي ذلك عبر التنسيق التام بين كتائب القسام وسرايا القدس العسكرية يتم في مواجهة كتائب النخبة من الجيش الإسرائيلي، إلّا أن التوفيق من الله دائمًا يحالف المقاومة في التوقيت وفي الإصابات التي تلحق بالعدو، وأشد ما يستغرب منه المتابع للأحداث بمعركة غزة أن كمائن الموت أحيانا يتم تكرارها وبنفس الطريقة وبرغم ذلك يقع العدو فيها وكأنه لا يعي درس الأمس، ولقد وقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في العديد منها فقتلت عناصره ودمرت معداته مما أخر تحركاته وأثر ذلك بلا شك على معنويات جنوده.

وبرغم التدابير التي يتخذها جيش الاحتلال الإسرائيلي من أجل أن لا يقع في كمائن الموت، إلّا أنه بفضل الله ومن ثم ذكاء جنود المقاومة البواسل يوقِعون جنود الاحتلال فيها، فأصحبت الكمائن تُرعب الجيش الإسرائيلي وتُشكِّل هاجسًا مُقلقًا وشوكة حادة في خاصرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.