قادة سطر التاريخ سيرتهم بحروف من ذهب

 

ناصر العبري

أنجبت سلطنة عُمان على مدى تاريخها الخالد المجيد عددا من الشخصيات العظيمة التي ساهمت في رقي الحركة الفكرية والثقافية والعسكرية والاجتماعية والسياسية والحضارية فيها، ولا بُد أن نظهر هذه الشخصيات من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية وأن تقام الأمسيات والندوات تخليدا لدورهم وتضحياتهم تجاه الوطن العزيز. ونحن نعيش ذكرى وفاة الفريق الركن خميس بن حميد بن سالم الكلباني- رحمة الله عليه- الذي انتقل إلى جوار ربه بتاريخ الحادي والعشرين من يونيو.

صور (2).jpg
 

اليوم أتناول بعض المعلومات من سيرة قائد خدم وطنه وسلطانه بكل إخلاص وتفانٍ، وكانت أياديه البيضاء تمتد للمحتاجين، كما إنه دائمًا يوصي بالتمسك بالتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، إنه المرحوم الفريق الركن خميس بن حميد بن سالم الكلباني رحمة الله عليه، وُلِد الفريق الركن خميس بن حميد بن سالم الكلباني في 7 يوليو سنة 1947 في بلدة العارض بولاية عبري في محافظة الظاهرة، وكان له شرف الانخراط في الجيش السلطاني العماني بتاريخ 27 يونيو سنة 1961 ومنح رتبة ضابط في 12 أبريل سنة 1973، وبعد ذلك تدرج- رحمة الله عليه- في الرتب العسكرية تباعًا وشغل عدة مناصب إلى أن حصل على رتبة فريق في 12 ديسمبر عام 1990؛ حيث عُين حينها رئيسًا للأركان في الجيش السلطاني العُماني، وهو أيضاً رئيس للاتحاد العماني للرماية ورئيس جمعية الجيش السلطاني العُماني.

وأثناء التحاقه بقوات السلطان المسلحة حضر العديد من الدورات خلال الفترة من 1975 وحتى عام 1990 داخل السلطنة وخارجها، وأهمها الدورات العسكرية الحتمية ودورات في اللغة الإنجليزية وفي وسائل التعليم بالمملكة المتحدة ودورة القيادة والأركان في السودان، وكانت آخر الدورات في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية بالمملكة المتحدة في 3 يناير عام 1990 وحتى 7 ديسمبر عام 1990.

صور (1).jpg
 

وقاد- رحمة الله عليه- العديد من الوحدات والتشكيلات أثناء خدمته في الجيش السلطاني العُماني، منها أنه كان قائدا للجيش السلطاني العماني قبل صدور المرسوم السلطاني بتعيينه رئيسا لأركان الجيش السلطاني العماني في 12 ديسمبر عام 1990، وشغل منصب رئيس أركان الجيش السلطاني العماني إلى أن وافته المنية ظهر يوم السبت 20 ربيع الآخر 1424 للهجرة الموافق 21 يونيو عام 2003، وكان- رحمة الله عليه- زار عددًا من الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة؛ حيث ترأس وفودًا رسمية إلى هذه الدول، وقد حصل رحمة الله عليه على 22 وسامًا عسكريًا.

إن هؤلاء القادة الوطنيين نماذج مُشرِّفة ينبغي أن يُحتذى بها، وأن نُربّي أبناءنا على معرفة تاريخ وسير هؤلاء المخلصين، الذين منحوا الوطن جُل عمرهم، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل رفعة وازدهار وطننا الحبيب.