محمد رامس الرواس
في الوقت الذي يقترب فيه الحديث الجاد عن موعد صفقة تبادل الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة يزداد عدد الكمائن والأفخاخ التي تنصبها المقاومة ويزداد معها عدد القتلى في الجيش الإسرائيلي وأصبح ميدان المعركة عند الالتحام يقول كلتمه التي أصبحت عنوان الأيام القادمة في بنود توقيع صفقة " الانسحاب أولاً"، فلا الخلافات التي تحدث بمجلس الحرب الإسرائيلي وحكومة جيش الاحتلال ولا أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف التي تدعو لاستمرار الحرب أبواق يلتفت إليها من يعلمون بواقع حال جيش الاحتلال الإسرائيلي المصاب بالرعب، اليوم ينتظرون ويتمنون أن تقول حماس كلمتها بالموافقة على صفقة فرضتها بعون الله بصمود شعبها وببسالة كافة كتائب المقاومة.
لقد باتت هناك قناعة تامة داخل دولة الكيان الإسرائيلي بأن جيشه أصبح منهكاً ولا يستطيع مواصلة الحرب لفترة أطول خاصة في ظل دخول جبهة الشمال اللبنانية للمعركة عبر استهدافها المستوطنات الإسرائيلية على الحدود والاشتباكات التي بدأت تزداد هناك.
بينما مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الاستخباراتية بجانب الولايات المتحدة يعلمون جميعهم أن هناك عواقب وخيمة ستطال جنودهم في ظل استمرار حرب الاستنزاف هذه التي تحدث الآن في غزة فجيش الاحتلال الذي أصابه الوهن والضعف لا يستطيع أن يصمد لفترة أطول، بينما الشعب الفلسطيني بعون من الله كان ولا يزال يضرب أروع الأمثال في التضحية والصمود لقد أصبح أقوى وأرسخ ثباتا، وبإذن الله سوف يحصد نتائج صبره.
أول تباشير نتائج الفتح التي تحققت قبل الصفقة، أن القضية الفلسطينية أصبحت قضية عالمية تتداول بمشرق الأرض ومغربها وكل يوم يظهر لها مناصرون ومؤيدون، ومنظمة حركة حماس أصبحت مكونا فلسطينيا أساسيا معترفا به دوليًا وما دل على ذلك مخاطبة الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه الأسبوع الفائت لها عندما عرض خارطة طريق الصفقة بالتفصيل طالبا من حماس المُوافقة.
المشاهد جميعها تشير إلى أن مجلس الحرب الإسرائيلي إذا أراد أن ينقذ جيشه الذي بدأ يتآكل شيأ فشيئا ليس أمامه إلا طريق واحد الجلوس حول طاولة المفاوضات، ولن يتاتى له ذلك إلا بموافقه حماس التي ينتظر الجميع كلمة منها على أحر من الجمر.
عندها سيأتي المفاوض الإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات محملا بدماء الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، ومحملا بلعنات المجتمع الدولي على ماارتكبه من جرائم حرب وابادة، ومن خلفه جيش منهك وقيادة متفككة، هذا بالإضافة الى ما يحدث من انقسام بداخل الشارع الإسرائيلي، سيأتي مثقلا بانهيار في اقتصاده وعملته وأسواقه المالية وسوق العمل ومصانعه، ولن يتناسى بلا شك مقاطعة بضائعه وشركاته في الكثير من دول العالم.
بينما سيأتي مفاوض حماس ببشائر بدء الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ومساندتهم لغزة، وبنصر موزر صنعته بفضل الله كتائب المقاومة من مختلف الفصائل، سيأتي ومعه تماسك شعبي فلسطيني تحت راية العلم الفلسطيني، سيأتي ومعه صبر أسطوري شهد به العالم وأذهل الأقربين قبل الأعداء، سيأتي ومعه دعوات المؤمنين من جميع أنحاء المعمورة متضرعين للمولى عز وجل أن ينصره النصر التام.
سيجلس الجميع حول طاولة المفاوضات والفلسطيني رافع الرأس بكل فخر وعِزَّة، والإسرائيلي مطأطئ الرأس في ذل وهوان.