إسرائيل: حرب غزة قد تستمر لنهاية 2024

القاهرة - رويترز
- دفعت إسرائيل اليوم الأربعاء بدبابات لتنفيذ هجمات في أنحاء رفح وقالت إن حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة من المرجح أن تستمر طوال العالم، وذلك بعدما قالت واشنطن إن الهجوم الإسرائيلي هناك لا يصل إلى حد عملية برية كبيرةتستدعي تغييرا في السياسة الأمريكية.

وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى أمس الثلاثاء على الرغم من أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة التي لاذ بها كثير من الفلسطينيين للاحتماء من القصف واسع النطاق.

وقالت محكمة العدل الدولية في حكمها الذي أصدرته يوم الجمعة إن إسرائيل لم توضح كيف ستحافظ على سلامة سكان رفح الذين تم إجلاؤهم وتوفر الغذاء والماء والدواء. ودعت المحكمة أيضا في حكمها حماس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين أخذتهم من إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر إلى منطقة عازلة قرب الحدود مع مصر بدلا من البقاء في مواقعها مثلما حدث في هجمات أخرى.

وقال هيثم الهمص نائب مدير خدمة الإسعاف والطوارئ في رفح "بتوصلنا نداءات استغاثة من السكان في تل السلطان من استهدافات طيران الكوادكابتر (طائرات مسيرة) أثناء نزوحهم من المناطق اللي بيسكنوا باتجاه المناطق الآمنة".

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 19 مدنيا قُتلوا في غارات جوية وقصف من القوات الإسرائيلية في أنحاء غزة. وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بالاختباء بين المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.

وحث ماجد أبو رمضان وزير الصحة الفلسطيني واشنطن على الضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح أمام دخول المساعدات، قائلا إنه لا توجد إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية ستفعل ذلك قريبا وإن المرضى في القطاع المحاصر يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية.

وقال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيطر على ثلاثة أرباع محور فيلادلفيا، وهو المنطقة العازلة بين غزة ومصر، ويهدف إلى السيطرة عليه بالكامل لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى داخل القطاع.

وأضاف أن القتال سيستمر طوال عام 2024 على الأقل، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للاستجابة للنداءات الدولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة بسجناء فلسطينيين.

وتابع "القتال في رفح ليس حربا بلا جدوى"، مكررا أن الهدف يتمثل في إنهاء حكم حماس في غزة ومنعها وحلفائها من مهاجمة إسرائيل.

وأكدت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها لأي عملية برية كبيرة في رفح، لكنها قالت أمس الثلاثاء إنها لا تعتقد أن مثل تلك العملية جارية.

* محاولات إحياء مفاوضات وقف النار تواجه صعوبات

قال مصدر مطلع إن إسرائيل سلمت أحدث مقترحاتها لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن إلى قطر، وإنه من المفترض أن قطر سلمته إلى حماس أمس الثلاثاء.

ولم يصدر تعليق بعد من حماس التي قالت إن المحادثات ستكون بلا جدوى ما لم توقف إسرائيل هجومها على رفح.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات وقنابل مورتر إضافة لتفجير عبوات ناسفة زرعت من قبل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة جنود قتلوا وثلاثة آخرين أُصيبوا بجروح خطيرة في معارك في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء دون ذكر مزيد من التفاصيل. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن ذلك حدث نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مبنى برفح.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن عدة أشخاص أصيبوا صباح اليوم الأربعاء بنيران إسرائيلية في المنطقة الشرقية من رفح حيث قالوا إن بعض مخازن المساعدات اشتعلت فيها النيران.

وقال سكان إن القصف الإسرائيلي المتواصل في أثناء الليل دمر العديد من المنازل في المنطقة التي فر منها معظم الناس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.

وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحماس وبعض السكان وصحفيون أن خدمات الإنترنت واتصالات المحمول انقطعت في بعض المناطق في الشرق والغرب وسط قصف إسرائيلي عنيف جوا وبرا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس بوسعه تأكيد تلك التقارير.

* الحاجة لممرات آمنة

طالب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بتوفير ممرات آمنة لإدخال الوقود والمساعدات الطبية وفرق طبية لرفح وشمال غزة على الفور حيث قال إنه لا توجد وسائل لمساعدة الجرحى.

ولجأ نحو مليون فلسطيني إلى رفح في الطرف الجنوبي من القطاع في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على معظم أنحاء غزة خلال الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبعة أشهر.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى فرقه الطبية من المستشفى الميداني التابع له في المواصي بسبب استمرار القصف، وهي منطقة مخصصة للمدنيين النازحين.

وذكر الهلال الأحمر أن أحد موظفيه، وهو عصام عقل، سقط قتيلا في ضربة جوية إسرائيلية على منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.

وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لحماس اليوم الأربعاء إن قصفا جويا إسرائيليا على مدينة خان يونس القريبة أودى بحياة ثلاثة خلال الليل من بينهم سلامة بركة وهو ضابط كبير سابق في شرطة القطاع. وذكر مسعفون أن أربعة آخرين قُتلوا بينهم طفلان.

وتقول وزارة الصحة في القطاع إن الهجوم الإسرائيلي حصد أرواح ما يزيد على 36 ألف فلسطيني.

وشنت إسرائيل حملتها جوا وبرا بعد هجوم لمسلحين بقيادة حماس على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وهو ما أدى لمقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وينتشر سوء التغذية على نطاق واسع في غزة مع تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير، وتتهم وكالات الإغاثة الدولية إسرائيل بعرقلة محاولات توزيع المساعدات بينما تلوم إسرائيل في ذلك الوكالات.

تعليق عبر الفيس بوك