مدرين المكتومية
أجزم تمامًا أنَّنا جميعًا قد نتفق على أنَّ أغلى النعم المحسوسة في حياتنا اليوم هي الأمن والأمان، ذاك الكنز الثمين، الذي تحفظ به النفوس، وتُصان به الأموال والأعراض، فحياة بلا أمن جحيم ورعب، يعيش فيها ومعها الخائف في قلق يهوي براحته وسعادته ويودي بصحته وحياته، فما إن يختل ميزان الأمان حتى تتداعى معه موازين كل شيء، فلا تصبح الحياة هي الحياة، ولا المكان يصبح ذاته المكان، خوف، وقلق، وهواجس تتجسد كابوسًا يجثم على الصدور.
وفي بلادي أؤكد وغيري الكثير من أبناء هذا الوطن، أنَّ الأمن والأمان هما من نعم الله العظمى التي امتن بها علينا في هذه الجغرافيا المُحددة لوطننا على خارطة العالم الكبير، برعاية سامية كريمة من لدن عاهل البلاد المفدى - أبقاه الله - وجهود شرطية تمد مظلة الاستقرار والرخاء على امتداد ربوع هذا الوطن، بهمة وعزيمة منتسبي شرطة عُمان السلطانية بأدوارهم الرسالية في مختلف مجالات العمل الشرطي، برسالة ورؤية طموحة، تتطلع لتطوير أداء المنظومة والارتقاء بمستوى المنتسبين، بما ينسجم مع مختلف التحديات والمستجدات الأمنية، بمساعٍ متواصلة لتحقيق التكامل بين جهود صون مقدرات الوطن، وسلامة أراضيه، وتقديم خدمات نوعية للمواطنين والمقيمين بشكل أكثر انسيابية، وفق منظومة شاملة من الأنظمة والخدمات، وشبكة واسعة من القنوات ترسم المسار أمام نقطة تحول ونقلة على مستوى الخدمات الرقمية عالية الجودة.
وقد كانت شرطة عُمان السلطانية ولازالت من أوائل القطاعات التي اهتمت بالتحول الرقمي إيماناً منها بأهمية مواكبة التطور السريع الذي يشهده العالمي رقمياً، واستحداث كافة التقنيات التي من شأنها تغيير مسار العمل والخدمات للأفضل، وأثبتت شرطة عُمان السلطانية ذلك في استمرار تقديم الكثير من الخدمات الإلكترونية واستحداثها بشكل دائم، فقد أضافت إلى خدماتها الإلكترونية (تجديد المركبات عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية، الربط مع المجلس الأعلى للقضاء لتسجيل وقائع الزواج إلكترونيا، دفع المخالفات المرورية باستخدام تطبيقات البنوك ومحفظة ثواني والمنصة الإلكترونية لشركة تسديد، الاستمارة الإلكترونية للبصمات عن طريق تطبيق شرطة عُمان السلطانية، وأيضاً خدمة إعادة طباعة رخصة المركبة" بدل فاقد" عبر أجهزة الخدمة الذاتية بعد تقديم الطلب بواسطة تطبيق شرطة عمان السلطانية، الربط مع وزارة الصحة ونظام التأشيرة الإلكترونية للفحص الطبي والاستغناء عن إرفاقه أثناء التقديم للتأشيرة قبل الوصول إلى سلطنة عمان) وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا في تخليص المعاملات وسرعة الإنجاز دون الحاجة لزيارة المراكز والجهات التي يلزم مراجعتها وإنما بكبسة زر وفي دقائق معدودة ينتهي كل شيء .
إننا يجب أن نقول لكل من يعمل ويُقدم خدمات يستفيد منها المواطن شكرًا، ونتمنى أيضاً من جميع القطاعات الخدمية أن تحذو حذوها خاصة وأننا في زمن لم يعد الفرد فيه قادر على التردد لأكثر من مرة لأجل تخليص معاملة يمكن تخليصها في دقائق بإضافة خدمة إلكترونية.