على شواطئ الخليج رَسَت محبتنا

 

 

صالح الحارثي **

 

حلَّ جلالة السُّلطان المعظم ضيفًا كبيرًا على الكويت وأهل الكويت، لتستقبل "دانة الخليج" بكلِّ عنفوانها وجمالها ضيفًا عزيزًا غاليًا عليها، فما بين عمان والكويت أكثر من الود، وأكبر من الأخوة، وأهم من المال، إنَّها محبَّة الشقيق لشقيقه، والعضد لعضيده؛ حيث القلوب تتعانق في أوقات الرخاء لتُعلِي راية المستقبل، وصوت الحكمة يبرز منهما في أوقات المحن لتتجاوز المنطقة الشدائد والصعوبات، فتضيق الهوَّة وتقصُر المسافات وتتَّسِع الصدور.

فعلاقات عُمان والكويت علاقات قديمة متجذِّرة، ضاربة أوتادها في عمق التاريخ وأعماق المحيطات، يتغنى بها النواخذة الكويتيون وهم ينشدون:

عُمان يا شوامخا يضفو عليها القمر

‫ويا بحارا خصبة تنبت فيها الدرر

‫ويا بلادا حرة يهفو إليها الظفر

‫عُمان يا أنشودة يصبو إليها الوتر

‫يا قارئ الأسرار.. من عالم الآثار

‫سلها عن الأجداد.. عن أمة ترتاد

‫في عالم الأمجاد

فيردُّ عليهم إخوانهم من الربابنة العمانيون وهم يمخرون عُباب البحار:

هول يا مال .. هول يا مال.. هول يا مال

بحرنا يحلى منك

وموجه يحكي عنك

على السفينة نهّام

يغني أحلى فنّك

يا كويت يا كويت يا أحلى غنوة

يا كويت يا أحلى غنوة يا كويت

فيُسمع صَدَاها الخليج العربي؛ حيث إخوانهم البحَّارة يُسَامِرون ضوءَ القمر على ضفاف البحار، ليرسموا خطوطَ التعاون وميثاقَ المحبة بين أهالي دول الخليج، وهم يرددون:

أنا الخليجي.. أشواقي تحاصرني

وخالج الحب في صدري يحل هنا

فالأرض عطشى لأمجاد نحددها

والبحر يسأل عن بحَّارِه الفطن

لنبذل الجهد في خير الخليج لكي

يغدو ليعرب مثل الصدر للسفن

فالخليجُ لم يَعُد فقط ناطحات سحاب أنيقة، ولا سيارات فارهة، ولا مطاعم فاخرة، ولا جوازات سفر قوية، ولا علاقات عابرة يتخطَّاها الزمن، بل سواعد قوية وعقول واعية وطموحات كبيرة تعانق السماء: "الله اكبر على خليج ضمنا.. الله اكبر"، ففيه تلتقي وحدة القوة، والأخوة، والمستقبل والمصير المشترك.

واذا كُنا في عُمان جميعنا اليوم يزور الكويت وهي في القلب، وجميعنا يحل بمعية عاهل البلاد المفدى ضيفا على الكويت، فها هي الكويت اليوم بقضِّها وقضيضها وبكامل زينتها تستقبل جلالة السلطان المفدى، وها هم أهل الكويت ونحن معهم نردِّد جميعا: "سلام يا عمان، سلام يا كويت يا أحلى غنوة".

 

** سفير سابق

تعليق عبر الفيس بوك