دنيا الغجر (8)

 

مُزنة المسافر

 

 لقد نامت بين الزهور.

ونثرت نفسها بين العشب.

وابتلعت الفراشات الحائمة في مهل.

حول خصلات شعرها.

إنها داريا.

نفسها التي عاقبت الغريب.

وخرجت في السحر.

وبعد ليل حليم.

وقالت بكلمات الُبعد.

ليس هنالك عودة.

لقد جاء الصمت.

وقلب الشعور الذي نال منها.

إنه شعور بالاشتياق.

للمنزل.

والأسرة.

ولكل خيمة.

وعربة.

إنها بالتأكيد الغربة.

التي اندمجت مع الوحدة.

وغنت كلماتاً أخرى.

هل استفقتِ فعلاً؟

اصمدي وقفي واخترقي العشب الطويل.

وهرولي.

إنك في عزلة.

أشعري بها لوهلة.

ثم استفيقي.

لتتفردي ثم تنكمشي.

وهل سيشعر بفؤادك أحد؟

يسمع إنسان ما.

صوت الخلخال في رجلك.

ووشاحك قد لازم ظهرك.

رغم انطلاقك الكبير.

تُوقفك بضع أفكار.

غابت مع صاحب الحذاء الطويل.

المجهول الذي أوقفك للتو.

إنه ليس الغريب نيكولاس.

بل رجل آخر.

غامر.

بقلب عامر بالوقاحة.

وقال لك أن تقفي هنا.

أمامه.

لتقولي سبب وجودك.

ومثولك لحصانه.

وبستانه.

داريا: لم أدري أنه بستانك.

ولم أعلم أن لك حصان.

لقد قادتني الطيور.

وتلك الزهور العطرة.

وبضع فراشات تسللت لأبهى وحدة.

شعرت بها.

المجهول: أنت تكذبين؟

داريا: وكيف لي أن أكذب؟

 للكذابين روائح نتنة.

عفنة تشبههم.

لكنني كالعبير السني.

ولن أعبر أي بستان.

لأي إنسان.

دون أن يقودني الحدس.

والشعور.

أن أكون هنا.

كنت مع نيكولاس.

قبل أن أكون هنا.

فهل تعرف نيكولاس؟

تعليق عبر الفيس بوك