حب الذات.. والمنصب!

 

سارة بنت علي البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

هكذا هم الأقزام دائمًا يبقون أقزامًا رغم كبر حجم المنصب الذي يتمتعون به ولكن لأن عيونهم طماعة فلا يهمهم الآخرون.. حب الذات أعماهم وأصبحوا وحوشا كاسرة إلّا أن المجتمع الذي نعيش فيه يساير خبثهم ودناءتهم ومكرهم واستغلالهم لتلك المناصب التي لم تأتِ من فراغ، ولكن عندما تعمى القلوب والقلوب إذا عمت مصيبة أخرى، تعمى الضمائر التي لا تعرف الحقيقة أو تتجاهلها وتبدأ المسرحية الهزلية التي يحضرها الأغبياء محاطين بكومة من الدعاية والإعلان والأضواء والسوشل ميديا ليضحكوا على عقول الناس الآخرين والذي كل همهم هو الظهور في المشهد.

والمسرحية الهزلية التي يؤديها البعض ممتدحًا نفسه وتاركًا قطيعه يغردون خارج السرب ومُلمعًا من صورته أمام الحضور الذين شاركوا في الظلم وتبادلوا أطراف الحديث وتلميع الصور وإشهار الشخصيات التي لم يكن لها يد في تحقيق اي نجاحات تذكر، بينما يتعمدون تهميش الأشخاص الذين سعوا لخدمة الجميع، وهذا يدل على ان تلك الطريقة في الإدارة فاشلة وغير مكتملة، والقائمين عليها لا يحبون سوى ذواتهم ويعانون من نرجسية مريضة لدرجة ان يحدث ما يحدث المهم ان يكونو هم في الصورة!

وماذا بعد؟ هدأت النار وعاد الناس الى منازلهم وبقيت مكانك متسمرًا تعرف وتعي كم أنت ظالم نفسك وظالم لأولئك الذين ساندوك طويلا. ماذا الآن وقد بقيت متسيدًا وعقلك الصغير يخبرك انك الأفضل؟ فلتستمر ولا تعترف بأخطائك!!

ماذا الآن؟ وقد ظننت انك نجحت في وقت أنت فيه تغوص في وحل الكذب والنفاق والخداع والتلفيق والتزوير والاستيلاء على حقوق الغير. إن هذه الحياه مليئة بمثل هذه العينات ومتسلقي النجاحات والذين يحبون الضوء ويخافون أن يعملوا بصمت، لأن كل همهم ذلك الضوء المُسلَّط عليهم لتحقيق مآرب قد تتحقق بذلك الظلم ولكن لن تتحقق بالطرق الصحية بتاتًا.

إن الجماعات النقية القلب والمخلصة والتي تعمل كالفريق الواحد دائمًا منتصرة، ودائما ناجحة ودائما تبقى في الطليعة، وما بُني على باطل فهو باطل، ومن أراد أن يضحك على عقول الناس قادر لوقت محدد فقط على فعل ذلك؛ فالناس تعي وتفهم ولن تبقى طول الوقت مخدوعة بك ولا بشهرتك وجاهك ومنصبك فسوف يأتي يوم وتعرف من أنت وإن لم يأتِ ذلك اليوم هنا المصيبة الكبرى سيأخذك الله بشر أعمالك أخذ مليك مقتدر.

في الآونة الأخيرة تكثر تلك العينات والذين يعزفون على جراح الآخرين بحجة المساعدة والمساهمة وما شاهدناه في المنخفض الأخير كان واضحا للعيان ان يأتي رجلا متسلقا للشهرة والنجاح ويعزف على جراح الألم ويصور عزفه على العلن لنبقى بين رافض وبين مؤيد وبين متأسف لما وصلنا اليه وأنه يجب ان تكون هناك قوانين لاحترام حقوق الإنسان وان لا يسمح لأي شخص كان أن يساهم وهو يصور.. وهو باحثا للشهرة والأضواء فتسقط الأقنعة و تموت الكرامة ويبكي الإنسان قهرا وذلا وأسى.

فلنتحترم خصوصية الناس ويجب علينا أن لا نفرض أنفسنا عليهم وإن كانوا قد ظلمونا في هذه الدنيا فعند الله لا تضيع المظالم وهناك رب واحد قهار يعرف جيدا كل شيء هو الوحيد الذي لن تضطر لإقناعه أنك على صواب وأنهم على خطأ لأنه العالم والداري بكل شيء وهو الحي الذي لا يموت ولا يغلبه منصب بيده الأمر كله لذا فلنرجع إلى أنفسنا ونحاول إصلاح الأخطاء التي أحدثها أولئك الذين كانوا يعلمون جيدا من نحن لذلك تخلو عنَّا وعن قدراتنا وطاقاتنا لأننا الأفضل.

الأكثر قراءة