حمود بن علي الطوقي
يشهد قطاع الإسكان حاليًا- الذي يقود دفة تطويره معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العُمراني- حركة نشطة على مختلف المستويات، في ظل إقامة مشاريع في عدد من المُحافظات، في إطار استراتيجية الوزارة التي تمضي رؤيتها وفق مُتطلبات رؤية "عُمان 2040" في تنمية المحافظات.
لهذا جرى توقيع حزمة من الاتفاقيات لإقامة مشاريع نوعية في عدد من الولايات. فمنذ أربع سنوات وهذا القطاع يُقدم نموذجًا مُشرِّفًا للتطوير والتخطيط العمراني الحضري، خاصة بعد إطلاق الاستراتيجية العمرانية، إذ حقق هذا القطاع طفرة في إقامة المشاريع المُنتقاة ذات القيمة المضافة، والتي ستُعيد رسم خارطة الطريق للمشاريع الإسكانية المتكاملة. وقد تابعتُ افتتاح المؤتمر العقاري والذي يُقام ضمن "أسبوع عُمان للبناء والتصميم 2024"؛ حيث كشفت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني النقاب عن توقيع اتفاقيات جديدة لمشروعات التطوير العقاري التي ستعزز من مكانة السلطنة كوجهة استثمارية واعدة وذلك بمُشاركة محلية ودولية واسعة.
وشهد المؤتمر التوقيع على 6 اتفاقيات جديدة للشراكة والتطوير ضمن رؤية الوزارة لإقامة مشروع المخططات والأحياء السكنية المتكاملة، بلغت مساحة إجمالية لهذه المشروعات قرابة 3.3 مليون متر مربع وبقيمة استثمارية تصل إلى نحو 333 مليون ريال عُماني. وتضم أكثر من 5 آلاف وحدة سكنية متنوعة في محافظات مسقط وظفار وجنوب الباطنة وشمال الباطنة والداخلية ومحافظة مسندم.
وما لفت انتباهي أثناء المؤتمر التوقيع على اتفاقيات إسناد المخططات السكنية المتكاملة في ولايات الرستاق ونزوى والمضيبي بمساحة تبلغ 1.3 مليون متر مربع وبقيمة استثمارية تصل إلى 5.7 مليون ريال عُماني، إلى جانب الإعلان عن طرح مشاريع جديدة لعدد سبع مواقع استثمارية للمزايدة إلكترونيًّا عبر منصة "تطوير".
المتابع لأنشطة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، سيرى أن المشروعات المتعددة التي تنفذها الوزارة وتقدم التسهيلات للدفع بعجلة الاستراتيجية العمرانية، يشار إليها بالبنان؛ فالوزارة تعمل وفق رؤية واستراتيجية في سباق مع الزمن؛ كي تكون عُمان ضمن أفضل الوجهات التي يقصدها المستثمر العقاري، فهذا ما أكده زياد الشعار الرئيس التنفيذي لدار جلوبل التي تستثمر في مشروع "عايدة" العقاري في مسقط؛ حيث كشف مكانة وسمعة السلطنة مؤكدا أنه خلال سنة من تدشين مشروع "عايدة" بيعت وحدات عقارية لعدد 45 جنسية أجنبية من مختلف دول العالم بعضهم لم يزر سلطنة عُمان من قبل، وهذا الإقبال على شراء وحدات إسكانية في هذا البلد العزيز يعكس مكانة وسمعة سلطنة عُمان باعتبار بلد الأمن والأمان.
بالأمس القريب وضمن جهود الوزارة وفي احتفالية رائعة رعاها صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في دار الأوبرا السلطانية، التوقيع على 35 اتفاقية لتطوير وشراكة لمشروع مدينة السلطان هيثم للمرحلة الأولى (2024- 2030)؛ باستثمار يُقدر بنحو مليار ريال عُماني، انتهزت الوزارة الفرصة في هذه الاحتفالية التي حضرها عدد كبير من الشخصيات الرسمية عرض مادة إعلانية مرئية باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد عن المشاريع التي ستقام على أرض الواقع خلال العقدين القادمين والتي بدأت فعلياً تجهيز البنية التحتية لاستيعاب المشاريع العمرانية للمرحلة المقبلة. ما تم عرضه كان شيئًا مبهرًا للجميع، تخطيط عمراني يواكب المستقبل ويحافظ على الإرث والثقافة والحضارة؛ حيث تم دمج الإرث الحضاري للسلطنة مع معطيات التصميم المعماري الحديث لنبحر في رؤية حالمة للحياة القادمة التي سينعم بها أبناء عُمان وسكانها بعد أن تكون هذه المدن جاهزة وتنقل عُمان إلى دولة مختلفة تمامًا عن بقية مدن العالم.
ومن المشاريع الطموحة التي ستنفذ بإشراف هذه الوزارة مشروع "الخوير داون تاون"؛ حيث تم التوقيع على اتفاقية لإعداد المخطط التفصيلي والتصاميم الهندسية لمشروع وسط المدينة (الخوير داون تاون) وتطوير الواجهة البحرية مع الشركة الاستشارية "زها حديد" مع شركة "سي بي آر إي" على مساحة بلغت 3.6 مليون متر مربع، وتوقيع اتفاقية تعاون مبدئية لتطوير برج متعدد الاستخدامات في مشروع (الخوير داون تاون) مع شركة "الطاؤوس" على مساحة بلغت 12 ألف متر مربع ومساحة بناء 60 ألف متر مربع.
إن الاستراتيجبة العمرانية لوزارة الإسكان، تبشر بمستقبل مزدهر لعدد 14 مدينة منها 3 مدن كبرى هي: صلالة الكبرى، ونزوى الكبرى، وصحار الكبرى، وسيتم تنفيذ هذه المدن وفق رؤية الوزارة التي ترفع شعار "عزم التنفيذ".