دروس وعبر من "منخفض المطير"

 

 

راشد بن حميد الراشدي

انتهى مُنخفض المطير بكل تفاصيله الحزينة والمفرحة لأهل السلطنة، بعد أيام عاشتها عُمان بحلوها ومرارتها مع أحداث هذا المنخفض الذي كشف لنا دروسا وعبرا يجب أن نقف أمام تقييمها بشكل مدروس ونصحح مساراتها وكل شيء حولها وصولا لأفضل السبل والحلول.

ومن أهم هذه الدروس: أولا: ضرورة الأخذ بالأسباب في تقييمنا للحالات الجوية القادمة وتطبيق قواعد جديدة وآليات للإجازات الاضطرارية أثناء الحالات الجوية وتعزيز التوعية بالمخاطر على أبناء المجتمع وتكاتف الأسرة والمجتمع مع الجهود الحكومية لتجنب الأضرار التي قد تحدث خاصة على الأرواح لا قدر الله ووجود قوانين رادعة لمن تسول له نفسه الاستهتار أثناء الحالات الجوية وتعريض نفسه والآخرين إلى الخطر مع الأخذ بكل الحلول أثناء الإجازات الاضطرارية كالتعليم عن بعد وتعويض أيام الدوام وغيرها من الحلول.

ثانيًا: التخطيط: فقد كشفت المنخفضات والأعاصير عدم جاهزية بعض المخططات في عدد من المشاريع بمختلف ولايات ومحافظات السلطنة وضعف البنية الأساسية لعدد من الأحياء السكنية ووقوع البعض منها على مجاري الأودية؛ مما تسبب في انجراف بعض المنازل والمدارس والأشجار والمركبات وغيرها والتي كانت في أماكن منخفضة وأظهرت هشاشة بنائها في هذا المكان.

من هنا وجب على الجهات المعنية التخطيط السليم وعدم السماح بالتمدد والتعدي على مجاري الأودية والأماكن المنخفضة وإلغاء جميع الحيازات الزراعية والسكنية.

ثالثا: آليات تنفيذ المشاريع: يجب تنفيذ المشاريع التنموية بمواصفات عالية ومحاسبة المقصر أثناء ظهور عيوب في مشاريعه مستقبلاً، فما حدث أظهر ضعف بعض المخططات وعدم تحقيق الجودة الكاملة في تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية مثل الطرق وبعض المباني الحكومية والتي يجب أن يحاسب فيها المقصر، وكذلك يجب تنفيذ جميع المشاريع المستقبلية بمواصفات عالية تسهم في ديمومتها وعدم تأثرها بالمنخفضات الجوية وبعدها عن مجاري الأودية والأماكن المنخفضة.

اليوم ندرك ومن خلال ما حدث من أعاصير ومنخفضات مدى وجود وعي متكامل لدى أفراد الأسرة والمجتمع، ولكننا نؤكد للجميع ضرورة الحرص علي المحافظة عليها وعدم تعريض أبنائهم وعائلاتهم للخطر فالاحتياط واجب.

وأود أن أثني وأشكر كل من كان على الموعد في خدمة وطنه كرجال قوات السلطان المسلحة والدفاع المدني والإسعاف ومنتسبي شرطة عمان السلطانية والكوادر التربوية التي كانت لهم جميعاً جهود خالصة مقدرة نتمنى استمراريتها.

الأكثر قراءة