دنيا الغجر (5)

 

مُزنة المسافر

 

الدم.

الهَمّ.

وحروف مكتوبة.

مبعثرة.

شاعرة بالغربة فوق جدران الحضائر.

إنها جدران الغجر.

المشيدة بكرامتهم.

ووجودهم.

من يمكنه أن يمحو مجدهم؟

ويكتب فوق حضيرة الأحصنة.

وأسفل حدوة الخيل.

كلمات الإهانة.

هل هذه هي الجسارة؟

أم المهارة؟

التي جاء بها بضع غرباء.

إنهم من أهل القلعة المسكونة.

بالخيلاء.

إنهم الذين يحبون إهانة الغجر.

هل هم نوع آخر من البشر؟

دعهم يذهبون، يرحلون.

لا مكان للعبارات.

والرموز.

لقد تقمصوا وتنكروا.

بالأقنعة.

والأصبغة فوق وجوههم.

إنهم لا يخشون أحد.

أرواحهم من الفولاذ.

داريا: إنه مستنقع؟

بوحل كثير.

هذا المكان أيها الغريب.

قد تحول وتبدل.

من الجنائن.

إلى المساكن الممتلئة بالحقد.

والخديعة.

لقد تمكن أهل القلعة منهم.

لأن الغجر تفرقوا بينهم.

ووشوا ببعضهم.

وقالوا كلمات الفخر.

دون أن يعرفوها.

إنهم في جحيم كبير الآن.

والمصير الذي ينتظرهم هو مصير مريب.

أيها الغريب.

هل تعرف إن ذهبنا لدنيا أخرى؟

سنعيش الحلم.

والسلم.

نيكولاس: لكن يا داريا.

كوني منطقية للحظة.

ستتكبل روحك بالغرابة.

وتتكلل بالحماقة.

ماذا تقولين؟

حياتنا في القلعة

يملؤها السخف.

والغفل عن الآخرين.

الطارقين لأبواب الدروب الطويلة.

داريا: هل سنذهب سوية؟

نيكولاس: سأذهب لوحدي.

وأرى إن كان الطريق آمن.

وقائم على السلام.

داريا: هل سنرفع الأعلام؟

هل هو الاستسلام؟

نيكولاس: سنمضي ببطء الحلازين.

وسنعبر البساتين.

ونخبر الزارعين.

للقمح والشعير.

أننا جئنا.

نرصد العتبات.

ونشعر بالغايات.

حتى نصل لدنيا بعيدة.

عن القلعة وعن الخيام.

وحين يكون الجميع نيام يا داريا.

احملي قطع القماش.

ودون نقاش مع البقية.

انظري نحو المخرج.

واخرجي بيوم من بعدي.

وسنلتقي عند جذع شجرة القسطل العظيمة.

وسأحكي لك قصيدة جميلة.

وسأقول فيكي كل الغزل.

وأقطع جميع السبل لنصل لما نشاء.

قبل أن يحل علينا الشتاء.

وقبل أن ينهمر المطر.

ويعثر على جيوب الهروب.

التي عبرناها معًا.

فهل ستأتي معي؟

تعليق عبر الفيس بوك