ماذا بعد "المطير"؟!

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

لله الحمد والشكر والمنة على أمطار الخير التي هطلت على مُعظم محافظات السلطنة حاملة بشائر الخصب للأرض العطشى وذلك بعد سنوات من قلة هطول الأمطار على بعض المحافظات في سلطنة عمان، أمطار غزيرة وبكميات كبيرة هطلت خلال الأيام الماضية وتستمر حتى الأربعاء بإذن الله.

‏مناسيب الأفلاج والمياه الجوفية زادت ولله الحمد؛ حيث استبشر الأهالي بغيث السماء وما حمله من خير للبلاد والعباد.

‏أودية لا زالت تجري مكونة مناظر بديعة على طول مجراها الذي يمتد إلى آلاف الكيلومترات والتي ستجذب مئات الزائرين والمصطافين على جوانبها مشكلة خطرًا على الأسرة وأفرادها إذا لم يحسنوا اليقظة والحذر كذلك هناك تأثر العديد من البُنى التحتية كالطرق والكهرباء وشبكات الهاتف وبعض مباني المدارس والمنازل والسيارات التي انجرفت نتيجة قوة جريان الأودية وكمية المطر.

اليوم أولًا ومع قرب انتهاء الحالة المناخية أحب أن أوجه رسالة إلى المواطنين وأولياء الأمور بأنه يجب توخي الحيطة والحذر عند ارتياد الأودية ومراقبة الأبناء فكفانا فواجع مرَّت بنا خلال هذه الأيام وكذلك الانتباه للانزلاقات الأرضية وانجراف بعض أجزاء الطرق.

ثانيًا: رسالتي إلى وزارة التربية والتعليم ومسؤوليها بالمتابعة الدقيقة والمستمرة لمدارس المحافظات وتقييم مبانيها ومواقعها التي قد تكون في مواقع خطرة على أبنائنا الطلاب والتي يحتم الموقع نقلها إليه عن السنة وإعطاء صلاحية الإجازات الاضطرارية لمديري المدارس عند وجود خطر داهم على طلاب المدرسة كالمنخفظات والحالات الجوية الصعبة وعدم السماح بخروج الطالب إلا بوجود ولي أمره فقط.

ثالثا إلى الجهات المسؤولة: ضرورة تقييم التجربة من خلال الأضرار التي أفرزها منخفض المطير والخطوات والإجراءات المتخذة من قبل اللجان العاملة في المحافظات وأهمية تسخير الإمكانيات اللازمة لنجاح عملها مع أهمية الإسراع في تنفيذ ما تم الإعلان عنه من مشاريع خدمية وصيانة كل الطرقات وإعادة شبكات الهاتف والكهرباء التي تضررت للعمل في أسرع وقت بإذن الله.

إن تكاتف الجهود الأهلية والمجتمعية بأهمية الوعي حول مخاطر المنخفضات والسيول ورقابة أبنائهم أثناء فترة حدوثها سيسهم في التخفيف من الخسائر خاصة في الأرواح، جعلها الله أمطار خير وبركة وعم بنفعها البلاد والعباد.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليها الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وجنبها شرور ومصائب الدهر.