استئناف المحادثات خلال 48 ساعة.. وضغوط على إسرائيل لاحتواء الأزمة الإنسانية في غزة

"لا جديد في مفاوضات القاهرة".. ومصادر: "حماس" وإسرائيل "قدمتا تنازلات"

 

القاهرة- رويترز

صرح مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز اليوم الاثنين بأنه لم يتم إحراز تقدم في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة بمشاركة وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من إعلان مصدرين مصريين عن إحراز تقدم في جدول الأعمال.

وأرسلت إسرائيل وحماس وفدين إلى مصر أمس الأحد عقب وصول وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) يوم السبت في ظل ضغوط أمريكية للتوصل إلى اتفاق يضمن تحرير الرهائن المحتجزين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية هناك. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة". وأضاف "لا يوجد تقدم حتى اللحظة".

وأبدت دول غربية غضبها إزاء ما تعتبره زيادة غير مقبولة في عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين وكذلك الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحملة الإسرائيلية الرامية للقضاء على حماس.

وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين إن نحو 33207 فلسطينيين استشهدوا في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر. ومعظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى وعلى شفا المجاعة.

وقتلت حماس 1200 شخص في هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 600 جندي قتلوا في غزة.

وقال مسعفون فلسطينيون اليوم الاثنين إن القوات الإسرائيلية انسحبت من الأحياء السكنية في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، بعد أشهر من القتال العنيف مشيرين إلى انهم انتشلوا أكثر من 60 جثة لفلسطينيين من تحت الأنقاض.

وعاد مئات من السكان الذين نزحوا إلى خيام في مدينة رفح، حيث لجأ أكثر من مليون شخص، إلى مناطقهم المدمرة. كما عاد بعض السكان على ظهر عربات تجرها الحمير بينما كان البعض الآخر يسير على الأقدام. وصدموا من الدمار الذي لحق بالمباني والطرق والممتلكات التي خلفوها وراءهم.

وقال محمد أبو دياب وهو أحد السكان "صدمة صدمة صدمة... دمار بشكل لا يطاق". وأضاف "أنا رايح على بيتي وعارف إنه واقع. رايح أشيل من الردم علشان أطلع بلوزة ألبسها".

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن لأنه سيؤدي أيضا إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبا. وذكر كيربي أن حماس تراجع الآن مقترحا جديدا.

هل هناك تقدم في المفاوضات؟

وفي مطلع الأسبوع، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس محادثات القاهرة بأنها أكثر مرة اقترب فيها الجانبان من التوصل لاتفاق منذ هدنة نوفمبر تشرين الثاني التي أطلقت حماس بموجبها سراح عشرات الرهائن.

وأسرت حماس في السابع من أكتوبر 253 أسيرًا بينهم 129 ما زالوا محتجزين، وتحدث مفاوضون عن تحرير نحو 40 أسيرًا في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع حماس.

وقال مصدران أمنيان مصريان وقناة القاهرة الإخبارية إنه تم إحراز تقدم في محادثات القاهرة.

وذكر المصدران أن الجانبين قدما تنازلات قد تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة من ثلاث مراحل، كما جرى الاقتراح في المحادثات السابقة، تشمل تحرير كل من تبقى من الأسرى الإسرائيليين ومناقشة وقف طويل الأمد لإطلاق النار في المرحلة الثانية.

وأضافا أن التنازلات تتعلق بتحرير الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وبمطالبة الحركة الفلسطينية بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة. وكشفا عن اقتراح الوسطاء بأن تراقب قوة عربية عملية العودة في وجود قوات أمنية إسرائيلية ستنسحب لاحقا.

وأفاد المصدران والقناة بأن الوفود غادرت القاهرة ومن المتوقع استمرار المشاورات خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة.

"مطالب رئيسية"

وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لرويترز إن الجمود لا يزال سائدا بسبب رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة والسماح لمئات الآلاف من المدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم ورفع الحصار المفروض منذ 17 عاما على القطاع بهدف إعادة الإعمار السريع.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، إن هذه الخطوات لها الأولوية على مطلب إسرائيل الرئيسي بإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية. وقال لرويترز "فيما يتعلق بتبادل الأسرى فإن حماس كانت وترغب في أن تكون أكثر مرونة لكن ليس هناك مرونة بشأن... مطالبنا الرئيسية".

واستبعدت إسرائيل إنهاء الحرب قريبا أو الانسحاب من غزة، قائلة إن قواتها لن تتراجع حتى تنهي سيطرة حماس على غزة وتصبح غير قادرة على تهديد إسرائيل عسكريا.

وردًا على سؤال حول المحادثات اليوم الاثنين، رفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هايمان الخوض في تفاصيل واكتفى بالقول إن "أهم شيء هو وجود الأشخاص المناسبين في المكان المناسب والوقت المناسب لمناقشة كيفية إطلاق سراح 133 رهينة إسرائيلية".

وفي ظل ضغوط دولية لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة وعدم المضي قدما في خطط اقتحام مدينة رفح الجنوبية التي تؤوي مليون نازح قالت إسرائيل أمس الأحد إنها سحبت المزيد من جنودها من جنوب غزة.

ولم يتبق سوى لواء واحد فقط هناك، لكن وزير الدفاع يوآف جالانت قال إن القوات ستستعد لعمليات عسكرية مستقبلية، بما في ذلك "مهمتها المقبلة في منطقة رفح".

ورفح هي الملاذ الأخير للمدنيين النازحين في غزة من القوات البرية الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها آخر معقل مهم للوحدات القتالية التابعة لحماس.

تعليق عبر الفيس بوك