◄ الدوحة تُقدم نفسها للعالم كواحدة من أمتع التجارب التي يُمكن خوضها عربيًّا
◄ رمضان هذا العام يتوافر على جُملة فعاليات وعروض مثيرة جدًّا للاهتمام
الرؤية - أحمد الجهوري
قطر وما أدراك ما قطر.. هذه البقعة المُضيئة فوق أطلس العالم على شكل كفِّ اليد، تستقبلك بأجواء ومقومات سياحية تَأسِركَ بتناسقها وجمالها، وتذهب بك في رحلة عبر فضاء امتزاج الثقافات، فتشتم عبق الماضي هنا، وتشاهد بأم عينك أرقى مراحل التطور والحداثة هناك.. وجهة مفضَّلة للزوار والباحثين عن التنوع، فما بين محميات وقلاع وحصون، وسلسلة منتجعات وفنادق عالمية، وحدائق ومتنزهات عامة وطبيعية، ومطاعم من بقاع الأرض المختلفة، وجُملة أسواق تقليدية ومجمعات تجارية كبرى، تمنح قطر زوارها فرصة امتلاك سجل ثري من الذكريات التي لا تُنسى.
ولعلَّ أهم ميزة تمنح قطر صك الريادة في القطاع السياحي بالمنطقة، هي سهولة الوصول؛ إذ يستطيع 80% من سكان العالم الوصول إليها بعد رحلة طيران لا تزيد على 6 ساعات، كما يمكن لأكثر من ثلثي سكان العالم الدخول إلى أراضيها من دون تأشيرة، تحت شعار: "دولة قطر ترحب بالعالم". فبمُجرد أن تطأ أقدامك مطار الدوحة، ويستقبلك طيف واسع من الخيارات والشركات لِتبدَأ مباشرة مغامرتك الخاصة في أحضان أي من العروض السياحية التي ترغب، فهناك السياحة الساحلية والسياحة الصحراوية، والثقافية، والرياضية، والبحرية، وسياحة المعارض والمؤتمرات، وسياحة الترفيه العائلي والحضري، والتي تضمن تحقيق التوازن بين العرض والطلب في قطاع الضيافة وتنويع خيارات الإقامة السياحية.
قطر للسياحة
الزيارة التي قُمت بها إلى قطر نهاية العام الماضي بدعوة من "قطر للسياحة"، وما اطَّلعتُ عليه وقتها من تفاصيل حول روزنامة فعاليات رمضان هذا العام، وما وصلني من رسائل وصور ممَّن رشَّحتُ لهم زيارة قطر كوجهة سياحية عربية ثرية ومُمتازة، جعلتني أتابع واحدة من أمتع التجارب التي لم أشاهد مثيلا لها في بلد عربي منذ سنوات، وعلى ما يبدو أن ثراء المقومات، إضافة لخبرات وإمكانات "قطر للسياحة" كهمزة وصل وتنسيق بين المستثمرين والشركات المحلية والدولية والجهات الحكومية المعنية في القطاع السياحي، وهو ما منح التجربة شعورًا أكبر بالاستمتاع.
فمجموعة الفعاليات والأنشطة الترفيهية والعروض الترويجية المُميزة التي تطلقها "قطر للسياحة" تحت مظلة "Visit Qatar" مثيرة جدًّا للاهتمام؛ بداية بأشهى المأكولات في مهرجان "أكل أول" في ميناء الدوحة القديم، وحتى "معرض سوق الوكرة" المقام في سوق الوكرة القديم، مرورًا بالمهرجانات مُتعددة الثقافات والفعاليات وعروض الضيافة، كل ذلك يمثل دليلاً آخر على التنوع الذي توفره قطر لأهلها وزوارها وينمُّ عن فكر إبداعي لاستثمار أجواء الشهر الفضيل، بمجموعة متنوعة من التجارب الثقافية المُصمَّمة لجميع أفراد الأسرة.
مهرجان "أكل أول"
ففي ميناء الدوحة القديم، تعكس الأضواء وأشكال المنسوجات الطابعَ التراثيَّ المُميِّز للشهر الكريم، مُرحِّبًا بزوار مهرجان "أكل أول" من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يمنح المهرجان مرتاديه فرصة استكشاف 15 مطعماً تنتمي لمطابخ عالمية متنوعة، لا سيما في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، كمطعم "بيروت" العريق، ومطعم "بوباي"، ومطعم "صدِّيق"، و"عمر الخيام"، و"هرجيسا"، وكافتيريا فلسطين، و"الزرقاء"، و"أورانج"، و"برادات صيدا"، ومطعم "ريكس"، ومطعم "شجاع"، و"ستيرلينج"، و"الحلوى الباكستانية".
سوق تربة
وفي المدينة التعليمية بالدوحة، وتحديدًا كل سبت طوال أيام الشهر الفضيل، تُبحر بك المنتجات المعروضة في "سوق تربة" بين الأصالة والتراث؛ حيث يتميز هذا البازار بمنتجات حرفية وخيارات من المأكولات والمشروبات تحمل معاني الإنسانية، ولكم كان دعم القضية الفلسطينية حاضرًا وبقوة على المشهد هذا العام.
ومن قلب العاصمة القطرية، إلى حيث شواطئها الممتدة، وتحديدًا في جزيرة اللؤلؤة المرموقة، يقبع بازار اللؤلؤة الرمضاني، الذي يضم 28 كشكًا لبيع المنتجات التقليدية، كالحلويات العربية والعباءات والبخور والإكسسوارات وغيرها من المصنوعات اليدوية، مع مجموعة أنشطة مخصصة للأطفال والعائلات، مثل أنشطة القرنقعوه، والفنون والحرف اليدوية، والنسيج التقليدي، والحناء، والتلوين على الوجه، وغيرها من ورش العمل.
سوق الوكرة
في هذا الركن الهادئ من صخب المدينة، يقع معرض رمضان في فندق سوق الوكرة، وهو الفعالية التي تنظمها Visit Qatar ومزرعة حينة سلمى، ويقدِّم لزواره العديد من الأنشطة؛ كورش العمل المجانية في الحرف اليدوية والمحاضرات وعروض الأفلام والأنشطة المخصصة للأطفال. ويتضمن المعرض مجموعة متنوعة من أشهى المأكولات والأطعمة المعدة يدويًّا باستخدام الأساليب التقليدية، مع مجموعة مطاعم ذات إطلالات رائعة على الواجهة البحرية لسوق الوكرة.
إلى جانب مدينة "لوسيل ونتر وندرلاند"، والتي تقع في جزيرة المها وتضم أكثر من 50 لعبة ومعلما ومرفقا ترفيهيا، إضافة للمأكولات والمشروبات اللذيذة والأنشطة الترفيهية الحيّة، وكذلك حديقة مريال للألعاب المائية، والتي تقع في جزيرة قطيفان التي تم تطويرها مؤخراً، وتحتوي على أطول برج تزلج مائي في العالم والبالغ ارتفاعه 85 متراً، وتوفر للزوار مجموعة رائعة من مناطق الجذب الرائعة، بما في ذلك 36 لعبة مائية.
هذا ويعدُّ المنتجع الفاخر "Our Habitas Ras Abrouq" أحد المنتجعات المستدامة، ويقع على طرف محمية الريم الطبيعية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمحميات المحيط الحيوي.
التجربة بإجمالها جديرة بالاهتمام، خصوصًا مع مساعي القائمين على Visit Qatar لتوفير كل أساليب الراحة والاستجمام للزوار القادمين من مختلف دول العالم، في تناغم ضمن تضافر جهود الجميع لصنع ذكريات لا تُنسى للضيوف؛ فإلى جانب الخيام الرمضانية والفعاليات العديدة، ومتابعة سباقات الدواثلون الشيقة، وموكب ليلة القرنقعوه، تقدِّم العديد من الفنادق والمطاعم أكثر من 300 باقة وعرض ترويجي للعائلات والأزواج والأفراد خلال الشهر الفضيل؛ حيث يقدم 37 فندقاً عروضاً ترويجية للإفطار، و19 فندقاً عروضاً ترويجية للسحور، فيما تقدم 9 فنادق باقات للإقامة وتجمع 6 فنادق في عروضها بين الإفطار والسحور والإقامة، ويقدم فندقان عروضاً خاصة للغبقة و3 فنادق تقدم عروضاً للأنشطة والفعاليات.