الفطرة السليمة وحديث بدر بن حمد

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

رغم كثرة المغردين وكثرة المطالبين، وبين هذا وذاك واختلاط الحابل بالنابل بين دعوات وصلوات وآمال ورجاء وأمنيات عابرة، ومع زيف الوعود ودناءة العدو الغاشم، ومع أيادي المسلمين من أقاصي العالم إلى كل بقعة من الأرض وارتفاعها للدعاء ولا جديد يذكر.. إلّا أن الحرب مستمرة، وفي خضم ذلك نرى بكل شفافية ووضوح معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية يتحدث لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، بكل صراحة ووضوح.

إذا تحدث ابن عُمان فإنه يقول ما يود كل مخلص وأمين على هذه الأمة قوله، وقال كلمة حق يباهي بها العالم، فلم يتحدث بعبارات دبلوماسية تقليدية، لكنه تحدث بقوة الجيل الذي عُرِف بثقافة الحوار والرصانة والحكمة التي تُدرّس والتي لا يمتلكها أحد في العالم.

ابن عمان فطن وسياسي محنك ومتحدث لبق وصاحب مبدأ ولا يميل عن فطرته الإسلامية ودمه العماني الغيور على أهله في قطاع غزة، وإنه يجب الوصول لحل كافة الأزمات والتغلب على أغلب التحديات والانتصار بحل الدولتين، والوصول لاتفاقية سلام ليست بالكلام، وإنما أفعال؛ إذ إنه لا بُد من اتخاذ قرار وتدخُّل أكبر الدول كأمريكا وإيران في رسم مسار سلمي وآمن وعودة الحياة إلى طبيعتها بدون حرب وبدون تعذيب وانتهاكات في حق الأبرياء، الذين ظلت إسرائيل تتخذ طريقة التجويع والحرمان من أقل الحقوق، فأصبح الناس يموتون من الجوع والعطش والجفاف، ليس لأن فلسطين دولة فقيرة؛ بل لأن إسرائيل تمنع دخول أي مساعدات أو مؤن غذائية فأصبح الناس يموتون ويفقدون أرواحهم وهذا الأمر يجب أن يتوقف.

ما زال معالي السيد بدر بن حمد يناشد ويطالب بمؤتمر للسلام الدولي لأن عمان هي وطن السلام، وعمان كانت وما زالت الفارقة بين دول الجوار في حل أغلب الصراعات والأزمات والحروب، وكان لا بُد من وقفة والأخذ برأي سلطنة عمان ولا بُد من انعقاد المؤتمر للبحث عن آلية حل الدولتين لكي يعم السلام وترتاح الأنفس المثقلة. فما يجري على الأرض لا يُطاق ولا تتحمله العقول. ولما كان الموت يتخطف الناس في شوارع غزة كان التحذير موجودا من الاقتراب من رفح؛ لأن رفح هي معبر للتواصل مع القطاع المنكوب ولا بُد من عدم المساس برفح بتاتًا أو التفكير في محاربتها كونها تضم النازحين الذين يتعدون المليون نازح.

إن ترابط الدول العربية بعضها ببعض مع ضرورة إيجاد حلول لما يحدث في دولة فلسطين وحلول دائمة ومساندة حركة حماس وعدم فصلها عن القوات التي تحارب من أجل فلسطين؛ بل وضعها في المقدمة ونشر السلام ووقف إطلاق النار والتشاور والتحاور لحل الخلافات ولحل الدولتين، هو الأمر الذي يطالب به المجتمع الدولي، ولا بُد من اتحاد الدول العربية أمام العدو الغاشم للتفاهم والتواصل البناء، ووضع نقطة النهاية للحرب المأساوية التي راح ضحيتها دولة كاملة؛ حيث توقف اقتصادها وتعليمها وتوقفت تغذيتها وأدنى حقوقها وهو العيش بحرية وكرامة وإباء.

إن الفطرة السليمة لدى البشر هي التي تقودنا إلى طريقنا الصحيح وهي التي لا تسمح لأي كان بالسيطرة على مشاعرنا وأسلوب حياتنا.

إن معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية رجل ذو مبدأ واضح وصريح، يحمل رسالة السلام وهي رسالة سلطنة عمان لشعوب العالم، فهل يستجيب العالم لهذه الدعوات السامية النبيلة؟ ما زلنا نأمل ونحلم بأن يعم الرخاء والاستقرار والسلام ربوع العالم.